الأحد، 12 أكتوبر 2025

03:51 م

خلال كلمته أمام “أسبوع القاهرة للمياه”

الرئيس السيسى: لن نقف مكتوفى الأيدي أمام أي مساس بأمننا المائي

الأحد، 12 أكتوبر 2025 01:20 م

باسم ياسر

الرئيس عبد الفتاح السيسى

الرئيس عبد الفتاح السيسى

ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمة مُسجلة خلال الجلسة الافتتاحية لـ أسبوع القاهرة الثامن للمياه، الذي انطلقت فعالياته اليوم تحت شعار "الحلول المبتكرة من أجل القدرة على الصمود أمام التغيرات المناخية واستدامة الموارد المائية"، بمشاركة واسعة من الوزراء وصنّاع القرار والخبراء وممثلي المنظمات الدولية والقطاع الخاص والمجتمع المدني.

وفي كلمته، أكد الرئيس السيسي أن "أسبوع القاهرة للمياه" أصبح منارة فكرية عالمية للحوار حول قضايا المياه، مشدداً على أن حماية هذا المورد الوجودي باتت قضية مصيرية تتطلب تضافر الجهود الدولية وإيجاد حلول مبتكرة ومستدامة.

 المياه.. تحدٍ عالمي يستلزم التعاون الدولي

 

قال الرئيس إن العالم يواجه تحديات متشابكة تتعلق بتزايد الطلب على المياه وشح الموارد وسوء إدارتها، إلى جانب التداعيات الخطيرة لتغير المناخ. وأضاف أن إفريقيا تعد ثاني أكثر القارات جفافاً، ويعاني أكثر من 300 مليون من سكانها من صعوبة الوصول إلى مياه الشرب النظيفة، بينما يعتمد العالم العربي على موارد مائية تأتي من خارج حدوده، ما يجعل التعاون الإقليمي والدولي ضرورة حتمية.

 مصر: المياه قضية وجود لأكثر من 100 مليون مواطن

 

أوضح الرئيس أن مصر تواجه تحديات جسيمة في ملف المياه، إذ تعتمد بنسبة تفوق 98% على نهر النيل كمصدر وحيد للمياه، مشيراً إلى أن نصيب الفرد لا يتجاوز 500 متر مكعب سنوياً، أي نصف خط الفقر المائي العالمي.

وأشار إلى أن الدولة تبنت رؤية شاملة لإدارة الموارد المائية من خلال جيل جديد من مشروعات الري وإعادة الاستخدام، أبرزها إنشاء ثلاث محطات كبرى لإعادة استخدام مياه الصرف الزراعي هي: بحر البقر، المحسمة، والدلتا الجديدة، وهي من أضخم المشروعات على مستوى العالم.

كما أشار إلى تطوير شبكات الترع ونظم الري الحديث، ومشروعات حماية السواحل الشمالية ودلتا النيل، إضافة إلى دمج التكنولوجيا في إدارة المياه بما يعزز الإدارة الذكية والمستدامة.

 مصر في قلب الجهود الدولية لقضية المياه

 

أكد الرئيس أن الجهود الوطنية لا تكتمل دون تعاون دولي فعال يضمن حق الإنسان في الحصول على مياه نظيفة، وهو ما دفع مصر إلى إدراج ملف المياه ضمن أولويات المجتمع الدولي.

وأشار إلى أن استضافة مصر لقمة المناخ (COP27) عام 2022 في شرم الشيخ كانت محطة مهمة، حيث أطلقت القاهرة خلالها "مبادرة التكيف والصمود في قطاع المياه" بالتعاون مع اليونسكو والمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، لدعم الدول النامية وتعزيز الشراكات الدولية لمواجهة التحديات المائية والمناخية.

وأضاف أن مصر تمد يد العون لأشقائها في إفريقيا عبر مشروعات تنموية فعلية تشمل حفر آبار تعمل بالطاقة الشمسية، وحصاد مياه الأمطار، وإنشاء مراكز للتنبؤ والإنذار المبكر، فضلاً عن برامج تدريبية لتأهيل الكوادر الإفريقية في مركز التدريب الإفريقي للمياه والتكيف المناخي.

 رسالة حازمة لإثيوبيا: النيل ليس حكراً لأحد

 

وفي جزء حاسم من كلمته، شدد الرئيس السيسي على أن الأنهار الدولية شرايين حياة لا خطوط فصل، مؤكداً رفض مصر القاطع لأي إجراءات أحادية على نهر النيل تتجاهل الاتفاقات الدولية وتهدد مصالح شعوب الحوض.

وأوضح أن مصر انتهجت على مدار 14 عاماً من التفاوض مع إثيوبيا مساراً دبلوماسياً يتسم بالحكمة والاتزان، وقدمت بدائل فنية تحقق التوازن بين التنمية والمنفعة المشتركة، إلا أن الجانب الإثيوبي قابل هذه الجهود بتعنت وسعي لفرض الأمر الواقع.

وأضاف الرئيس أن الإدارة غير المنضبطة للسد الإثيوبي تسببت مؤخراً في أضرار لدولتي المصب نتيجة التصريف العشوائي للمياه دون إخطار مسبق، مؤكداً أن المجتمع الدولي مطالب بالتصدي لمثل هذه التصرفات المتهورة وضمان تنظيم تشغيل السد في حالتي الجفاف والفيضان عبر اتفاق قانوني ملزم.

وقال الرئيس بحزم: "مصر اختارت طريق الدبلوماسية ولجأت إلى الأمم المتحدة، لا ضعفاً، بل إيماناً بالحوار والتعاون.. لكنها لن تقف مكتوفة الأيدي أمام أي مساس بأمنها المائي."

 دعوة إلى تضامن عالمي من أجل المياه

 

اختتم الرئيس السيسي كلمته بالتأكيد على أن مستقبل الأمن المائي مرتبط بالتعاون الدولي القائم على العدالة والابتكار والبحث العلمي، داعياً المشاركين في أسبوع القاهرة للمياه إلى نقاش جاد وبنّاء من أجل صياغة حلول مبتكرة تضمن الأمن المائي لشعوب العالم.

وقال الرئيس في ختام كلمته:

 "ليكن الماء جسراً للتعاون لا ساحة للصراع، ومصدراً للأمل لا سبباً للنزاع.. ولنحوّل الرؤى إلى واقع، والتوصيات إلى مبادرات ملموسة تصون حق الشعوب في الحياة."

الرابط المختصر

search