الخميس، 30 أكتوبر 2025

12:02 ص

في ذكراه الأولى

الولد الشقي حسن يوسف بين زمن الفن الجميل ورحلة الإيمان

الأربعاء، 29 أكتوبر 2025 09:06 م

إسراء علي

حسن يوسف

حسن يوسف

تحل اليوم الذكرى الأولى لرحيل الفنان القدير حسن يوسف، أحد أهم نجوم السينما والتليفزيون المصري والعربي، الذي قدم على مدار مشواره أعمالًا لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور، تنقل بين أدوار الشاب الرومانسي، والزوج المصري البسيط، والأب الحنون، ثم اختتم مسيرته بتجسيد شخصية الإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي، ليجمع بين الفن والإيمان في رحلة فنية وروحية مميزة.

نشأة فنية من قلب حي السيدة زينب

ولد الفنان حسن يوسف عام 1934 في حي السيدة زينب بالقاهرة، وتخرج في المعهد العالي للفنون المسرحية، كما حصل على بكالوريوس التجارة عام 1955.

بدأ مشواره الفني كمشرف فني في المسرح المدرسي، ثم التحق بالمسرح القومي حيث اكتشفه الفنان الكبير حسين رياض وقدمه لأول مرة في السينما من خلال فيلم «أنا حرة» مع الفنانة لبنى عبد العزيز عام 1959،
ومنذ تلك اللحظة، انطلق نجم حسن يوسف في سماء السينما المصرية خلال الستينيات، ليصبح من أهم وجوه جيله وأكثرهم جماهيرية.

زيجات شكلت محطات في حياته

تزوج حسن يوسف في بداية مشواره من الفنانة لبلبة، لكن زواجهما لم يستمر طويلاً،
وفي عام 1972 تزوج من الفنانة شمس البارودي، التي شاركته البطولة في عدد من الأفلام قبل أن يخرج لها عدة أعمال من أبرزها فيلم «2 على الطريق» عام 1984 مع عادل إمام، وهو آخر أعمالها قبل إعلان اعتزالها النهائي للفن وارتدائها الحجاب.

ويروي المقربون أن قصة الحب بينهما بدأت من كواليس العمل الفني، وتحولت إلى علاقة زواج ناجحة ظلت قائمة حتى رحيله، وكان دائمًا يصفها بأنها «نعم الزوجة ونصفه الحلو في الحياة».

أعمال خالدة في ذاكرة السينما

شارك حسن يوسف في أربعة أفلام ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية بحسب استفتاء النقاد عام 1996، وهي: «أنا حرة» (1959)، «في بيتنا رجل» (1961)، «الخطايا» (1962)، و«أم العروسة» (1963).

كما جمعته علاقة فنية مميزة مع سعاد حسني، قدما خلالها 14 فيلمًا من أنجح أعمال السينما في الستينيات، منها «للرجال فقط»، «شيء من العذاب»، و«فتاة الاستعراض».

الاعتزال والعودة بروح الإمام الشعراوي

قرر الفنان حسن يوسف اعتزال التمثيل عام 1990 بعد مسيرة طويلة من النجاح، موضحًا أنه لم يقل يومًا إن التمثيل حرام، لكنه أراد التوقف لمراجعة ذاته، وبعد سنوات، عاد عام 2002 بعمله الأشهر «إمام الدعاة»، الذي جسد فيه شخصية الشيخ الشعراوي، وأكد أن عودته كانت بتشجيع من الإمام الراحل نفسه، حيث استشاره في الأمر قبل وفاته فأجازه بشرط أن يقدم أعمالًا هادفة ومفيدة للمجتمع.

ذكريات مع الشيخ الشعراوي

تحدث حسن يوسف في إحدى مقابلاته عن تفاصيل مؤثرة من وفاة الشيخ الشعراوي، قائلاً: "بعد وفاته جلست مع ابنه أحمد وزوج ابنته، فرويا لي أنه طلب من الجميع أن يتركوه وحده في لحظاته الأخيرة، وسمعوه يتحدث مع السيدة عائشة والسيدة نفيسة والسيدة زينب، ثم قال: (حتى أنت يا رسول الله)، ثم فاضت روحه".
وأضاف: "هذا المشهد هو ما قدمته في مسلسل (إمام الدعاة)، كما سرده لي أبناؤه تمامًا".


برحيل الفنان حسن يوسف، فقدت الساحة الفنية رمزًا من رموز جيل الستينيات الذين جمعوا بين الموهبة والوعي والالتزام، ترك وراءه سجلًا فنيًا زاخرًا بالأعمال الراقية، وسيرة طيبة امتدت من خشبة المسرح إلى الشاشة الفضية، ومن الفن إلى الإيمان، لتبقى ذكراه حاضرة في قلوب جمهوره ومحبيه.

اقرأ أيضاً..حسام داغر يكشف لـ المصري الان تفاصيل مشاركته في لجنة تحكيم نجم الجامعة

مصطفى حمدي يكشف أسرار وكواليس الأغنية المصرية مع صُناعها في بودكاست كاسيت

وزير الثقافة يلتقي مثقفي سوهاج لبحث آليات تطوير منظومة العمل الثقافي

الرابط المختصر

search