توقعات سعر الذهب في الأسبوع الأخير من نوفمبر 2025

مع افتتاح الأسبوع الأخير من شهر نوفمبر 2025، يقف سوق الذهب العالمي محط أنظار المستثمرين بعد موجة من الارتفاعات الأخيرة التي أعادت المعدن الأصفر إلى مستويات عالية نسبيًا مقارنة ببداية العام.

 سجلت أسعار الذهب بصيغة السبوت قرب منتصف جلسات يوم 26 نوفمبر ارتفاعًا ملحوظًا إلى حدود 4,156.89 دولارًا للأونصة وفق تقرير وكالة رويترز، في ظل تزايد توقعات خفض الفائدة الأميركية ودلالات اقتصادية ضعيفة في بيانات الاستهلاك والإنتاج. 

من جهة أخرى، تُظهر بيانات الأسواق والمؤشرات أن نطاق السعر خلال ذاك اليوم تراوح حول 4,160 دولارًا للأونصة تقريبًا، والتي تعكس ارتفاعًا شهريًا قويًا وصل إلى نحو 4.6% خلال آخر 30 يومًا، ما يعكس قوة الطلب العالمي والرغبة في الاحتفاظ بالمعدن كملاذ آمن.

هذه الأرقام العالمية يجب ترجمتها إلى سياق محلي عند الحديث عن توقعات الأسبوع الأخير من نوفمبر، لأن تحويل تأثير الأونصة إلى أسعار الجرام في مصر يعتمد بصورة كبيرة على سعر صرف الدولار وسلوك المصنعية والطلب الموسمي المحلي.

 لماذا صعد الذهب إلى هذه المستويات؟ محركات الارتفاع

هناك عدة عوامل دعمّت صعود الذهب حتى 26 نوفمبر، ويمكن إجمالها فيما يلي:

1. توقعات خفض الفائدة في الولايات المتحدة: أسواق المال زادت احتمالات خفض معدل الفائدة من قبل الفيدرالي في ديسمبر بعد بيانات اقتصادية أميركية أظهرت تباطؤًا في مبيعات التجزئة وبعض مؤشرات التصنيع والوظائف، ما دفع المستثمرين إلى التسعير لصالح تيسير نقدي يدعم الذهب. هذا العامل كان حاسمًا في ديناميكية الأسعار خلال الأيام القليلة الماضية. 

2. شراء مؤسسي وهيكلي من البنوك المركزية وصناديق الذهب: تزايد مشتريات البنوك المركزية خلال العام، وعودة تدفقات إلى صناديق الاستثمار المدعومة بالذهب (ETFs)، أعطت دعماً هيكليًا للسعر، وأشارت تقارير متخصصة إلى أن الطلب المؤسسي لا يزال أحد أهم أسباب المقاومة أمام تراجعات كبيرة. 

3. ضعف الدولار وعوائد السندات الحقيقية: أي ضعف في الدولار الأميركي أو تراجع في عوائد السندات الحقيقية يزيد من جاذبية الذهب كتحوط، وهو ما رافق التقارير الاقتصادية الضعيفة أخيراً.

4. مخاطر جيوسياسية وموسمية: التوترات الإقليمية وحركات إعادة تخصيص المحافظ في نهاية العام تزيد الطلب على الملاذات الآمنة، بينما يبدأ موسم شرائي محلي بسيط في بعض الأسواق قبل العطلات.

هذه العوامل مجتمعة تفسّر لماذا شهدت العقود الآجلة والتعاملات الفورية زخمًا صعوديًا في الفترة الأخيرة، كما تظهر بيانات العقود أن مستويات الفيوتشيرز فاقت أحيانًا قيم السبوت بفعل المضاربات القصيرة الأجل. 

 سوق الذهب في مصر: سعر مرجعي عند 26 نوفمبر وتأثيره على نهاية الشهر

بالانتقال إلى السوق المصري، أظهرت النشرات المحلية الصادرة في 26 نوفمبر أن جرام الذهب وُضع عند مستويات مرتفعة، فمثلاً أوردت صحف ومصادر محلية أن سعر جرام عيار 24 سجل نحو 6,354 جنيهًا وعيار 18 نحو 4,765 جنيهًا في تحديثات صباحية ذلك اليوم، مع إضافة مصنعية متباينة بحسب المحلات. هذا المستوى المحلي يعكس ترجمة مباشرة لحركة الأونصة وسعر الصرف المحلي وكذلك تكاليف المصنعية.

في مصر، يبقى عيار 21 الأكثر تداولًا وقياسًا لتكلفة المشغولات والمدخرات الشخصية، لذلك أي توقع لنهاية نوفمبر يجب أن يضع في مركز حساباته مدى تحرك سعر جرام عيار 21 بعد انعكاس تحركات الأونصة وتحولات سعر الدولار في السوق المحلية.

 توقعات الأسبوع الأخير من نوفمبر: سيناريوهات محتملة

بناءً على المعطيات الحالية (سعر الأونصة بالقرب من 4,156–4,165 دولارًا يوم 26 نوفمبر، زخم البنوك المركزية، وتوقعات خفض الفائدة الأميركية)، يمكن وضع ثلاثة سيناريوهات رئيسية لتحرك الأسعار خلال آخر أيام نوفمبر:

 1. السيناريو الأساسي (الأكثر احتمالاً): استقرار سعر الذهب مع ميل صعودي محدود

في هذا السيناريو، تستمر الأونصة في التداول بين نحو 4,100 و4,220 دولارًا خلال الأيام المتبقية من نوفمبر، بدعم من استمرار توقعات خفض الفائدة وتعزيز الشراء المؤسسي. 

ترجمة ذلك محليًا قد تترك عيار 21 يتحرك في نطاق تقريبي على مستوى السوق المصري بين 5,400 و5,650 جنيهًا للجرام مع اختلاف طفيف حسب تغير سعر الصرف، ومراعاة فروق المصنعية. هذا السيناريو يعتمد على عدم صدور بيانات أميركية قوية تضع حدًا لتوقعات خفض الفائدة. 

 2. سيناريو ارتفاع سعر الذهب: اختراق مقاومة وإعادة اختبار قمم أكتوبر

إذا جاءت مفاجآت اقتصادية (بيانات تضخم أضعف من المتوقع أو تصريحات أكثر تيسيرًا من مسؤولي الفيدرالي)، فقد تشهد الأونصة اختراقًا واضحًا لمستويات المقاومة حول 4,200–4,250 دولارًا، مما قد يدفع الأسعار العالمية صوب مستويات أعلى وربما إعادة اختبار قمم أكتوبر أو تجاوزها في حال ازدادت العوامل الجيوسياسية؛ هنا يصعب استبعاد وصول الجرام المحلي إلى حدود 5,700–5,900 جنيه أو أكثر لعيار 21، مع ارتفاع الجنيه الذهب والسبائك بقوة.

 دعم هذا السيناريو يأتي أيضًا من توقعات بعض المؤسسات التي ترى إمكانية استمرار ارتفاعات في 2026. 

 3. سيناريو هبوط سعر الذهب (محدود الاحتمال): بيانات قوية تقلب التوقعات

في حال صدرت بيانات أميركية قوية تُظهِر انتعاشًا مفاجئًا للطلب أو تباطؤًا أسرع للضغوط التضخمية مما يدفع نحو تشديد نقدي أو تراجع احتمالات خفض الفائدة، فإن الذهب قد يشهد تصحيحًا سريعًا إلى مستويات قرب 3,900–4,000 دولار للأونصة. 

ترجمة هذا لمصر يعني انخفاضًا متواضعًا في الجرام قد يصل إلى 5,200–5,350 جنيهًا لعيار 21 مؤقتًا، لكن يُستبعد هبوط قوي طالما استمر الشراء المؤسسي والطلب كعامل داعم. 

 عوامل محلية يجب مراقبتها عن كثب لمعرفة مستقبل سعر الذهب

1. سعر صرف الدولار: أي ارتفاع ملحوظ في سعر الدولار أمام الجنيه سيُترجم فورًا إلى ارتفاع محلي للأسعار، وهذا العامل قد يزيد التباين بين أسعار المحلات والمناطق.

2. مصنعية البيع: في مصر تظل المصنعية عاملاً فعالًا في الاختلاف بين سعر الشراء وسعر البيع، وخاصة في مواسم الطلب، والمحلات قد تزيد المصنعية في حال ارتفاع الطلب المفاجئ.

3. سيولة السوق والطلب الاستهلاكي: قرب نهاية الشهر وبداية موسم الاحتفالات، قد يرتفع الطلب الاستهلاكي مما يرفع الأسعار المحلية حتى لو بقيت الأونصة مستقرة.

4. حجم شراء البنوك المحلية/المؤسسات المالية: أي إعلانات أو تحركات من جهات فاعلة محلية قد تؤثر على السيولة والطلب.

 توصيات للمستهلكين والمستثمرين لفترة الأسبوع الأخير من نوفمبر

 للمدّخرين والمستثمرين طويل الأجل: استمرار الاحتفاظ بالذهب أو الشراء التدريجي يظل خيارًا معقولًا كتحوط ضد التضخم وتقلبات العملة، وتذكّر أن الذهب استثمار طويل الأجل.

 للمتداولين قصيري الأجل: راقب بيانات التضخم الأميركية وسعر الصرف المحلي؛ تحركات سريعة قد تتيح فرصًا لكن مع مخاطرة عالية، استخدم أوامر وقف خسارة وإدارة مخاطرة صارمة.

 للمشترين المحليين (مجوهرات): قارن الأسعار بين المحلات، واستفسر عن المصنعية وقلل من حجم الشراء إن لم تكن هناك حاجة فورية، شراء الجنيه أو السبيكة أقل تكلفة إذا كان الهدف استثماريًا.

 للصاغة وتجار التجزئة: ضع خططًا لإدارة المخزون والسيولة؛ تجنّب المضاربة على تحركات يومية حادة ولا تتسرع في رفع المصنعية بمجرد أي ارتفاع بسيط في الأونصة لتفادي الإخلال بالثقة مع الزبائن.

  نهاية نوفمبر اختبار لسوق الذهب قبل ديسمبر

الأسبوع الأخير من نوفمبر 2025 سيشكل اختبارًا عمليًا لمدى استدامة زخم الذهب قبل دخول شهر ديسمبر، الذي يحمل عادة موسمية طلب وقرارات سياسية نقدية قد تغيّر المعطيات.

 مع استمرار مؤشرات خفض الفائدة في الولايات المتحدة وتزايد مشتريات البنوك المركزية كقوى داعمة، يبقى السيناريو الوسطي وذو الميل الصاعد المحدود هو المرجّح، بينما تبقى الأحداث المفاجئة محفزًا لصعود حاد أو لتصحيح أسرع.

بناءً على أسعار الأونصة عند 26 نوفمبر والمستويات المحلية المعلنة، يتعين على جميع المتعاملين التحلي بالمرونة ومراقبة البيانات الاقتصادية والعملة المحلية يومًا بيوم، لأن الفارق بين ربح وخسارة في سوق الذهب قد يتقرر في ساعات لا تتجاوز جلسات قليلة. 

إقرأ أيضًا:

من هي "أميرة الذهب"؟.. مهندسة تركت المعمار لتصنع شهرتها من بريق المعدن الأصفر

كيفية شراء سبائك الذهب في مصر للمبتدئين

توقعات سعر الذهب في مصر الأيام المقبلة

مقارنة شاملة بين عيارات الذهب 18 و21 و24 قيراطًا

توقعات سعر الذهب في شهر نوفمبر 2025

تخزين الذهب في المنزل مخاطرة لا يُنصح بها في مصر

هل الاستثمار في الذهب أفضل أم حساب التوفير؟

هل يستمر انخفاض سعر الذهب في مصر؟