الأربعاء، 15 أكتوبر 2025

01:51 م

أمين الجمال يكتب: سيذكر التاريخ

الأربعاء، 15 أكتوبر 2025 09:40 ص

أمين الجمال

الكاتب أمين الجمال

الكاتب أمين الجمال

وضعت الحرب في قطاع غزة أوزارها بقرار أمريكي، لا شك في ذلك، بعد عامين كاملين من الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في القطاع، بأساليب متنوعة ما بين آلة عسكرية غاشمة وتهجير داخل القطاع وتجويع وعوامل الطبيعة القاسية من حرارة رمضاء في الصيف وبرد زمهرير في الشتاء. ما أسفر عن استشهاد عشرات الآلاف ما بين أطفال ونساء وشيوخ وشباب، فضلاً عما قام به المعتدي من تدمير كامل للقطاع حتى باتت عملية إعادة تعميره تحتاج إلى سنوات.

جاء القرار الأمريكي بوقف الحرب بعد كل هذه المآسي الإنسانية التي شهدها القطاع، فهو الوحيد الذي استطاع أن يلجم الرغبة الإسرائيلية الجامحة التي تتوق للتخلص من الشعب الفلسطيني، بكل وسيلة ممكنة. 

جاء القرار الأمريكي مدعوماً برغبة ومساندة عربية من دول دأبت على مساندة الشعب الفلسطيني الشقيق في مأساته، وقدمت الكثير في سبيل ذلك، وكان في مقدمتها مصر والسعودية والإمارات وقطر والأردن، حيث قامت كل من هذه الدول بأدوار كبيرة في هذا الشأن، أدت في النهاية إلى هذه الصورة الرائعة للسلام التي رآها العالم وشارك فيها، على أرض سيناء من خلال مؤتمر شرم الشيخ الذي قدمت فيها مصر صورة للسياسة والدبلوماسية العاقلة الساعية للسلام والأمن والبناء والتنمية للأمم والشعوب.

وعلى الرغم من أن الحرب توقفت بقرار أمريكي، إلا أن التاريخ سيذكر أن بطليّ الحفاظ على القضية الفلسطينية وتثبيت شعب غزة في أراضيهم، هما أولاً: الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الذي اتخذ خطوات عملية ضد عملية تهجير الفلسطينيين من أرضهم، منذ الأيام الأول لبدء الهجوم الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، عقب أحداث السابع من أكتوبر عام 2023، رغم ما تعرض له من ضغوط متعددة، رافضاً ما عرض عليه من امتيازات اقتصادية في ظروف يعاني منها الاقتصاد المصري.

وعلى الرغم من كل هذه الضغوط والهجوم الذي تعرض لها الرئيس السيسي والدولة المصرية، إلا أن صلابة الموقف المصري كان لها الكلمة العليا التي أسهمت بشكل جذري في إذعان المعتدي وتخليه – ولو ظاهرياً – عن فكرة تهجير الشعب الفلسطيني الأعزل من أرضه.

وثانياً: الشعب الفلسطيني البطل في غزة الذي رفض أغلبه فكرة ترك أرضه، رغم ما لاقاه هذا الشعب العظيم من مآسي الدمار والقتل والتجويع، في حرب غير إنسانية لم يشهد العصر الحديث، فضلاً عن وقوع هذا الشعب تحت سطوة فصيل متهور جرّ شعبه إلى حرب لا طاقة له بها، بداعي المقاومة من دون أن يحسب للنتائج الكارثية من تهوره على شعبه أي حساب. 

وعلى الرغم من كل هذه الظروف القاسية واللا إنسانية التي عاشها سكان قطاع غزة، إلا أنهم رفضوا فكرة تهجيرهم من أراضيهم إلى دول أخرى.

لقد كان مشهد عودة الفلسطينيين من جنوب القطاع إلى شماله، عندما تهيأت الظروف، شاهداً بشكل قاطع على أن هذا الشعب متمسك بأرضه التي ارتوى ترابها بدماء آبائهم وإخوانهم وأبنائهم. 

إنه شعب متجذر في أرضه، ويرغب في الحياة الآمنة كبقية شعوب الأرض، ولتذهب “ريفييرا الشرق الأوسط”، وتبقى غزة للغزيين.

الرابط المختصر

search