الثلاثاء، 14 أكتوبر 2025

12:43 ص

أحمد بكري يكتب: كيف غير الذكاء الاصطناعي مهنة المونتير في 2025؟

الإثنين، 13 أكتوبر 2025 10:22 م

أحمد بكرى

أحمد بكرى

قبل 10 أو حتى 5 سنوات، كانت غرفة المونتاج بالنسبة لي عالَم له طقوسه الخاصة. ضوء خافت، سماعة مركّزة، وساعات طويلة من التفكير في كل “cut” قبل ما أضغط على زر التنفيذ. كنت مؤمن إن الإحساس هو اللي بيحرك المشهد، مش الأداة. لكن فجأة، بدأنا نعيش عصر مختلف… عصر دخل فيه الذكاء الاصطناعي الغرفة وجلس على الكرسي المجاور.

 الثورة الصامتة في أدوات المونتاج

اليوم وأنا أفتح DaVinci Resolve أو Runway، بحسّ إن الأدوات بقت “تفهمني” أكتر من زمان. تتعرف على ملامح المشهد، وتعرف لو اللقطة حزينة أو حماسية، وتختار الإيقاع بنفسها تقريبًا. مرّة جرّبت أعمل فيديو كامل باستخدام Runway، وانبهرت بالنتيجة… لكن في نفس الوقت، حسّيت إن في حاجة ناقصة. المشهد كان مضبوط، لكن ماكانش “عايش”. وده خلاني أسأل نفسي: هل الذكاء الاصطناعي فعلاً بيفهم الإحساس؟ ولا هو بس بيقلّده؟

 من القصّ إلى بناء المعنى

وظيفة المونتير تغيّرت تمامًا. النهارده، المونتير مش مجرد شخص بيقص ويلم اللقطات، بل هو اللي بيبني “المعنى” وبيختار الإحساس اللي يوصل للمشاهد. الذكاء الاصطناعي ممكن يعرف كيف يعمل المونتاج، لكن الإنسان فقط هو اللي يعرف لماذا يعمل المشهد بهذه الطريقة. وده الفرق بين إنك تنتج فيديو “صحيح تقنيًا” وفيديو “صادق إنسانيًا”.

وظائف جديدة وواقع مختلف

بدل ما نقلق من ضياع الوظائف، اللي فاهم الاتجاه الجديد هيكسب أكتر. دلوقتي في مجالات جديدة بدأت تظهر، زي:

- مستشار المونتاج الذكي (AI Editing Consultant)

- مصمم السرد البصري المعتمد على البيانات

- مشرف تلوين بالذكاء الاصطناعي

يعني بدل ما الذكاء الاصطناعي ياخد مكاننا، هو فتح فرص لمهن جديدة ما كانتش موجودة أصلًا.

 الإنسان هو الفارق

أنا مؤمن إن التكنولوجيا مش خطر على المبدعين الحقيقيين، الخطر الحقيقي هو إنك تفضل تشتغل بنفس طريقة 2015 في سنة 2025. الذكاء الاصطناعي بيمنحنا أدوات أسرع، لكن الإبداع دايمًا هيكون من القلب والعقل معًا.

الذكاء الاصطناعي لا يسرق الكراسي، بل يضيف مقعدًا جديدًا في غرفة المونتاج… لمن يفهمه ويستخدمه بذكاء.

الرابط المختصر

search