الأربعاء، 26 نوفمبر 2025

10:17 ص

البروفيسور غانم الكشوانى يكتب: زايد استحق زايد

الأربعاء، 26 نوفمبر 2025 10:03 ص

البروفيسور غانم كشواني

البروفيسور غانم كشواني

البروفيسور غانم كشواني

هل العظماء يولدون عظماء؟ هل هي مسألة حظ؟ أو أنها نتيجة واستحقاق؟
هذه الأسئلة كانت دائمًا تدور في مخيلتي خلال رحلة بحثي عن ما هو السر أو الآلية التي كانت وراء نجاح أغلب المؤثرين في تاريخ العالم. 

ومن خلال قراءتي لسيرة عالمي المفضل ألبرت آينشتاين، ذكر في مقالته الممتعة جدًا  "إن الله لا يلعب بالنرد" أن أغلب الأشياء في الكون تسير حسب منهجية منظمة.

ومن هنا أستطيع القول إن الاستعداد لتلقي الفرص هو العمود الفقري لتحقيق الإنجازات على أرض الواقع. 

ولكن للأسف قرأت الكثير من الآراء السطحية التي تنسب نجاحات الشخصيات الملهمة التي غيرت مسار التاريخ على أنها مجرد صدفة كبيرة أو ضربة حظ غير مبنية على جهود وتخطيطات مسبقة.

أستطيع الإجابة بطريقة تحليلية علمية لهذه الآراء من خلال توضيح الفرق بين الفرصة والحظ. وببساطة كما ذكر الكاتبان جانيس كابلان وبارنابي مارش في كتابهم "كيف يُصنع الحظ" الذي صدر سنة 2018، إن عملية الحظ تتكون من عاملين مهمين وهما: الاستعداد، والفرصة نفسها.

حيث يعتقد الكاتبان أن الفرص موجودة بكثرة بعكس ما يعتقد الآخرون، لكن الندرة تكمن في عملية الاستعداد التي تتطلب الكثير من الالتزام والتخطيط والعمل المتواصل.

 وببساطة فإن الفرص لا تتجلّى للأشخاص غير المستعدين، وهذا يدعم فرضية آينشتاين في دور العدالة الإلهية في تكوين آلية صناعة الحظ.

ولذلك لا يستغرب الكاتبان جانيس كابلان وبارنابي مارش من وجود الكثير من الإسقاطات التي تتغافل عن مبدأ استحقاقية النجاح وإلصاقها بشماعة الحظ بسبب سهولة فعل ذلك وصعوبة العمل والاستثمار في عامل "الاستعداد". 

وهذا يفسر العلاقة العكسية ما بين تحمّل المسؤولية وإلقاء الإسقاطات والأعذار؛ فكلما زادت إسقاطاتك وأعذارك قلَّ حس المسؤولية عند الشخص، وبالتالي تقل إنجازاته على أرض الواقع.

لا يختلف اثنان بأن القائد المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان من المؤثرين في التاريخ الحديث، حيث أوضح الدكتور يوسف المدفعي في كتابه "زايد والإمارات" بأن ذكاء الشيخ زايد الاجتماعي والعاطفي هو الذي أكسبه حب الجميع، وكان العامل الفعال في تكوين لبنة الاتحاد بين جميع الإمارات. 

وبذلك نستطيع القول بأن الشيخ زايد من قلائل المؤثرين الذين جمعوا بين العمل بجهد وذكاء في آن واحد.

أينما وجد الاستحقاق وجدت البركة؛ فمن المستحيل أن يصادف وجود شخصية تنموية مثل المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي آنذاك، مع وجود الشيخ زايد لأن الكون يسير بمنهجية وقوانين منصفة. 

وكما يذكر علماء فيزياء الكم أن في العالم الكوانتي (الذري) فإن المتشابهات تتجاذب بعكس العالم المادي، لذلك اعتُبر تجاذب المتشابهات من أسس قانون الجذب.

 وكما ذكر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد في كتابه "قصتي"  أن الاتحاد حورب قبل تكوينه وفي بدايته، ولولا وقوف الشيخ راشد بجانب أخيه الشيخ زايد لما عاش الاتحاد شامخًا وقويًا إلى يومنا هذا.

في نهاية المقال، أستطيع القول بأن جهد زايد استحق زايد، وتخطيط زايد استحق زايد، وعمل زايد الدؤوب استحق زايد، وتخطيط زايد استحق زايد. 

ولأن زايد "زايد" عن بقية الناس في عصره، وبكل ثقة أقول… زايد استحق زايد.

الرابط المختصر

search