المجموعة الوزارية للتنمية البشرية تناقش دور الذكاء الاصطناعي في تمكين الشباب

ترأس الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، اجتماعًا هامًا حول قضايا الذكاء الاصطناعي ودوره في تحقيق التنمية المستدامة للشباب المصري، استنادًا إلى دراسة تقدمت بها لجنة الشباب في مجلس الشيوخ بعنوان "الذكاء الاصطناعي: الفرص والتحديات". 

وتناول الاجتماع، الذي حضره مجموعة من الوزراء والمسؤولين، عرضًا لمجموعة من التوصيات والمبادرات التي تهدف إلى توسيع استخدامات الذكاء الاصطناعي في مصر وتعزيز مهارات الشباب المصري للاستفادة من الفرص التي يوفرها الذكاء الاصطناعي.

الذكاء الاصطناعي: أساس لتحقيق التنمية المستدامة

ركزت المناقشات على مجموعة من المحاور التي تتناول أهمية الذكاء الاصطناعي كأداة للتنمية المستدامة، ودوره في دعم الأهداف الوطنية لرؤية مصر 2030. وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، أن التقرير الذي أعدته وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يتناول أهم الفرص التي يمكن أن يوفرها الذكاء الاصطناعي في مجالات مثل التوظيف والتعليم والصحة. 

وأشار التقرير إلى ضرورة دعم التعليم الرقمي وتطوير المهارات الفنية للشباب ليصبحوا قادرين على مواكبة التحولات التكنولوجية السريعة، مؤكداً على أهمية رفع الوعي بأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي.

استراتيجيات شاملة لدعم التحول الرقمي وتعزيز القدرات البشرية

خلال الاجتماع، تناولت المجموعة الوزارية التوصيات المتعلقة بتطوير بنية تحتية متكاملة للذكاء الاصطناعي في مصر، بما يتماشى مع استراتيجية الذكاء الاصطناعي الوطنية التي انطلقت في 2019. وتطرقت المناقشات إلى محاور متعددة ضمن النسخة الثانية من الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي التي تتضمن ستة محاور رئيسية: الحوكمة، والاستخدام الأخلاقي، وتطبيقات التكنولوجيا، وتعزيز البيانات، وتوفير بيئة ملائمة لنمو الذكاء الاصطناعي، وأخيرًا تعزيز المهارات المطلوبة.

أكد الدكتور خالد عبدالغفار في هذا الصدد على أهمية تكامل الأدوار بين الوزارات والهيئات المعنية، مشيراً إلى أن التحول الرقمي يمثل حجر الزاوية لتحقيق التنمية الشاملة، من خلال التركيز على الاستثمار في رأس المال البشري ورفع كفاءة الكوادر الوطنية.

 كما شدد على أهمية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لدعم عملية اتخاذ القرار وتعزيز توجيه الموارد لتحقيق أقصى استفادة منها في خدمة المواطن المصري.

التعليم والذكاء الاصطناعي: ركيزة أساسية لتطوير الشباب

أشار الدكتور محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، إلى أن الذكاء الاصطناعي يشكل اليوم أحد الأدوات الرئيسية التي تستخدمها الوزارة لتطوير العملية التعليمية، موضحاً أن الوزارة تعمل على تطوير منصة تعليمية خاصة تهدف إلى تسهيل استخدام الطلاب لتقنيات الذكاء الاصطناعي في التعلم. 

ويسعى هذا المشروع إلى تعزيز التعليم التفاعلي والرقمي في المدارس المصرية، مما يتيح الفرصة للطلاب لاكتساب مهارات جديدة تعزز من قدرتهم على الانخراط في سوق العمل.

وأوضح وزير التربية والتعليم أن المدارس المصرية قد شهدت تحسينات ملحوظة في بنيتها التحتية التكنولوجية، مما يمهد الطريق لتبني برامج الذكاء الاصطناعي وتطوير المناهج لتشمل مهارات التفكير التحليلي والإبداعي. هذا التطوير يعتبر خطوة أساسية نحو تحويل العملية التعليمية في مصر إلى تجربة تفاعلية تدعم الابتكار والتفكير النقدي.

دعم التوظيف وسوق العمل: استثمار في الذكاء الاصطناعي

بالإضافة إلى التعليم، ركز الاجتماع على أهمية دعم سوق العمل بتقنيات الذكاء الاصطناعي لخلق فرص وظيفية جديدة. وصرح محمد جبران، وزير العمل، بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يسهم في تحسين جودة التوظيف ودعم التحول الرقمي داخل القطاعات الاقتصادية المختلفة.

 وأكد الوزير على ضرورة تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص لتطوير البرامج التدريبية والمشاريع الابتكارية التي تستهدف تلبية احتياجات سوق العمل المتنامي.

كما أشار إلى أن مصر تمتلك فرصًا واسعة في هذا المجال بفضل الإمكانات البشرية الكبيرة التي تتمتع بها، مما يتطلب استثمارًا أكثر فعالية في تعليم وتدريب الكوادر على تطبيقات الذكاء الاصطناعي.

يعد هذا التعاون مع القطاع الخاص خطوة مهمة لدعم الشركات الناشئة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، حيث يسهم الذكاء الاصطناعي في توفير الحلول الابتكارية وتطوير منتجات جديدة تلبي احتياجات السوق.

تعزيز التعاون المؤسسي لتحقيق رؤية مصر في الذكاء الاصطناعي

شهد الاجتماع نقاشًا حول أهمية تعزيز التعاون بين الوزارات المعنية لتحقيق الأهداف المشتركة، حيث أكد الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، على ضرورة التكامل بين الجهات الحكومية المختلفة لتنفيذ استراتيجية وطنية تضمن الاستخدام الأمثل للذكاء الاصطناعي. 

وأشاد الوزير بالتعاون الذي شهده الاجتماع، معبراً عن تقديره للجهود المبذولة لتطوير البرامج الشبابية التي تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة، حيث أشار إلى أهمية العمل الجماعي لضمان تحقيق التنمية الشاملة.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور خالد عبدالغفار على أهمية دعم المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي لرفع كفاءة المنظومة وتقديم الدعم اللازم للتطبيقات العملية، مما يسهم في تطوير سياسات تعزز من استفادة الشباب من الإمكانات التكنولوجية المتقدمة.

إقرأ أيضًا:

وزير الصحة يطلق المبادرة الرئاسية "صحتك سعادة" لدعم الصحة النفسية

وزير الصحة يكرم الفريق الطبى بمستشفى العلمين لإنقاذ مصاب سقط على أسياخ حديدية

وزير الصحة: الاهتمام بكبار السن هدف استراتيجى للدولة المصرية