إليسا تحتفل بعيد ميلادها الـ54 ومسيرة فنية مليئة بالنجاح والعطاء

تحتفل الفنانة اللبنانية إليسا اليوم بعيد ميلادها الرابع والخمسين، وهي إحدى أبرز نجمات الغناء في العالم العربي، بصوتها الدافئ وإحساسها العميق الذي لمس قلوب الملايين منذ بداياتها وحتى اليوم.

وُلدت إليسا في 27 أكتوبر عام 1971 ببلدة دير الأحمر في قضاء بعلبك، لأسرة لبنانية متوسطة الحال، وكان والدها يعمل مدرسًا للغة العربية وشاعرًا، بينما كانت والدتها سورية الأصل. 

منذ طفولتها، أظهرت ميولًا فنية واضحة وحبًا كبيرًا للموسيقى والغناء، الأمر الذي شجع عائلتها على دعم موهبتها رغم الصعوبات التي واجهتها في بداياتها.

بدأت إليسا أولى خطواتها الفنية من خلال مشاركتها في برنامج المواهب الشهير "استوديو الفن" عام 1992، حيث حصلت على الميدالية الفضية، لتكون تلك اللحظة الشرارة الأولى لانطلاقها نحو عالم الشهرة. 

وبعد سنوات من التدريب والبحث عن فرصة حقيقية، أصدرت ألبومها الأول "بدي دوب" عام 1999، الذي حقق نجاحًا غير مسبوق في الوطن العربي، وفتح أمامها أبواب النجومية الواسعة. 

تلت ذلك سلسلة من الألبومات الناجحة مثل "عايشالك" و"أحلى دنيا" و"بستناك" و"تصدق بمين"، والتي ترسخت من خلالها إليسا كواحدة من أكثر الأصوات النسائية تأثيرًا في جيلها.

تميزت إليسا على مدار مسيرتها باختيارها للأغاني الرومانسية التي تمزج بين الكلمات العاطفية والألحان الهادئة، ما جعلها تُلقب بـ"ملكة الإحساس". 

كما لم يقتصر حضورها على الساحة الفنية فحسب، بل أصبحت رمزًا للأناقة والرقي، ووجهاً إعلانياً لعدد من العلامات التجارية العالمية. ومع مرور السنوات، حصدت إليسا ثلاث جوائز للموسيقى العالمية عن فئة أفضل فنانة في الشرق الأوسط، كما أدرجتها مجلة "فوربس" ضمن قائمة أغنى وأشهر الفنانين العرب، واختيرت ضمن أكثر النساء تأثيرًا في الشرق الأوسط وأفريقيا وأوروبا عام 2024.

ورغم بريق الشهرة، لم تخلُ حياة إليسا من المحن. ففي عام 2018، فاجأت جمهورها بإعلان إصابتها بمرض سرطان الثدي من خلال كليبها المؤثر "إلى كل اللي بيحبوني"، لتكشف بشجاعة تفاصيل رحلتها مع المرض وكيف واجهته بابتسامة وإيمان قوي بالحياة. تعافت إليسا بعد رحلة علاج طويلة، لتصبح من أبرز الداعمين لحملات التوعية ضد السرطان، ورسالة أمل لكل من يمر بتجربة مشابهة.

اليوم، ومع احتفالها بعيد ميلادها الـ54، تستمر إليسا في تقديم فنها بإصرار لافت، وتستعد لمجموعة جديدة من الأعمال الغنائية التي وعدت جمهورها بأنها ستكون مختلفة ومليئة بالمشاعر. 

وبين الماضي والحاضر، تظل إليسا مثالاً للفنانة التي جمعت بين الموهبة الحقيقية، والجرأة في مواجهة الحياة، لتبقى واحدة من أبرز الأصوات التي شكّلت وجدان أجيال من عشاق الموسيقى العربية.

إقرأ أيضاً:

ظافر العابدين عن "السلم والثعبان 2": تجربة إنسانية وعاطفية

انطلاق عروض ملتقى القاهرة الدولي للمسرح الجامعي بعرض مسكر على الهناجر

يوسف الحسيني ينتقد تدني أجور الصحفيين ويطالب بتأهيل الشباب وتحسين أوضاعهم المادية