الخميس، 18 ديسمبر 2025

11:12 م

مكتبة مصر العامة تناقش "ظِلُ الَدرفَش" للكاتبة مريم هرموش

الخميس، 18 ديسمبر 2025 09:37 م

إسراء علي

رواية ظل الدرفش

رواية ظل الدرفش

نظمت مكتبة مصر العامة بالدقي، مساء اليوم الخميس، مائدة نقاشية ضمت عددًا من كبار النقاد والمبدعين والسينمائيين والمسرحيين والتشكيليين من مصر وخارجها لدراسة ومناقشة وتحليل رواية "ظل الدرفش" للكاتبة مريم هرموش، الصادرة قبل أيام في القاهرة عن دار بدائل للنشر.

وقد رأس المناقشة وتولى إدارتها السفير رضا الطايفي مدير صندوق مكتبات مصر العامة وعضو مجلس إدارتها، ورئيس تحرير مجلة "الدبلوماسي"، الذي أكد أهمية ما تطرحه هذه الرواية من أفكار ومضامين، وهو الرأي الذي أجمع عليه المشاركون: الناقد الدكتور حسين حمودة، الأستاذ بجامعة القاهرة، رئيس تحرير "دورية نجيب محفوظ"، والناقد الدكتور خيري دومة، الأستاذ بجامعة القاهرة، وكلاهما فائز بجائزة الدولة التقديرية في الآداب، والكاتبة والمترجمة والمخرجة المسرحية السورية رولا عبيد، والمؤرخ والكاتب الدكتور طارق منصور الأستاذ بجامعة عين شمس، والفنان حسين نوح

التشكيلي والكاتب والمنتج السينمائي، والدكتور إسحاق بندري، الكاتب والمترجم، والدكتورة بسمة الصقار الناقدة والباحثة في علم الآثار المصرية، والمخرج السينمائي يوسف ابو سيف، والمهندس علي قطب الكاتب والباحث الحائز على جائزة الدولة التشجيعية، والقاصة الدكتورة منة الله سامي، ومحررة الأخبار بقناة النيل الدولية.

ومن خارج مصر اشترك في أعمال هذه المائدة المفكر عيسى بيومي من هامبورج بألمانيا، والناقد الدكتور شريف الجيار، من جامعة صُحار بسلطنة عُمَان، والفنان التشكيلي والمترجم والناشر العراقي الأصل كامل السبتي، من السويد، والروائي أيمن السميري، صاحب رواية "شارع بن يهودا"، والناقدة التونسية مُنيَة قَارة بِيبان، رئيس رابطة الكُتَّاب الأحرار في بنزرت. بالإضافة إلى الكاتب الصحفي مصطفى عبدالله الذي عايش تجربة كتابة هذه الرواية منذ كانت مجرد فكرة، فضلًا عن ناشرة الرواية سنية البَهَّات، ومؤلفتها مريم هرموش التي حرصت في بداية روايتها على توجيه جزيل الشكر إلى الكاتب والمترجم العراقي الكبير كامل السبتي، مؤسس دار "كومو" للنشر في ستوكهولم بالسويد الذي لم يبخل عليها بكل ما لديه من مادة سخية بالغة الأهمية، أسهمت في خروج هذه الرواية بشكل لا يجافي ما حدث في الواقع.

كما توجهت بشكرٍ خاص إلى الناقد الكبير الدكتور حسين حمودة، على دعمه الصادق ونصائحه التي رافقتها في لحظات التردّد والبحث، فكان خير سندٍ ومصدر طمأنينة.

كما عبّرت عن تقديرها وامتنانها لكلّ من قدّم لها النصح والدعم بإخلاصٍ ومحبة لتكتمل هذه الرحلة وتبلغ غايتها.

ورواية "ظل الدرفش" تقدم ما حدث لرجل مندائيّ يُدعى "يحيى"، حمل وطنه في قلبه أكثر مما حمله في حقيبته.
هرب من العراق محمّلًا بذكريات لا تهدأ، وبخوفٍ كان يكبر معه كلما تقدّم خطوة نحو النجاة.
رحل عبر طرق الهجرة الوعرة إى: الأردن، فتركيا، فأثينا، وغابات أوروبا، وفي طريقه فقد زوجته وابنته في البحر، ذلك البحر الذي لم يغفر له، والذي ظل يعود إليه في أحلامه؛ وكأن القدر يذكّره بثمن النجاة.

ويصل "يحيى" إلى السويد، إلى بلدٍ آمن لا يعرف عنه شيئًا، ليجد نفسه غريبًا بين ضفتين:
ضفة ماضية تناديه بما فقد، وضفة جديدة لا تطمئنه بما وجد. وهكذا يبدأ صراعه الداخلي:
صراع بين جسد نجا وروح ما زالت تغرق.

يلجأ إلى جلسات العلاج النفسي، فيحاول أن يفكّ شيفرات الخوف التي تربّت في داخله، وتبدأ ذاكرته بالانفتاح على طفولته، طائفته، الحرب، الخدمة العسكرية، الحب، الفقد، وأسرار العائلة والبلد.
تدخل حياته شخصيات مثل زياد—مرّة كصديق ينقذه في الوطن، ومرّة كطبيب يعيد ترتيب روحه في الغربة، لتصبح النجاة سلسلة أيادٍ تمتد إليه في اللحظات الحرجة.

وفي موازاة ذلك، يكتب يحيى صفحات من دفتره الخاص، يبوح فيها بما لا يقوله لأحد، وتشكّل هذه الصفحات قلب الرواية النابض وصوتها الداخلي الأكثر صدقًا.

تتقدّم الرواية بين السياسة والوجدان، بين التاريخ والاعتراف، إلى أن يصل يحيى إلى اللحظة التي يعود فيها إلى بغداد بعد أكثر من عشرين عامًا، في هبوطٍ لا يشبه العودة بقدر ما يشبه هبوطًا في الذاكرة… حيث تتداخل أحلامه القديمة مع الخراب الجديد، ويكتشف أن الوطن تغيّر، وأنه هو نفسه لم يعد كما كان.

ظل الدرفش ليست فقط رواية عن الهجرة.
إنها رواية عن الصمت الطويل، وعن الخوف الذي يمنع الحياة، وعن محاولة ترميم إنسانٍ تاه بين ضفتين، لكنه ظل يبحث عن نفسه خلف كل ظل، وكل وجع، وكل كلمة لم تُقل في وقتها.

ومريم هرموش روائية لبنانية تحمل الجنسية المصرية، عضو اتحاد الكُتّاب المصريين، شغلت منصب نائب رئيس لجنة العلاقات الدولية بالاتحاد.

وهي حاصلة على ليسانس الآداب قسم الترجمة من جامعة القاهرة، إلى جانب دبلومي إدارة الأعمال والترجمة من الجامعة الأمريكية بالقاهرة.

 عملت مستشارة هجرة إلى كندا لأكثر من عشر سنوات.

 صدرت لها عدة أعمال أدبية منها: "هرتلات نسائية" 2017، وهو كتاب ساخر في قضايا المرأة العربية، و"شيء مني" 2018، وهو رواية نفسية، و"أكبر من العشق" 2019، وقد تناولت فيه بعمق التفكك الأسري والبحث عن الهوية، و"ذلك الغريب" 2023، الرواية التي ترجمت إلى السويدية وصدرت عن دار كومو في ستوكهولم، وفي العربية صدرت منها أربع طبعات في أقل من عام، وحظيت باهتمام نقدي واسع، و"خلف الحجب" 2024، وهي رواية وجودية، صاحبتها رؤية تشكيلية، تجلت في قالب فني وإبداعي جديد. وأخيرًا "ظل الدرفش" 2025.

 وقد تناولت أعمالها العديد من المقالات والدراسات النقدية.

ونشرت مقالاتها في العديد من الصحف والمجلات المتخصصة، ومنها: جريدة القاهرة، والدستور، ومجلة "فنون" الصادرة عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، وجريدة حرف الثقافية، ومجلة "أدب ونقد"، و"دورية نجيب محفوظ" الصادرة عن المجلس الأعلى للثقافة.

اقرأ أيضاً.. عبيه يكشف كواليس انتقاله من الصحافة إلى الدراما ويعلن توجهه للأفلام القصيرة

الرابط المختصر

search