انعقاده في مصر يمثل حدثًا غير مسبوق
دير الأنبا بيشوي يستضيف فعاليات المؤتمر السادس لمجلس الكنائس العالمى
الثلاثاء، 28 أكتوبر 2025 04:24 م
السيد الطنطاوي
خلال المؤتمر
استضافت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فعاليات المؤتمر الدولي السادس لمجلس الكنائس العالمي، والذي انعقد لأول مرة في ضيافة كنيسة شرقية، بمركز "لوجوس" بالمقر البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي في وادي النطرون، بمشاركة نحو 500 شخصية كنسية يمثلون أكثر من 100 دولة حول العالم.
وتأتي الاستضافة بدعوة من قداسة البابا نواضروس الثاني، وبالتعاون مع مجلس الكنائس العالمي، في إطار الاحتفال بمرور 1700 عام على انعقاد مجمع نيقية الأول عام 325م، الذي يعد أحد أهم المجامع المسكونية في تاريخ المسيحية، وشارك فيه عدد من الآباء المصريين البارزين مثل القديس أثناسيوس الرسولي والبابا ألكسندروس.
وكان قد رحب المجمع المقدس للكنيسة باستضافة المؤتمر، مؤكدًا أن انعقاده في مصر يمثل حدثًا غير مسبوق سيتم تسجيله في السنكسار الكنسي، ويعزز صورة الكنيسة الأرثوذكسية المصرية ككيان روحي مؤثر على مستوى العالم.
وأوضح "المجمع" أن المؤتمر ذو طابع أكاديمي بحثي ولا يتضمن حوارًا عقائديًا أو صدور توصيات أو اتفاقيات، بل منصة لتقديم أوراق ودراسات حول مجمع نيقية كنموذج لمواجهة الانقسامات والبدع، مشددًا على أن الاستضافة تأتي "تكريمًا وتطويبًا" للآباء الذين حفظوا الإيمان، وفي مقدمتهم البابا أثناسيوس البابا العشرون والبابا ألكسندروس والبابا بطرس خاتم الشهداء.


كنيسة عريقة تحمل إيمانها القويم وتراثها الآبائي العميق
وخلال كلمته في الجلسة الافتتاحية، رحب قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بالمشاركين قائلًا: "أرحب بكم جميعًا في مصر، وفي مركز لوجوس للمؤتمرات، في هذا المكان المقدس بدير القديس العظيم الأنبا بيشوي في برية شيهيت المقدّسة، التي كانت إشعاعًا وإلهامًا للحياة الرهبانية منذ القرن الرابع الميلادي".
وأشار قداسته إلى أن هرطقة آريوس في القرن الرابع كانت تهديدًا لوحدة الإيمان المسيحي، وأن مجمع نيقية شكّل نموذجًا للحوار الكنسي الجامع، مؤكدًا أن "الوحدة الحقيقية هي وحدة في الإيمان، يكون واقعها أن نكون في شركة كاملة في الأسرار الإلهية".
ودعا الحاضرين إلى التعرف على الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، واصفًا إياها بأنها "كنيسة عريقة تحمل إيمانها القويم وتراثها الآبائي العميق، إيمانًا رُوي بدماء الشهداء وحُفظ بأمانة عبر العصور".
وأوضح البابا أن انعقاد المؤتمر في مصر يمثل تكريمًا لآباء الكنيسة الأوائل الذين حافظوا على الإيمان، مشيرًا إلى أن القديس أثناسيوس الرسولي والبابا بطرس خاتم الشهداء كانا من أبرز رموز الدفاع عن العقيدة المسيحية في مواجهة البدع.
وأضاف أن استضافة المؤتمر في دير الأنبا بيشوي، أحد أقدم الأديرة في العالم، يعيد إلى الأذهان الدور التاريخي للكنيسة المصرية كمركز روحي ولاهوتي مؤثر في الشرق والغرب.
مجلس الكنائس العالمي.. أكبر مظلة مسيحية للتعاون والوحدة
يُعد مجلس الكنائس العالمي من أبرز الهيئات المسكونية على مستوى العالم، حيث يضم في عضويته 356 كنيسة من أكثر من 120 دولة، ويمثل أكثر من 580 مليون مسيحي من الطوائف الأرثوذكسية والأنجليكانية والمعمدانية واللوثرية والميثودية والإصلاحية وغيرها.
ويهدف المجلس إلى تعزيز الوحدة المسيحية والتعاون بين الكنائس في مجالات العبادة والخدمة والعمل من أجل السلام والعدالة الاجتماعية، كما يشارك في جهود حماية البيئة والإغاثة الإنسانية.
ويُعد مجلس الكنائس العالمي من أبرز الهيئات المسكونية التي تجمع الكنائس والطوائف المسيحية من مختلف أنحاء العالم، حيث يضم في عضويته 356 كنيسة من أكثر من 120 دولة، ويمثل أكثر من 580 مليون مسيحي من الطوائف الأرثوذكسية والأنجليكانية والمعمدانية واللوثرية والميثودية والإصلاحية وغيرها.
تأسس المجلس ليكون زمالة بين الكنائس التي تعترف بالسيد المسيح كمخلصًا، وتسعى إلى تحقيق الوحدة المسيحية في إيمان واحد وشركة إفخارستية واحدة.
ويهدف المجلس إلى تعزيز التعاون بين الكنائس في مجالات العبادة والخدمة، والعمل من أجل السلام والعدالة الاجتماعية وحماية البيئة، كما يعمل على خدمة الاحتياجات الإنسانية ومواجهة الأزمات من خلال مشروعات مشتركة بين أعضائه.
وتُعد اجتماعاته ومؤتمراته الدولية فرصة فريدة لتبادل الخبرات والرؤى بين ممثلي الكنائس المختلفة حول العالم، وترسيخ قيم المحبة والوحدة والسلام بين الشعوب والأديان.
ويُذكر أن الكنيسة القبطية عضو في مجلس الكنائس العالمي منذ عام 1954، وتشارك في لجانه المتخصصة ومنها لجنة الإيمان والنظام. ويضم المجلس أكثر من 315 كنيسة من أكثر من مئة دولة، تشكل فيها الكنائس الشرقية نحو 15% مقابل 85% للكنائس الغربية، ما يجعل منح الصوت الشرقي مساحة أكبر من خلال هذا المؤتمر خطوة مهمة توازن المشهد المسكوني.
وتأتي الاستضافة امتدادًا لنجاحات سابقة حققتها الكنيسة المصرية، إذ نظمت الجمعية العامة الثانية عشرة لمجلس كنائس الشرق الأوسط عام 2022، ولقاء ممثلي الكنائس الأرثوذكسية العالمية 2024، واجتماعات بطاركة الشرق الأوسط الأرثوذكس 2025.
وتم تشكيل لجنة تنظيمية برئاسة الأنبا أبراهام الأسقف العام بإيبارشية لوس أنجلوس، لتنسيق الجوانب اللوجستية والاستقبال والإقامة والتغطية الإعلامية، بينما يتولى مجلس الكنائس العالمي مسؤولية البرنامج الأكاديمي والمحاضرات.
الحدث يعكس موقع الكنيسة القبطية ككنيسة شرقية قوية وفاعلة عالمياً، ويعزز صورة مصر كحاضنة للتاريخ المسيحي وملتقى للحوارات الإيمانية. كما يمثل استضافة نادرة لمؤتمر عالمي يُعقد للمرة السادسة فقط منذ 1927، ولأول مرة في ضيافة كنيسة أرثوذكسية شرقية، ما يمنح الكنيسة المصرية حضورًا متجددًا في مشهد المسكونية الدولية ويؤكد دورها في صياغة خطاب لاهوتي جامع على المستوى العالمي.
ويُعد هذا المؤتمر الحدث الأبرز في تاريخ العلاقات المسكونية الحديثة للكنيسة القبطية، إذ يأتي بعد سلسلة من اللقاءات الدولية التي استضافتها مصر خلال السنوات الأخيرة، منها اجتماع مجلس كنائس الشرق الأوسط عام 2022، ولقاءات الكنائس الأرثوذكسية العالمية عام 2024، وبطاركة الشرق الأوسط الأرثوذكس عام 2025.
الرئيس عبد الفتاح السيسي يستقبل وفد مجلس الكنائس العالمي
وقد استقبل السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، وفد مجلس الكنائس العالمي، برئاسة القس البروفيسور دكتور جيري بيلاي، الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي، وبحضور قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والسيد الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين في الخارج، وشارك من وفد مجلس الكنائس الأسقف هينرتس بيدفورد استورهم، المنسق العام للمجلس، والمطران فيكن إيكازيان والقس مارلين هيدي ريلي، نائبًا المنسق العام للمجلس، ونيافة الأنبا/ توماس، مطران القوصية ومير وعضو اللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمي، ونيافة الأنبا ابراهام، الأسقف العام في إيبارشية لوس أنجلوس وعضو سكرتارية المجمع المقدس واللجنة المركزية لمجلس الكنائس العالمي.
وصرّح المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية بأن السيد الرئيس رحّب بالوفد الزائر، معربًا عن تهنئته بنجاح المؤتمر السادس لمجلس الكنائس العالمي، الذي استضافته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في وادي النطرون، مؤكدًا أن انعقاد هذا المؤتمر في مصر، ولأول مرة في أفريقيا وآسيا منذ عام ١٩٢٧، يحمل دلالات عميقة على مكانة مصر الروحية والتاريخية.
وأكد السيد الرئيس تقديره العميق لقداسة البابا تواضروس الثاني ولدور الكنيسة المصرية الوطني والروحي، مشددًا على أن مصر، التي احتضنت العائلة المقدسة وكثيرًا من الرسل والأنبياء، ستظل دومًا أرض السلام والتسامح، وأن الدولة المصرية ملتزمة بصون حرية العبادة والعقيدة، وتعزيز الحوار بين المؤسسات الدينية بما يسهم في ترسيخ قيم التفاهم والتسامح.
وأضاف السفير محمد الشناوي أن السيد الرئيس استعرض جهود مصر الحثيثة لوقف الحرب في غزة، واستضافتها لقمة شرم الشيخ للسلام، مشيرًا إلى أهمية دعم مجلس الكنائس العالمي وكافة المؤسسات الدينية لجهود تثبيت وقف إطلاق النار، والمساهمة في إعادة إعمار القطاع.
تقدير المجلس للدور الجوهري الذي قامت به مصر والرئيس لوقف الحرب في قطاع غزة
ومن جانبهم، أعرب أعضاء وفد مجلس الكنائس عن تقدير المجلس للدور الجوهري الذي قامت به مصر، والسيد الرئيس شخصيًا، لوقف الحرب في قطاع غزة، حيث أوضحوا أن العالم يدرك الدور الذي قامت به مصر في هذا الصدد، معربين عن الأمل في تحقيق العدالة والسلام في غزة والسودان وأوكرانيا وميانمار، وغيرها من مناطق الأزمات في العالم، مشيرين إلى أن حكمة السيد الرئيس في إدارة الأزمات تمثل نموذجًا يُحتذى به لقادة العالم.
وأشار المتحدث الرسمي إلى أن أعضاء وفد مجلس الكنائس العالمي وجّهوا الشكر للسيد الرئيس على جهود مصر في الأزمة السودانية، مشيدين باستضافة مصر لأكثر من خمسة ملايين سوداني، يتمتعون بكافة الخدمات المقدمة للمواطنين المصريين، معتبرين أن هذا الموقف الإنساني النبيل والفريد يستحق الإشادة والاقتداء.
وفي هذا السياق، أشار السيد الرئيس إلى أن مصر تستضيف نحو عشرة ملايين أجنبي نزحوا إليها بسبب الحروب والأزمات، وأن الشعب المصري يفتح لهم أبواب المساعدة والدعم دون تمييز.
وذكر المتحدث الرسمي أن أعضاء وفد مجلس الكنائس العالمي جدّدوا التعبير عن الشكر والتقدير للسيد الرئيس على جهوده المتواصلة لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، ولما لمسوه مما تشهده مصر من حرية غير مسبوقة في الاعتقاد وبناء دور العبادة، مشيدين بمبادرة سيادته السنوية لزيارة الكنيسة المصرية وتهنئة الأقباط بعيد الميلاد المجيد، والتي تؤكد روح المحبة والتقدير.
وقد أكد السيد الرئيس من جانبه سعادته الدائمة بمشاركة أبناء الوطن من الأقباط في احتفالاتهم، تقديرًا لهم ولقداسة البابا تواضروس، مشددًا في ختام اللقاء على الدور الجوهري للمؤسسات الدينية في دعم مساعي السلام ونبذ العنف والكراهية.
اقرأ أيضا:
مفتي الجمهورية: نعمل على صياغة الفتاوى بلغة عصرية تناسب فكر الشباب وثقافتهم
مفتي الجمهورية يناقش الخطة العلمية لمركز الإمام الليث بن سعد لفقه التعايش
مفتي الجمهورية يشارك في احتفال الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية باليوبيل الماسي
الرابط المختصر
آخبار تهمك
سعر الدولار الأمريكي مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025
28 أكتوبر 2025 11:37 ص
سعر الجنيه الإسترليني مقابل الجنيه المصري اليوم الثلاثاء 28 أكتوبر 2025
28 أكتوبر 2025 11:32 ص
الأكثر قراءة
-
خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير 31 أكتوبر 2025م ـ 9 جمادى الاولى 1447هـ
-
سعر قنطار القطن اليوم الثلاثاء 28 اكتوبر 2025
-
منى زكي وابنتها لي لي تخطفان الأنظار في عرض أزياء بلوس أنجلوس
-
مفتي الجمهورية يناقش الخطة العلمية لمركز الإمام الليث بن سعد لفقه التعايش
-
سيد عبدالحفيظ: ترشحي في انتخابات الأهلي مسؤولية وهدفنا خدمة الأعضاء والجماهير
-
تأشيرة دخول المغرب في أمم إفريقيا بالمجان للمصريين
-
موعد والقنوات الناقلة لمباراة الأهلي وبتروجت في الدوري
-
موعد والقنوات الناقلة لمباراة القادسية والحزم في كأس خادم الحرمين
-
أحمد حسام عوض: أعضاء الأهلي على قدر المسؤولية وسيحضرون بكثافة يوم الجمعة المقبل
-
اللجنة الفنية باتحاد الكرة: حلمي طولان محق في تصريحاته ويجب الحفاظ على المنتخب
-
رابط تحميل التقييمات الأسبوعية من موقع وزارة التربية والتعليم 2025
-
تأشيرة دخول المغرب في أمم إفريقيا بالمجان للمصريين
-
السكك الحديدية تُشغّل قطارات إضافية لنقل زوار مولد سيدي إبراهيم الدسوقي بدسوق
-
أشرف زكي ضيف برنامج فضفضت أوى مع معتز التونى غدا
-
طرح فيلم السلم والتعبان الموسم الثاني بدور العرض في 11 نوفمبر
أكثر الكلمات انتشاراً