علاء البدري يكتب: عن شدة الداخل والخارج ومحاولات الصمود
الثلاثاء، 02 يوليو 2024 09:41 م
علاء البدري

رئيس التحرير
الآن تواجه الدولة المصرية تحديات كثيرة وصعاب نوعية من كل صوب أرى أنها لم تجتمع بمثل هذه الشدة من قبل في وقت واحد مثلما يحدث الآن، شدة مرتبطة بأوجاع الداخل الاقتصادية وشدة أخرى متمثلة بتحديات الخارج وما يتعلق بها من ملفات يأتي على رأسها الحرب العدوانية على قطاع غزة.
ورغم ما يبدو ظاهريا من عدم الارتباط بين الشدتين إلا أن هناك علاقة قوية بين الاثنتين فلولا مواجهة الدولة وصمودها القوي للشدة الثانية ما كانت الشدة الأولى بهذا القدر من السوء والتحدي الذي تواجهه الحكومة من صعاب اقتصادية تحدث بفعل فاعل يرصد ويخطط باستماته، تحديات للأسف زادت صعوبتها بسبب عدم كفاية القدرات الإدارية وممكنات القرارات الحكومية وقلة الموارد المالية وكلها عوامل زادت من صعوبة شدة الداخل.
هذا ما يدركه العقل الواعي بالظروف المحيطة بالدولة المصرية والمنطقة العربية والعالم، فهناك ضغوط لافتة وواضحة تمارسها القوى الكبرى باستماته لإخضاع الدولة المصرية لسيناريوهات رسمتها السياسية الأمريكية وآزرتها القوى الغربية لصالح الكيان الصهيوني وحمايته، بداية من المحاولات المستميتة للتهجير ومرورا بغض الطرف عن همجية القتل والترويع وقبول مسلمات عدوانه على الشعب الأعزل وإغفال حقه في أن يكون له دولة كاملة السيادة.
نظرة بسيطة وسريعة على ما يحدث بالقرب من الحدود المصرية نجد ما لم تشهده هذه الحدود من قبل، حروب وصراعات وعدم استقرار وتفتت دول الجوار وانقسامها، هذا ببساطة هو المشهد المروع والمخيف جغرافيا وسياسيا، حتى دول المواجهة والصد التي كانت موجودة من قبل انتهى دورها للأبد ولم يعد لها مقعد في ملفات المنطقة حتى مصيرها بات في يد الاخرين المسيطرين.
وبالنسبة للسياسة الأمريكية ومنهجها في التعاطي مع ملفات الشرق الأوسط خاصة ما يتعلق بـ "الكيان المحتل"، الذي وجد وخلق لتحقيق مصالح عليا للغرب اتفقت مع السياسات الأمريكية لكل الإدارات المتعاقبة التي باتت تتنافس من أجل إرضاء الأبنة المدللة.
وفي هذا السياق الملبد بعلامات الاستفهام والتعجب علينا بالضرورة أن نتذكر الدعم النوعي والاستثنائي والقرارات التي اتخذتها الولايات المتحدة والغرب لصالح الكيان العدواني في صراعه وحروبه مع دول المنطقة، ولنا في حرب أكتوبر 73 عبرة ودليل على الارتباط الوجودي بين الأولى والثانية، والشاهد على الامر ما قاله الرئيس الراحل أنور السادات علنا وبعد أن حقق انتصارا نوعيا وخاطفا على القوات المحتلة لسيناء أنه لا يستطيع الاستمرار أكثر من ذلك في حرب ضد الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن تم رصد الجسر الجوي المحمل بالعتاد العسكري الأمريكي للحليفة المدللة!
والوقت الحالي لا يختلف كثيرا عما مضى فها هي الولايات المتحدة والغرب كما هما يقدمان كل الدعم للكيان المعتدي، وتقف بوارجهما وحاملات طائراتهما على سواحل المتوسط لتقديم رسائل مباشرة للجميع مفادها أن الدولة المغتصبة لا تقف بمفردها، فلا قرارات الأمم المتحدة ولا المظاهرات التي تفشت في أغلب دول العالم تجدي نفعا ولا حتى لقرارات محكمة العدل الدولية التي باتت لا قيمة لها وهددت أنه يمكن أن تواجه عقوبات أمريكية لأنها تجرأت بإصدار أحكام ضد الكيان المدلل.
هذه ببساطة هي بعض من ملامح الواقع الذي تواجهه الدولة المصرية وبمؤسساتها المختلفة، وهو واقع ليس بخفي على الكثيرين، وأرى أنه رغم أهمية استعراض مظاهر الشدة الداخلية والأخرى الخارجية، هناك ضرورة المواجهة والتعاطي بإيجابية مع الأزمات الحالية التي يتعرض لها الوطن والمواطن خاصة تلك المتعلقة بحياة الناس وظروفهم المعيشية والتي تستلزم بالضرورة تغيير المسارات الخاطئة وتصحيح القرارات الحكومية التي اثبت الواقع عدم قدرتها على تحقيق المستهدفات، وكذلك تبني سياسات الشفافية في نشر المعلومات الحقيقية لتعزيز الثقة بين الحكومة والشعب، فهذه الثقة إن وجدت ستكون هي بكل تأكيد هي حجر الأساس الذي يمكن أن ترتكز عليه الدولة في مواجهتها للشدتين الأولى والثانية.
الرابط المختصر
آخبار تهمك
موعد بدء الحجز الإلكتروني لوحدات الإسكان 2025.. التفاصيل الكاملة وخطوات التسجيل
12 أكتوبر 2025 08:39 ص
أسعار العملات العربية والأجنبية اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025 في البنوك المصرية
12 أكتوبر 2025 08:31 ص
سعر الريال السعودي اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025 مقابل الجنيه المصري في البنوك المصرية
12 أكتوبر 2025 08:04 ص
سعر الدولار اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025 أمام الجنيه المصري
12 أكتوبر 2025 08:01 ص
موعد صرف مرتبات شهر أكتوبر 2025.. وزارة المالية تعلن الجدول الزمني
12 أكتوبر 2025 07:52 ص
سعر الذهب اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025.. استقرار جديد في الأسواق المحلية
12 أكتوبر 2025 07:48 ص
الأكثر قراءة
-
موعد مباراة منتخب مصر وغينيا بيساو والقنوات الناقلة والمعلق
-
هشام عياد يكتب: انتخاب جبران رئيسا لمنظمة العمل العربية يعكس الثقة الكبيرة في الدور المصري
-
البروفيسور غانم كشواني يكتب: جوائز نوبل العلمية والاقتصادية والأصول والجنسيات العربية التي حصلت عليها
-
توقعات الأبراج اليوم الأحد 12 أكتوبر 2025: حظك اليوم في الحب والزواج والمال والعمل
-
توقعات الأبراج لشهر نوفمبر 2025 فرص في الحب والزواج والمال والعمل
-
منتخب مصر يختتم تدريبه بإستاد القاهرة استعدادًا لمواجهة غينيا بيساو
-
خالد بيومي يهاجم أمين صندوق الزمالك: «النادي يمرض ولا يموت»
-
منتخب الإمارات يقترب من التأهل لكأس العالم بعد الفوز على عمان
-
وليد صلاح الدين يستقبل أسرة المدير الفني الجديد للأهلي
-
تدريبات بدنية على هامش مران الزمالك وجهاد ينتظم في التدريبات الجماعية
-
جدول مواعيد مباريات اليوم الأحد 12-10 - 2025 والقنوات الناقلة لها
-
أسعار الذهب في مصر اليوم الأحد بعد موجة ارتفاع قوية
-
ضبط 20 طن أسمدة داخل مخزنين بدون ترخيص فى تلا بالمنوفية
-
وزير الزراعة: نهدف إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من رغيف العيش المدعم
-
موعد بدء الحجز الإلكتروني لوحدات الإسكان 2025.. التفاصيل الكاملة وخطوات التسجيل
أكثر الكلمات انتشاراً