الجمعة، 19 ديسمبر 2025

09:22 م

الأسواق تتفاعل مع قرارات بنوك إنجلترا والمركزي الأوروبي واليابان والبيانات تعيد تشكيل التوقعات

الجمعة، 19 ديسمبر 2025 06:28 م

بقلم دانييلا هاثورن، كبيرة محللي الأسواق في Capital.com

دانييلا هاثورن، كبيرة محللي الأسواق في Capital.com

دانييلا هاثورن، كبيرة محللي الأسواق في Capital.com

شهد الأسبوع الماضي سلسلة مكثفة من قرارات البنوك المركزية وإصدارات البيانات الرئيسية، مما جعل الأسواق العالمية تتنقل بين إشارات متباينة مع اقتراب نهاية العام.
 
ففي المملكة المتحدة، خفض بنك إنجلترا أسعار الفائدة كما كان متوقعًا على نطاق واسع، لكنه عمد إلى إرفاق هذه الخطوة بتصريحات حذرة. وأقرّ مصممو السياسات بالتقدم المحرز في خفض التضخم لافتين إلى دلائل على تباطؤ سوق العمل، دون الإشارة إلى دورة تيسير سريعة. واستجابت الأسواق بتقلبات سعرية متباينة: حيث وجد مؤشر فوتسي أثراً للنبرة الداعمة للنمو التي رافقت خفض أسعار الفائدة، بينما شهد الجنيه الإسترليني تقلبات حادة إذ وازن المتداولون بين انخفاض العائدات ورسائل بنك إنجلترا الحذرة والتحسن الطفيف في الوضع الاقتصادي الكلي. وقد دعم قرار بنك إنجلترا بيانات سابقة أظهرت انخفاض التضخم في المملكة المتحدة مجددًا وتزامنت مع زيادة في ركود سوق العمل، مما ساعد على طمأنة الأسواق بأن أسوأ مخاوف الركود التضخمي في المملكة المتحدة قد ولّت.
 
على الجانب الآخر من القناة الإنجليزية في أوروبا، أبقى البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة ثابتة، كما كان متوقعًا، ولم يقدم توجيهات جديدة تذكر. ومع اقتراب معدل التضخم في منطقة اليورو من هدف 2%، ركّز البنك المركزي الأوروبي على التريث، مشيرًا إلى ارتياحه لموقفه الحالي مع تجنّب أي التزامات بشأن توقيت التيسير النقدي في المستقبل. وكان رد فعل السوق هادئًا: حيث شهد كلٌ من اليورو والدولار الأمريكي تقلبات طفيفة خلال اليوم مدفوعة بحركة الدولار الأمريكي أكثر منها بنتائج اجتماع البنك المركزي الأوروبي، وتم تداول الأسهم الأوروبية بشكل عام وفق مع التحولات العالمية أكثر من اعتمادها على العوامل المحفزة الخاصة بالبنك المركزي الأوروبي.
 
وفي المقابل، كان بنك اليابان البنك المركزي الأكثر نشاطًا هذا الأسبوع. فقد رفع بنك اليابان سعر الفائدة مرة أخرى كما كان متوقعًا، معززًا بذلك فكرة خروج اليابان تدريجيًا من نظام سياستها النقدية التيسيرية للغاية الذي استمر لعقود. ومع استمرار التضخم قرب 3% والتوسع المالي المحتمل، ألمح بنك اليابان إلى إمكانية المزيد من التشديد النقدي. وارتفع الين في البداية، مما يعكس توقعات بمسار تشديد نقدي أكثر جدية، بينما واجه مؤشر نيكاي ضغوطًا مع تقييم المستثمرين لتأثير ارتفاع تكاليف الاقتراض وارتفاع قيمة الين.
 
وعلى صعيد البيانات، أصدرت الولايات المتحدة بيانات سوق العمل والتضخم، مما وفر للاحتياطي الفيدرالي صورة أوضح بعد أشهر من النشر المتقطع. وأظهرت الأرقام استمرار تباطؤ سوق العمل مع مكاسب معتدلة في الوظائف، وارتفاع معدل البطالة، وتباطؤ نمو الأجور، إلى جانب تضخم لا يزال تحت السيطرة. وفسّرت الأسواق هذا المزيج على أنه يدعم توجه الاحتياطي الفيدرالي نحو التيسير التدريجي، مما ساهم في رفع أسهم الولايات المتحدة في بداية الأسبوع قبل أن تصبح المعنويات أكثر حذرًا.
 
وفي المملكة المتحدة، عززت بيانات التضخم والوظائف بالمثل فكرة تباطؤ الاقتصاد مع تراجع ضغوط الأسعار، مما مهد الطريق فعليًا لخفض بنك إنجلترا لسعر الفائدة. وعلى مدار الأسبوع، جسدت تحركات الأسعار سوقًا يبحث عن اتجاه، حيث ظلت أسهم الولايات المتحدة متقلبة، مع تعرض قطاع التكنولوجيا لضغوط بسبب المخاوف المستمرة بشأن التقييمات المبالغ فيها المتعلقة بالذكاء الاصطناعي؛ وارتفعت أسعار السندات بشكل طفيف مع تزايد التوقعات بخفض أسعار الفائدة؛ وتداولت أسواق العملات الأجنبية بشكل رئيسي بناءً على تباين سياسات البنك المركزي، حيث ارتفع الدولار، وتذبذب أداء الجنيه الإسترليني، بينما استقر اليورو.
 
ومع بداية الأسبوع المقبل، تواجه الأسواق وضعًا دقيقًا. فقد بات تباين سياسات البنوك المركزية أكثر وضوحًا: بنك إنجلترا يخفف سياسته النقدية، والبنك المركزي الأوروبي يجمدها مؤقتًا، وبنك اليابان يشددها. ومن المرجح أن يؤدي هذا إلى مزيد من التقلبات في أسواق العملات وأسعار الفائدة، خاصةً مع إعادة المستثمرين تقييم الجدول الزمني وعمق تخفيضات أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي في عام 2026.
 
ولا تزال أسواق الأسهم عالقة بين تحسن اتجاهات التضخم والمخاوف بشأن استدامة الأرباح، لا سيما في القطاعات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، مما يشير إلى أن شهية المخاطرة قد تبقى محدودة ما لم تقدّم البيانات القادمة تأكيدًا أقوى على سيناريو الهبوط السلس للاقتصاد العالمي. وبشكل عام، يشهد الأسبوع استقرارًا وحذرًا في الأسواق، ومن المتوقع أن تأتي المحفزات الرئيسية التالية من أي مؤشرات حول ما إذا كان بإمكان انتعاش نهاية العام استعادة زخمه.

الرابط المختصر

search