البروفيسور غانم كشواني يكتب: جوائز نوبل العلمية والاقتصادية والأصول والجنسيات العربية التي حصلت عليها
السبت، 11 أكتوبر 2025 04:36 م

البروفيسور غانم كشواني
تُعتبر جائزة نوبل أعلى تكريم عالمي في مجالات العلوم والفكر، لكن بداية هذه الجائزة لم تكن تقليدية كما يظن الكثيرون. ففي عام 1888، قرأ المخترع السويدي ألفريد نوبل خبر وفاته بالخطأ في إحدى الصحف، ووصِف بعنوان صادم: "تاجر الموت قد مات" بسبب اختراعه الديناميت. شعر نوبل أن التاريخ سيتذكره كرمز للدمار، فقرّر أن يغيّر إرثه ويخلّد اسمه بطريقة إنسانية. كتب وصيته عام 1895، وخصص معظم ثروته لإنشاء جوائز سنوية تمنح لمن يقدّم أعظم فائدة للبشرية.
ومنذ عام 1901، أصبحت جوائز نوبل رمزًا للإنجاز العلمي والثقافي. وفي هذا المقال لن نتوقف عند جائزة السلام، بل سنركز على الجوائز العلمية والاقتصادية، لأنها تمثل قمة الابتكار والبحث والاكتشاف. كما سنتناول بإيجاز كيف نشأت هذه الجوائز، وكيف أضيفت جائزة الاقتصاد لاحقًا، ثم نستعرض المسار التاريخي للعرب الذين وصلوا إلى منصة نوبل، سواء عبر الجنسية أو الأصل.
كانت الجوائز الأصلية في وصية نوبل خمس فئات: الفيزياء، الكيمياء، الطب أو علم وظائف الأعضاء، الأدب، والسلام. أما جائزة نوبل في الاقتصاد فلم تكن ضمن الوصية، بل أُضيفت عام 1968 عندما قرر البنك المركزي السويدي إنشاء جائزة “في ذكرى ألفريد نوبل”، فأصبحت تُمنح بالطريقة نفسها، وتُعد اليوم الجائزة السادسة في عائلة نوبل.
وعند الحديث عن توزيع الجوائز، يظهر سؤال مهم: لماذا تمنح السويد معظم الجوائز بينما تمنح النرويج جائزة السلام؟ الجواب أن السويد والنرويج كانتا تحت اتحاد واحد زمن نوبل. وقد رأى نوبل أن السويد تمتلك المؤسسات العلمية القادرة على تقييم الفيزياء والكيمياء والطب والأدب (ثم الاقتصاد لاحقًا)، بينما اعتبر النرويج أكثر حيادًا سياسيًا، فأوكل إليها جائزة السلام. وبعد انفصال البلدين عام 1905، استمر احترام وصيته حتى اليوم.
ومنذ انطلاق جائزة نوبل قبل أكثر من قرن، استطاع ثمانية من العلماء والأدباء المرتبطين بالعالم العربي أن يسجلوا حضورهم في تاريخها العريق في المجالات العلمية والاقتصادية (والأدب كمثال ثقافي)، وهو إنجاز يؤكد أن العقل العربي قادر على المنافسة عالميًا متى توفرت له الفرصة. بعضهم حمل جنسية عربية، وبعضهم عاش خارج الوطن لكنه ينتمي إلى أصول عربية واضحة.
بدأ الحضور العربي عام 1960 عندما فاز بيتر مدوّر بجائزة نوبل في الطب مناصفة، وهو بريطاني من أب لبناني/ سوري، ويُعد أول شخص من أصول عربية يحقق هذا الإنجاز العلمي. وفي عام 1988، فاز نجيب محفوظ بجائزة نوبل في الأدب منفردًا، ليكون أول فائز يحمل جنسية عربية صريحة ويضع الأدب العربي على الخريطة العالمية.
ثم جاء عام 1990 بفوز إلياس خوري بجائزة نوبل في الكيمياء منفردًا، وهو أمريكي من أصول لبنانية، مما أظهر أن الجذور العربية موجودة حتى في أعلى المراكز البحثية في الغرب.
أما عام 1999 فكان نقطة تحول تاريخية بفوز أحمد زويل بجائزة نوبل في الكيمياء منفردًا، وهو يحمل الجنسيتين المصرية والأمريكية. فتح زويل بابًا جديدًا في العلم عبر اكتشاف “الفيمتوثانية” الذي غيّر فهم العالم للتفاعلات الكيميائية، وأصبح رمزًا عالميًا للعقل العربي حين يجد البيئة الداعمة.
وفي عام 2021، ظهر اسمان لهما ارتباط بالعالم العربي: الأول عبدالرزاق قرنح الذي فاز بجائزة نوبل في الأدب وهو بريطاني–تنزاني من أصول يمنية حضرمية، والثاني أرديم باتابوتيان الذي فاز بجائزة نوبل في الطب مناصفة ويحمل الجنسيتين اللبنانية والأمريكية رغم أن أصوله أرمنية، لكنه مولود في بيروت ويحمل جنسية عربية رسمية.
وفي عام 2023، فاز منجي الباوندي بجائزة نوبل في الكيمياء (مناصفة – 1/3)، وهو أمريكي–فرنسي من أب تونسي، ليؤكد مرة أخرى أن الأصل العربي يمتلك القدرة على الوصول إلى أعلى المستويات العلمية. وأخيرًا، جاء الحدث الأبرز عام 2025 بفوز عمر ياغي بجائزة نوبل في الكيمياء (مناصفة – 1/3)، وهو يحمل ثلاث جنسيات: الأردنية والسعودية والأمريكية، ومن أصول فلسطينية. ويُعتبر ياغي من أبرز العلماء عالميًا في مجال المواد المسامية (MOFs)، وفوزه يُعد علامة فارقة تثبت أن العلماء المرتبطين بالعالم العربي قادرون على قيادة مجالات علمية متقدمة.
إن تتبع هذا المسار يُظهر بوضوح أن المشكلة لم تكن في الإنسان العربي، بل في البيئة العلمية. فحين تتوفر فرص التعليم والبحث والتمويل والتعاون الدولي، يظهر الإبداع العربي بقوة. بعض هؤلاء بدأ في الوطن العربي ثم أكمل في الخارج، وبعضهم وُلد في المهجر لكنه حافظ على جذوره. وهذا يؤكد أن العقل العربي موجود… لكنه يحتاج إلى منصة. ومن أهم هذه المنصات الحديثة “جائزة نوابغ العرب” التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة، والتي تعيد الاعتبار للعلم والعلماء، وتمنح المواهب العربية منصة حقيقية للانطلاق والمنافسة عالميًا، وتفتح الباب أمام جيل جديد من الباحثين ليصلوا إلى مستويات عالمية قد تقودهم مستقبلًا إلى نوبل نفسها.
نحن لسنا أمة هامشية في التاريخ. نحن أمة العلم والحضارة. نحن من قدّم للعالم الجبر والبصريات والطب والفلسفة، ونحن أحفاد الخوارزمي وابن الهيثم والرازي وابن النفيس. واليوم، ومع توسع منظومات البحث والابتكار وريادة الأعمال في منطقتنا، تتجدد الفرصة للعودة. ظهور ثمانية أسماء عربية في نوبل ليس نهاية القصة.. بل هو بداية مرحلة جديدة.
نحن أمة العلم.. وأمة الحضارة.. والمستقبل لنا.
Prof. Ghanim Kashwani
PhD CEng FICE
11/Oct/2025
الرابط المختصر
آخبار تهمك
توقعات الأبراج اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025: حظك اليوم في الحب والزواج والمال والعمل
11 أكتوبر 2025 12:39 م
أسعار الذهب في مصر اليوم السبت 11 أكتوبر 2025
11 أكتوبر 2025 12:24 م
أسعار العملات الأجنبية أمام الجنيه المصري اليوم السبت 11 أكتوبر 2025
11 أكتوبر 2025 12:12 م
سعر اليورو مقابل الجنيه المصري اليوم السبت 11 أكتوبر 2025
11 أكتوبر 2025 12:08 م
سعر الدرهم الإماراتي أمام الجنيه المصري في تعاملات السبت 11 أكتوبر 2025
11 أكتوبر 2025 12:03 م
سعر الريال السعودي أمام الجنيه المصري في تعاملات السبت 11 أكتوبر 2025
11 أكتوبر 2025 11:59 ص
الأكثر قراءة
-
هشام عياد يكتب: انتخاب جبران رئيسا لمنظمة العمل العربية يعكس الثقة الكبيرة في الدور المصري
-
البروفيسور غانم كشواني يكتب: جوائز نوبل العلمية والاقتصادية والأصول والجنسيات العربية التي حصلت عليها
-
السيد الطنطاوي يكتب: الأزواج الشباب وخلل المفاهيم والأولويات!!
-
توقعات الأبراج اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025: حظك اليوم في الحب والزواج والمال والعمل
-
الزوراء العراقي يكشف لـ «المصري الآن» تفاصيل التعاقد مع مدرب الأهلي عماد النحاس
-
الزمالك يُعلن تعيين الكرواتي زيلكو بابيتش لتولي القيادة الفنية لفريق كرة اليد
-
استعدادًا للانتخابات.. قائمة الخطيب تواصل جولاتها داخل فروع الأهلي الأربعة
-
منتخب مصر الثاني يختتم تدريباته استعدادًا لمواجهة البحرين
-
اتحاد طنجة لـ «المصري الآن»: قررنا تقديم شكوى رسمية ضد الزمالك بشأن مستحقات عبدالحميد معالي
-
إيجل نوار يعلن موعد مواجهة الأهلي في دوري أبطال إفريقيا
-
رئيس الوزراء: تحية تقدير للرئيس السيسي والشركاء الدوليين على جهود وقف الحرب في غزة
-
أزمات صحية تهز الوسط الفني ودعوات بالشفاء لنجوم الشاشة
-
ترقب كبير واستعدادات لانطلاق العرض الخاص لفيلم أوسكار عودة الماموث
-
التعليم العالي يؤكد تعزيز الجامعات لبرامج دعم وتمكين الفتيات
-
نجوم عودة الماموث يطلقون أضخم مغامرة سينمائية في احتفال العرض الخاص الليلة
أكثر الكلمات انتشاراً