مفتي الجمهورية: دول ومؤسسات تستخدم أدوات العصر الرقمي لتزوير الحقائق والتاريخ
الثلاثاء، 18 نوفمبر 2025 12:28 م
السيد الطنطاوي
د. نظير عياد ود. ممدوح غراب
أكد فضيلة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، أن الواقع اليوم يزخر بالمشكلات الحديثة والأفكار الغريبة التي تقف وراءها دول ومؤسسات وجماعات لإنشاء محتوى يتضمن مادة لتزوير الواقع، وتدليس التاريخ، وتزييف الحقائق، معتمدة على أدوات العصر الرقمي، في إطارحرب الكلمة التي تُعد واحدة من الحروب المعاصرة ذات الآثار المدمرة على الفرد والمجتمع والدولة.
وشدد مفتي الجمهورية على أن مواجهة الشائعات أصبح ضرورة، قد تصل إلى حد الفريضة الدينية، وأن الشائعات تعمل على بذر المفاهيم الخاطئة، وترويج المعلومات المغلوطة، ونشر السلوكيات الشاذة، ويُسهل انتشارها العصر الرقمي والتكنولوجيا الاتصالية التي تتميز بسرعة الانتشار وقوة التأثير بين الناس.
جاء ذلك خلال ندوة نظمتها جامعة السادس من أكتوبر، تحت عنوان «ترويج الشائعات وخطرها على الأمن القومي المصري»، أشار فيها إلى الآثار النفسية والاجتماعية للشائعات، مؤكداً أن حرب الكلمة الخاطئة والفكرة الجائرة قاتلة، إذ ترتد على الشخص والدولة ماديًأ ومعنويًا، وقد تدفع البعض إلى الانتحار أو الشعور بالهزيمة النفسية، ما يؤدي إلى هدم العمران والمجتمع وترك آثار مدمرة على المدى الطويل.
وأوضح فضيلته أن الشائعات تعمل أيضًا على التقليل من قيمة الدين والوطن، وتسفيه التاريخ، والنيل من الأعراض، وأنها منتشرة عبر العديد من المنصات والوسائل الرقمية، مما يجعل من الضروري التثبت من المعلومات قبل نشرها أو تداولها، مستشهدًا بقول الله تعالى «فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون»، مشيرًا إلى أن نقل المعلومة من مصدرها أمانة، ونقلها دون مصدرها يؤدي إلى الخروج عن الحق والإفساد في الأرض مستشهدا بقوله تعالى (إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين)
وأشار فضيلته إلى حادثة الإفك التي أشيعت حول أسرة النبي صلى الله عليه وسلم، قائلاً إن الشائعة يمكن أن تؤدي إلى وقوع فتنة كبيرة، وتؤدي إلى تهيئة الظروف لحدوث خسائر في الأرواح والأموال، مؤكداً أن الشائعات قد تمتد آثارها لعقود طويلة كما حدث في العراق، ما أدى إلى القضاء على حضارة علمية عظيمة كانت رائدة في علوم الفلك والرياضيات والعلوم الإنسانية.
وعن البُعد الاجتماعي والديني للشائعات، قال إن الدين يقدس الأسرة والعلاقة الزوجية ويضع ضوابط واضحة لحماية الحقوق، وأن بعض الشائعات تهدف إلى النيل من تماسك الأسرة وقوتها عبر نشر مفاهيم خاطئة تحت زعم الحرية، موضحا أن الدين يحترم الخصوصيات، كما لا توجد صداقة بين الشاب والفتاة تدفع إلى المحرمات، ولكن زمالة قائمة على احترام الضوابط والخصوصيات حيث يقول الله تعالى(ولا تقف مال ليس لك به علم أن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك عنه مسئولا)
وأشار فضيلته إلى الهجمة الشرسة على اللغة، والتي تؤدي إلى النيل من الدين والثقافة، مؤكدًا أن اللغة ليست وسيلة اتصال فحسب، بل تعرف الإنسان بعلاقته بربه وأخيه الإنسان وعلاقته بجميع مفردات الكون، وأن استخدام أساليب التلميح بدلًا عن التصريح في مواجهة المنكر وسيلة لتجنب التجريح كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، مستشهدًا بحديثه الشريف (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله فيرفع بها الدرجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله عليه فيهوي بها الدركات) مضيفا أن الشائعات تدفع الإنسان للقيام بالسلوكيات الشاذة والتعدي على حرمة الفرد والدولة والحضارة، وأن أخطر أنواع الشائعات تلك التي تتعلق بالدين وتؤدي إلى نشوء ظواهر مثل الإسلاموفوبيا، مشددًا على أن مواجهتها تتطلب وعياً اجتماعيًا وإعلاميًا وعلميًا، وتعليم الشباب التحقق من المعلومات قبل نشرها، لضمان عدم الانخداع وراء الأخبار المغلوطة.
شهد الندوة، الدكتور ممدوح غراب رئيس الجامعة، والدكتور هشام تمراز نائب رئيس الجامعة لشئون المجتمع والبيئة، والدكتورة إيمان العزيزي نائب رئيس الجامعة لشئون الطلاب، واللواء أيمن مشرفة أمين عام الجامعة، وعدد من عمداء ووكلاء الكليات، بالإضافة إلى حضور الطلاب الذين أبدوا تفاعلاً واضحاً مع كلمة فضيلته.
وفي نهاية الندوة، قدّم الدكتور ممدوح غراب درع الجامعة لفضيلة المفتي، تقديرًا لدوره في تنمية الوعي لدى الطلاب وأعضاء هيئة التدريس، وجهوده المستمرة في تصحيح المفاهيم المغلوطة وتعزيز الوعي الاجتماعي والديني والإعلامي، ومواجهة الشائعات وتقوية الثقافة المعلوماتية في المجتمع الجامعي.
اقرأ أيضا:
مفتي الجمهورية يقدم التعزية لأسر الضحايا الهنود بحادث العمرة في المدينة المنورة
شيخ الأزهر ينعي 40 معتمرا هنديا لقوا حتفهم بحادث تصادم مروع بالمدينة المنورة
الإفتاء تنظم برامج تدريبية للشباب المقبل على الزواج بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا
خطبة الجمعة القادمة للشيخ خالد القط 21 نوفمبر 2025م ـ 30 جمادى الأولى 1447هـ
خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف 21 نوفمبر 2025م ـ 30 جمادى الأولى 1447هـ
د. نظير عياد: وحدات دار الإفتاء تعزز قيم التعايش والتسامح وتنشر فقه الوسطية في العالم
علماء دار الإفتاء: الرشوة تقوض أسس العدالة والمساواة
كيفية التعامل مع جارالسوء والتدخل في خصوصيات البيوت بمجالس توعوية للإفتاء
هل يجوز تيمم المرأة بمكياجها بديلا عن الوضوء؟
حكم خروج الزوجة من المنزل بدون اذن زوجها
دكتور شوقي علام يوضح حكم سنة الجمعة القبلية
حكم صلاة الظهر بعد أداء فرض الجمعة
الرابط المختصر
آخبار تهمك
سعر الريال السعودي اليوم الثلاثاء 18-11-2025 في البنوك المصرية
18 نوفمبر 2025 12:08 م
بكم أسعار جرام الذهب في مصر اليوم 18 نوفمبر 2025
18 نوفمبر 2025 09:09 ص
الأكثر قراءة
أكثر الكلمات انتشاراً