مع اقتراب بداية عام جديد
الأزهر للفتوى: ادعاء الغيب وتوقعات المستقبل يدخل الناس في الإلحاد والاكتئاب والفقر
الأحد، 28 ديسمبر 2025 04:06 م
مركز الأزهر للفتوى
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، أن ادعاء معرفة الغيب، والتنبؤ بالمستقبل من خلال ظواهر الكون؛ ومع اقتراب بداية عام جديد، هي أفكار وممارسات تخالف صحيح الدين والعلم، وتُضلل العقل، وامتهانها جريمة، ولا يليق إذا كان المُنجِّم يهدم القيم، ويرسخ التَّعلُّق بالخرافة؛ أن يُقدم للجمهور ويُسمَع قوله ويُحتفَى بتنبؤاته وخرافاته.
وذكر أن توقعات للمستقبل من خلال حركة النجوم والكواكب والأبراج والتاروت وغيرها؛ لهي أشكال مستحدثة من الكهانة المُحرَّمة، تدخل كثيرا من الناس في أنفاق مظلمة من الإلحاد والاكتئاب والفقر والفشل والجريمة.
ونشر مركز الأزهر العالمي للفتوى الالكترونية، منشورا على صفحته الرسمية على فيسبوك، قال فيه: الحَمْدُ لله، والصَّلاة والسَّلام عَلى سَيِّدنا ومَولَانا رَسُولِ الله، وعَلَى آله وصَحْبِه ومَن والَاه.
وبعد؛ فقد حفظ الإسلام النَّفس والعقل، وحرَّم إفسادهما، وأنكر تغييب العقل بوسائل التغييب المادية كالمُسكِرات التي قال عنها سيدنا النبي ﷺ: «كلُّ مُسكِر خمر، وكل مسكِر حرام» [أخرجه أبو داود]، والمعنوية كالتَّعلُّق بالخُرافات، فقد رأى سيدنا رسول الله ﷺ رجلًا علَّق في عضده حلقة من نحاس، فقال له: «وَيْحَكَ مَا هَذِهِ؟»، قال: من الواهنة -أي لأشفى من مرض أصابني-، قال ﷺ: «أَمَا إِنَّهَا لَا تَزِيدُكَ إِلَّا وَهْنًا، انْبِذْهَا عَنْكَ، فَإِنَّكَ لَوْ مِتَّ وَهِيَ عَلَيْكَ مَا أَفْلَحْتَ أَبَدًا». [أخرجه أحمد وغيره]
فلا ينبغي للمسلم أن يعلق قلبه وعقله بضلال، ولا أن يتَّبع الخيالات والخرافات، ويعتقد فيها النَّفع والضُّر من دون الله.
كما رأى الإسلام أن ادعاءَ معرفة الغيب منازعة لله فيما اختص به نفسه، واتباعَ العرافين ضرب من الضلال الذي يفسد العقل والقلب، ويُشوش الإيمان؛ فالكاهن لا يملك لنفسه ولا لغيره ضرًّا ولا نفعًا، وهو كذوب وإن صادفت كهانته وقوع بعض ما في الغيب مرّة، ولا يليق إذا كان العرّاف أو المُنجّم يهدم القيم الدينية والمجتمعية، ويرسخ في المجتمع التعلق بالخرافة؛ أن يُستضاف ويظهر على الجمهور ليدلي إليهم بتنبؤاته وخرافاته، ثم تُتدَاوَل مقولاته وتُتنَاقل؛ بل إن مجرد سماعه مع عدم تصديقه إثم ومعصية لله سبحانه.
فقد قال الحق سبحانه: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}. [النمل: 65]، وقال سيدنا رسول الله ﷺ: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا فَسَأَلَهُ عَنْ شَيْءٍ، لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صَلَاةُ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً». [أخرجه مسلم]
فما البال إن أفضى التمادي مع هذه الخرافات والأفكار لفساد الاعتقاد، وارتكاب الجرائم، باسم العلم، والعلم منها براء؟!
إن ما ينتشر -في هذه الآونة- من رجم بالغيب وتوقعات للمستقبل من خلال حركة النجوم والكواكب، والأبراج والتاروت وغيرها؛ لهي أشكال مستحدثة من الكهانة المُحرَّمة، تدخل كثيرا من الناس في أنفاق مظلمة من الإلحاد والاكتئاب والفقر والفشل والجريمة، أو في نوبات مزمنة من الاضطراب العقلي والنفسي والسلوكي، وقد ينتهي المطاف بأحد الناس إلى إيذاء نفسه أو أهله؛ بزعم الراحة من الدنيا وعناءاتها.
كل هذا يجعل امتهان هذه الأنماط المذكورة جريمة، والتكسب منها مُحرمًا، واحترامها والاستماع إليها تشجيعًا على نشر الفساد والخرافة، ويَقضِي ألَّا نراها -فكرًا وسلوكًا- إلا كجُملةٍ من المُخالفات الدينية، سيَّما وأن عامة طقوسها مُستجلَبٌ من ديانات وثنية، ويصطدم والعلم التجريبي، الذي لا يعترف بمنهجيتها في استنتاجاتها المُدَّعاة، حتى وإن أطلَّت على مجتمعاتنا عبر شاشات ملونة، أو قُدّمت للناس تحت أسماء مستحدثة، أو قُدّم المتحدثون فيها على أنهم خبراء وعلماء؛ سيبقى في طياتها الجهل والإثم، وصدق الحق سبحانه إذ يقول: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُون}. [الأنعام: 21]
واللهَ نسأل أن يحفظنا بحفظه، وأن يعافينا في ديننا ودنيانا، وأن يهديَنا سُبل الرَّشاد، وَصَلَّىٰ اللَّه وَسَلَّمَ وبارَكَ علىٰ سَيِّدِنَا ومَولَانَا مُحَمَّد، وَعَلَىٰ آلِهِ وصَحبِهِ والتَّابِعِينَ، والحَمْدُ للَّه ربِّ العَالَمِينَ.
اقرأ أيضا:
الإفتاء توضح حكم الصيام في رجب وشعبان
متى حدثت رحلة الإسراء والمعراج؟
حكم الاحتفال بالإسراء والمعراج في شهر رجب
مركز التدريب بدار الإفتاء المصرية ينظم 1073 محاضرة علمية للباحثين والمفتين في 2025
إدارة التوفيق والمصالحات بدار الإفتاء تعالج 1268 حالة نزاع على الميراث في 2025
الأوقاف تبين كيفية استثمار شهر رجب في العبادة
وزارة الأوقاف تبين فضل ومكانة شهر رجب
خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف اليوم 26 ديسمبر 2025م ـ 6 رجب 1447هـ
خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير غدا 26 ديسمبر 2025م ـ 6 رجب 1447هـ
خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف 26 ديسمبر 2025م ـ 6 رجب 1447هـ
وزير الأوقاف: الفقيهَ الحق ينفذ ببصيرتِه إلى أحوال الناس وواقعهم ومعايشهم
دار الإفتاء توضح كيفية بر الزوجة بعد وفاتها
دار الإفتاء توضح حكم تكرار الاستعاذة في كل ركعات الصلاة
مفتي الجمهورية: الفتوى الرشيدة تعزز الاستقرار الفكري والثقافي للمجتمع
الإفتاء توضح حكم الوضوء بماء المطر وفضله
الدكتورة عائشة المناعي: الفتوى مسؤولية حضارية وأمانة أخلاقية
علماء يؤكدون: الفتوى أداة شرعية تنموية وركيزة أساسية لتحقيق الأمن الغذائي
الأمانة العامة لدُور الإفتاء في العالم تطلق ميثاق الفتوى والكرامة الإنسانية
الدكتور عبد الله النجار: الرؤية الإسلامية تقوم على تحقيق العدل والاستدامة
باحثة تطالب بإصدار فتاوى دقيقة تراعي المقاصد الشرعية والمعطيات الطبية الحديثة
وكيل الأزهر: الفتوى من أهم الآليات الشرعية في ترسيخ قيم السلم المجتمعي
وكيل رابطة العالم الإسلامي: الفتوى تسهم في حماية الإنسان وتصون كرامته
الرابط المختصر
آخبار تهمك
اتهامات متبادلة بين واشنطن وبكين بسبب الرقائق الصينية
28 ديسمبر 2025 12:09 م
سعر الدرهم الإماراتي اليوم الأحد 28-12-2025 في البنوك
28 ديسمبر 2025 11:33 ص
الأكثر قراءة
-
أول تعليق من عبد الرؤوف بعد تأهل الزمالك لدور 16 من كأس مصر
-
موعد والقنوات الناقلة لمباراة مصر وأنجولا في كأس الأمم الإفريقية
-
حسن مصطفى يشيد بأداء منتخب مصر بقيادة حسام حسن
-
الزمالك يهزم بلدية المحلة ويتأهل لدور الـ16 بكأس مصر
-
بتوجيهات وزير الشباب، بورسعيد تحصد ثمرة تطوير المنشآت بانتهاء ملعب المدينة الشبابية
-
أول تعليق من عبد الرؤوف بعد تأهل الزمالك لدور 16 من كأس مصر
-
موعد والقنوات الناقلة لمباراة مصر وأنجولا في كأس الأمم الإفريقية
-
وزير البترول يعقد اجتماعا موسعا لمتابعة وتعجيل مشروعات زيادة إنتاج الغاز خلال 2026
-
حسن مصطفى يشيد بأداء منتخب مصر بقيادة حسام حسن
-
الزمالك يهزم بلدية المحلة ويتأهل لدور الـ16 بكأس مصر
أكثر الكلمات انتشاراً