السبت، 11 أكتوبر 2025

12:32 ص

الفائزون العرب بجائزة نوبل عبر التاريخ

الجمعة، 10 أكتوبر 2025 03:45 م

آيه بدر

جائزة نوبل

جائزة نوبل

رغم أن جائزة نوبل تُمنح لأبرز العقول التي غيّرت وجه البشرية في مجالات متعددة، فإن العرب استطاعوا عبر العقود أن يحجزوا لأنفسهم مكانًا مميزًا في سجل هذا التكريم العالمي، مؤكدين أن الإبداع العربي لا يعرف حدودًا، وأن عطاؤه يتجاوز الجغرافيا ليصل إلى العالم أجمع.

منذ تأسيس الجائزة في مطلع القرن العشرين، لم تكن مشاركة العرب مجرد حضور رمزي، بل كانت تعبيرًا عن مسيرة طويلة من الاجتهاد والتميز العلمي والأدبي والسياسي. فكل فائز عربي حمل معه قصة كفاح استثنائية، جعلت اسمه جزءًا من التاريخ الإنساني الحديث.

كان أول العرب الذين صعدوا منصة نوبل هو الرئيس الراحل محمد أنور السادات، الذي حاز جائزة نوبل للسلام عام 1978 مناصفةً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحم بيغن، تقديرًا لجهوده التاريخية في تحقيق السلام بالشرق الأوسط وتوقيع اتفاقية كامب ديفيد التي غيّرت مجرى الأحداث في المنطقة. هذا الفوز لم يكن سياسيًا فحسب، بل رسالة بأن صوت السلام أقوى من ضجيج الحروب.

وفي ميدان الأدب، جاء التكريم الكبير للكاتب المصري نجيب محفوظ عام 1988، ليصبح أول أديب عربي ينال جائزة نوبل في الأدب. أعماله التي نقلت تفاصيل الحياة المصرية بعمقها الاجتماعي والفلسفي كانت بمثابة جسر ثقافي بين الشرق والغرب، وأثبتت أن الرواية العربية قادرة على أن تتحدث إلى الإنسانية كلها بلغة الفن والجمال.

أما في مجال الكيمياء، فقد لمع اسم العالم المصري أحمد زويل الذي حصد الجائزة عام 1999 بفضل اكتشافه لـ"الفيمتو ثانية"، وهو اختراع فتح آفاقًا جديدة في دراسة حركة الذرات والجزيئات. إنجاز زويل لم يكن مجرد تقدم علمي، بل خطوة جبارة وضعت مصر والعالم العربي في مقدمة خريطة البحث العلمي العالمي.

ولم تغب المرأة العربية عن هذا السجل المشرف، فقد جاءت توكل كرمان من اليمن لتصبح رمزًا للشجاعة والإصلاح، حين فازت بجائزة نوبل للسلام عام 2011 مناصفةً مع الناشطة الليبيرية ليما غبوي والرئيسة الليبيرية إلين جونسون سيرليف، تكريمًا لدورها في الدفاع عن حرية التعبير وحقوق الإنسان خلال الربيع العربي، لتُثبت أن صوت المرأة العربية قادر على إحداث التغيير في وجه التحديات.

كما نالت الرباعية التونسية للحوار الوطني جائزة نوبل للسلام عام 2015، تقديرًا لدورها في إنقاذ تونس من الانزلاق نحو الفوضى بعد الثورة، وإرساء أسس الحوار والديمقراطية. كان ذلك الفوز بمثابة تتويج للنضال المدني العربي من أجل الاستقرار والعدالة.

ولم يقتصر الحضور العربي على السياسة والأدب والعلم، فقد كرّست جوائز نوبل للعرب فكرة أن العقل العربي يزخر بالإبداع في كل المجالات. كل فائز منهم لم يكن إنجازًا فرديًا فقط، بل تجسيدًا لقدرة المنطقة على العطاء رغم ما تواجهه من تحديات اقتصادية وسياسية.

إن تتويج العرب بجوائز نوبل لم يكن مجرد حدث عابر في صفحات التاريخ، بل محطة تلهم الأجيال القادمة وتفتح أمامهم طريق الأمل والعمل. وربما يحمل المستقبل أسماءً عربية جديدة تواصل هذا المشوار المضيء، لتؤكد أن الإبداع العربي ما زال قادرًا على أن يدهش العالم.

إقرأ أيضاً:

من هي ماريا كورينا ماتشادو الفائزة بجائزة نوبل للسلام لعام 2025؟

إعلان جائزة نوبل للسلام يطيح بأحلام ترامب

الرابط المختصر

search