الأربعاء، 24 ديسمبر 2025

12:07 ص

ارتفاع أسعار النفط والذهب والفضة وانخفاض الغاز الطبيعي

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2025 10:20 م

بقلم دانييلا هاثورن، كبيرة محللي الأسواق في Capital.com

 دانييلا هاثورن، كبيرة محللي الأسواق في Capital.com

دانييلا هاثورن، كبيرة محللي الأسواق في Capital.com

شهدت أسعار السلع تذبذبًا في زخمها مؤخرًا، مما يعكس سوقًا يوازن بين المخاطر الجيوسياسية، وتغير التوقعات الاقتصادية الكلية، وتذبذب مؤشرات الطلب.

النفط يحاول التعافي مدعومًا بالوضع الجيوسياسي

تشهد أسعار النفط ارتفاعًا يوم الاثنين بعد أن ظلت ضمن نطاق محدد خلال الأيام القليلة الماضية، حيث تلقى كل من خام غرب تكساس الوسيط وخام برنت دعمًا عند الانخفاضات، لكنهما يواجهان صعوبة في الحفاظ على الارتفاع. وقد أضافت التوترات الجيوسياسية المستمرة، بما في ذلك التطورات المتعلقة بالصادرات الفنزويلية والمخاطر الأوسع نطاقًا في الشرق الأوسط، علاوة مخاطر طفيفة، في حين يستمر انضباط إمدادات أوبك+ في دعم السوق. ونظرًا لأن السوق كان يميل بشدة نحو الهبوط، فقد عادت مخاطر الإمدادات إلى دائرة الضوء، كما أن تغطية المراكز القصيرة الفنية تُضخّم الحركة الصعودية.

ومع ذلك، فإن المخاوف بشأن الطلب العالمي وتباطؤ زخم النمو قد حدّت من الارتفاعات، مما جعل أسعار النفط الخام تتذبذب ضمن نطاقات ذات ميل هبوطي. وسيكون الاختبار الرئيسي لزخم الصعود هو إعادة الدخول إلى نطاق 58.50 - 60 دولارًا، وما إذا كان بالإمكان مواصلة اختراق هذا النطاق. وقد أعربت منظمة أوبك+ عن ارتياحها لتداول النفط الخام في نطاق 50 إلى 60 دولارًا، لذا من غير المرجح أن يكون هناك أي تحرك لتحقيق استقرار الأسعار في ظل هذه الظروف.

الغاز الطبيعي يواجه ضغوطًا هبوطية متزايدة.

شهد الغاز الطبيعي انخفاضًا حادًا منذ أعلى مستوياته في 5 ديسمبر، حيث انخفض بأكثر من 30% منذ ذلك الحين. وانخفضت السلعة بنسبة 5% أخرى يوم الاثنين، متجاوزة مستوى 3.60 دولارًا لأول مرة منذ أكتوبر. وقد تأثرت هذه التحركات بشكل أساسي بالعوامل الموسمية وعدم اليقين الجيوسياسي. ولا تزال توقعات الطقس عاملًا حاسمًا، حيث تؤدي الأحوال الجوية الباردة إلى رفع توقعات الطلب، بينما تحد توقعات الطقس المعتدل من الارتفاع. وقد نتج الارتفاع الحاد في أوائل ديسمبر عن توقعات باستمرار البرد في مناطق الطلب الرئيسية في الولايات المتحدة، مما أدى إلى عمليات شراء مضاربة مكثفة. ومنذ ذلك الحين، اتجهت النماذج باستمرار نحو درجات حرارة أدفأ من المعتاد، مما أدى إلى انخفاض حاد في توقعات الطلب على التدفئة في وقت كان فيه السوق مهيأً لنقص الإمدادات.

ولا تزال مخاوف أمن الطاقة الأوروبية المرتبطة بالتوترات الروسية الأوكرانية تؤثر على الأسعار بشكل غير مباشر من خلال تدفقات الغاز الطبيعي المسال، في حين لعبت مستويات التخزين دورًا هامًا في تشكيل التحركات قصيرة الأجل، حيث لا تزال المخزونات أعلى بكثير من مستويات الضغط الحرجة، بينما يظل الإنتاج الأمريكي مرتفعًا بصورة تاريخية.

ويُظهر الرسم البياني اليومي أن مؤشر القوة النسبية (RSI) يقترب من مستويات ذروة البيع، بالقرب من النقطة التي ينشأ عندها زخم الشراء عادةً. وقد يكون هناك مجال لمزيد من الانخفاض، لكن زوج الغاز الطبيعي/ الدولار الأميركي قريب من الدخول في نطاق جانبي رئيسي، حيث يوجد الدعم غالبًا بين 3.58 و3.38 دولارًا، ولكن قد يكون الارتفاع محدودًا أيضًا دون 3.65 دولارًا.
 

الذهب والفضة يواصلان تألقهما

كان الذهب من بين المعادن النفيسة الأفضل أداءً، مدعومًا بانخفاض العوائد الحقيقية، وتوقعات المزيد من التيسير النقدي من قبل البنوك المركزية، واستمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي الكلي. وظل الطلب على الذهب كأداة تحوط ثابتًا، مدعومًا بعمليات الشراء المستمرة من قبل البنوك المركزية والحذر السائد في أسواق الأسهم. وبينما شهد المعدن فترات من التماسك، إلا أن البنية الفنية العامة لا تزال إيجابية، حيث يستمر تداول الذهب بالقرب من أعلى مستوياته الأخيرة طالما بقيت العوائد تحت السيطرة.

في المقابل، ارتفعت الفضة بقوة أكبر بكثير من الذهب، مما أدى إلى انخفاض حاد في نسبة الذهب إلى الفضة، مشيرًا إلى تفوق ملحوظ في الأداء. وبينما يُعزى جزء من هذا الارتفاع إلى الطلب الصناعي على الفضة، لا سيما في قطاعات التكنولوجيا والطاقة الشمسية والكهرباء، فإن سرعة الارتفاع وشدته تشيران إلى توجهات مضاربة متزايدة. وقد أصبح تحرك السعر أكثر تسارعًا، مع تماسك محدود وتقلبات عالية، مما يوحي بأن الفضة أكثر عرضة للتراجعات الحادة في حال تغير معنويات السوق. بشكل عام، يعكس سوق السلع تفاؤلاً حذراً، حيث يوفر الذهب استقراراً دفاعياً، بينما يتداول النفط والغاز بصورة تكتيكية بناءً على مخاطر العرض والطلب، أما الفضة فتُعدّ الأكثر تقلباً ومضاربة بين هذه السلع.

الرابط المختصر

search