السبت، 11 أكتوبر 2025

07:15 م

السيد الطنطاوي يكتب: الأزواج الشباب وخلل المفاهيم والأولويات!!

السبت، 11 أكتوبر 2025 03:21 م

السيد الطنطاوي

السيد الطنطاوي

منذ أن خلق الله الأرض، ونزول آدم وحواء من الجنة للسكن عليها، ومعهما الشيطان الكبير، ثم شياطين الجن والإنس الصغار، بسبب وسوسة كبير الشياطين لأبينا آدم وأمنا حواء، للأكل من الشجرة المحرمة، بدأ الاثنان معا رحلة الحياة المكتوبة عليهما، وعلى ذريتهما من بعدهما، ولتبدأ معهما سلسلة من المشاكل الدنيوية، التي تتسع وتتشعب مع تكاثر وتناسل بني آدم، ومع تطور الحياة ووسائلها، التي تتسبب في نوعيات جديدة من المشاكل، ليفكر الإنسان بالعقل “تلك المنحة الربانية” في حلها وتجاوز تبعاتها.

ومن المشاكل القديمة الجديدة، تأتي المشاكل الزوجية والاختلافات الأسرية، التي تحتاج إلى حنكة وذكاء من الزوج والزوجة، للتعرف على وسائل حل هذه المشاكل، أو الوقاية منها قدر الإمكان، وعدم الوقوع في فخاخها التي تنصب من قبل “الغير” بحسن نية أو بسوء نية. كثير من الأزواج أو الزوجات يكونون أسرى مفاهيم مغلوطة، أو أسرى منح الأولوية لحقوق تأتي ثانية أو ثالثة أو حتى رابعة، بعد حقوق البيت الذي تم بناؤه، ولا بد من استكماله بالمودة والرحمة، وعدم انشغال أي من الطرفين عن حق الطرف الآخر في التواجد معه، واحترام وقته وعدم منح هذا الوقت “بدون مقابل” لأطراف أخرى على حساب الحياة الزوجية، والتي من المفترض أن يكون لها أولوية “خاصة” عن كل ما عداها من علاقات العمل أو الوظيفة، والعلاقات مع الأصحاب والأهل والأخوة والأخوات.

ترتيب الأولويات مهم في نجاح أي إنسان، وفي نجاح أي مؤسسة وخاصة “مؤسسة الزواج”، فالإنسان الناجح هو من يعرف أولوياته جيدا، ويرتبها حسب أهميتها، ويضع نصب عينيه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي يقول: “إن لربك عليك حقا, وإن لبدنك عليك حقا, وإن لأهلك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا, فأعط كل ذي حق حقه”. 

الازواج الشباب والزوجات الشابات، بحاجة إلى من يأخذ بأيديهما لتصحيح الكثير من المفاهيم “المغلوطة” عن الحياة الزوجية، وتعريفهم أن هذه الحياة الزوجية ليست “نافلة”، بل هي جزء أساسي وركن متين في مسيرة حياة الشاب أو الفتاة، واستقامتها “فريضة” على الطرفين، ولها أولوية عظيمة، أما الاستسهال في تضييع حقوق البيت وحقوق الطرف الآخر ليس من الحكمة في شئ.

كصحفي قمت بتغطية أخبار عدد من المؤسسات الاجتماعية، كانت الشكوى الأبرز للأزواج والزوجات، هي أن “البيت” يأتي في مرحلة تالية لعلاقات العمل، أو الأصحاب والأصدقاء، والآن ربما يأتي في مرحلى تالية لـ “وسائل التواصل الاجتماعي”، وانشغال كل طرف عن الطرف الآخر بمتابعة ما تبثه هذه الوسائل من منشورات وأخبار وفيديوهات، والشعار المرفوع “على الطرف الآخر أن يرضى ويكون من الصابرين”!! 

اقترح على المأذون الذي يقوم بعقد القران “كتب الكتاب”، سواء كان رجلا أو سيدة، أن يستأذن أهل العروسين في “نصف ساعة فقط من وقتهم”، ليعرف الشاب والفتاة بحقوق الطرف الآخر بشكل موسع، لأن ما نشاهده ونسمعه من المأذون، أو من يقوم بمهام الإشهار، هو كلام “عام ومبتسر" لإنهاء المهمة الموكولة إليه من والد العريس أو العروس، وعلى رأي المرحوم الفنان فؤاد المهندس رحمه الله “كلمتين وبس”!!

  

الرابط المختصر

search