الأربعاء، 26 نوفمبر 2025

10:28 ص

د.جمال المجايدة يكتب: عامان على الطوفان والنكبة الكبرى!

الثلاثاء، 07 أكتوبر 2025 12:06 م

دكتور جمال المجايدة

دكتور جمال المجايدة

بعد مرور عامين على عملية “الطوفان”، التي نفذتها حماس ضد اسرائيل، يقف أهالي غزة أمام مشهد بالغ القسوة، تتداخل فيه الخسائر الإنسانية والاقتصادية والسياسية، بينما يغيب أي مكسب فعلي يمكن أن يعوّض هذا الدمار الهائل الذي لحق بالقطاع وسكانه. خسائر شعبنا في قطاع غزة تزيد على 300 الف شهيد وجريح ومفقود خلال العامين الماضيين بسبب حرب الابادة الاسرائيلية المتواصلة!
منذ السابع من أكتوبر 2023، دخلت غزة في دوامة حرب مفتوحة دفعت ثمنها الاهالى، البنية التحتية، المؤسسات المدنية، والقطاع الصحي والتعليمي، فضلًا عن مئات آلاف من الأسر التي شُردت وفقدت مساكنها. تشير التقديرات إلى أن أكثر من 80% من سكان القطاع يعيشون اليوم في ظروف إنسانية غير مسبوقة، مع انهيار شامل في الخدمات الأساسية، وغياب أي أفق لإعادة الإعمار الحقيقي.
اقتصاديًا، خسر القطاع أكثر من 20 مليار دولار من ناتجه المحلي خلال العامين، فيما توقفت مئات المصانع والمزارع والمتاجر عن العمل. وباتت المساعدات الدولية المصدر الوحيد للحياة، بعد أن انهارت منظومة الإنتاج المحلية.
أما سياسيًا، فقد خرجت حماس من “الطوفان” وهي أضعف من أي وقت مضى، بعدما فقدت السيطرة الفعلية على القرار الفلسطيني، وتراجعت شعبيتها في الداخل. في المقابل، باتت الدول العربية والإقليمية أكثر اقتناعًا بأن استمرار حكم حماس للقطاع يعني استمرار النزيف الفلسطيني والعزلة الدولية.

النتيجة أن سكان غزة خسروا أمنهم واستقرارهم ومستقبل أبنائهم، بينما لم تحقق حماس أي مكسب سياسي يوازي هذا الثمن الباهظ. اليوم، يتساءل الغزيون بمرارة: من المستفيد من “الطوفان”؟ الإجابة تبدو واضحة.. لم يربح أحد، سوى من اتخذ من معاناة غزة وسيلة للمتاجرة بالشعارات!

الرابط المختصر

search