عودة آلاف النازحين الفلسطينيين إلى شمال غزة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية

بدأ الآلاف من النازحين الفلسطينيين في قطاع غزة في العودة إلى شمال القطاع، بعد أن أعلنت السلطات الإسرائيلية عن انسحاب قواتها من محور نتساريم. وتوافدت حشود كبيرة من الفلسطينيين نحو شارع الرشيد، الذي فتحته السلطات المحلية لعبور المشاة في الاتجاهين ابتداء من الساعة السابعة صباحاً بالتوقيت المحلي.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في وقت سابق أن حركة المركبات ستقتصر على المرور إلى شمال القطاع بعد فحصها، على أن يبدأ السماح بعبور المركبات من الساعة التاسعة صباحاً. وفيما شهدت مناطق عديدة في غزة حضوراً مكثفاً للطواقم الطبية والإسعافية التي انتشرت على طول شارع الرشيد لاستقبال العائدين، كانت وسائل الإعلام الفلسطينية قد تداولت مشاهد تبين التدفق الكبير للنازحين باتجاه شمال القطاع، حيث بدأت الحشود في التحرك عبر هذا الشارع الحيوي.

التوقيت والتفاصيل الخاصة بعودة النازحين

عادت الحياة تدريجياً إلى شمال قطاع غزة في ظل الانسحاب الإسرائيلي من بعض المناطق، حيث بدأ الفلسطينيون في جنوب القطاع العودة إلى منازلهم في الشمال، في خطوة تعتبر مفصلية بعد أكثر من شهرين من النزوح. وكان هناك توافد ملحوظ على منطقة شارع الرشيد، وهو الشارع الذي كان يمر عبره النازحون في طريقهم إلى الشمال.

وأكدت السلطات في غزة أن المشهد كان أشبه بسيل بشري جارف، حيث امتدت طوابير النازحين على مسافة طويلة. وصرح القيادي في حركة حماس، عزت الرشق، قائلاً: "مشهد عودة النازحين إلى شمال غزة يكشف عن فشل الاحتلال في تهجير الشعب الفلسطيني"، معتبراً أن هذا الأمر يمثل ضربة معنوية للاحتلال الإسرائيلي. وأضاف الرشق أن "أحلام إسرائيل في تهجير الشعب الفلسطيني تحطمت أمام هذا المشهد"، مبرزاً أن الفلسطينيين يثبتون إصرارهم على العودة إلى أراضيهم رغم التحديات.

حركة حماس تؤكد فشل الاحتلال في تهجير الفلسطينيين

من جهتها، اعتبرت حركة حماس عودة النازحين إلى شمال القطاع انتصاراً للشعب الفلسطيني، مؤكدين أن هذه العودة تكشف فشل الاحتلال الإسرائيلي في تحقيق أهدافه المتمثلة في تهجير الشعب الفلسطيني. وقالت الحركة في بيان لها: "مشاهد عودة الحشود الجماهيرية إلى مناطقهم التي أجبروا على النزوح منها، رغم تدمير بيوتهم، تعكس صمود شعبنا وتشبثه بأرضه". وأكد البيان أن هذه العودة "رسالة إلى كل المراهنين على كسر إرادة شعبنا وتهجيره من أرضه".

وأضافت حركة حماس أن عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة تبرز "عظمة الشعب الفلسطيني ورسوخه في أرضه، رغم الألم والمأساة التي يعيشها". وأكدت الحركة ضرورة تكثيف الجهود الإنسانية والإغاثية، وحثت على ضرورة وصول المساعدات والمواد الإغاثية إلى جميع مناطق قطاع غزة، في وقت لا يزال فيه العديد من العائلات بحاجة إلى المساعدة العاجلة بسبب الدمار الهائل الذي طال المنازل والبنية التحتية.

الرد الإسرائيلي على العودة الفلسطينية

في المقابل، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي عن رفض العودة إلى "واقع ما قبل 7 أكتوبر" حيث كانت الأمور تسير بشكل طبيعي قبل بدء العمليات العسكرية. وقال الوزير إن إسرائيل لن تسمح بتكرار الوضع الذي كان سائداً قبل الهجمات التي وقعت في ذلك اليوم، مؤكداً أن "التهديدات الأمنية" تستدعي مزيداً من الحذر والاحتياطات.

ورغم التصريحات الإسرائيلية، يبقى المشهد الحالي في شمال غزة بمثابة رد قوي من الفلسطينيين على محاولات تهجيرهم، ويشكل رسالة مفادها أن إرادة الصمود لدى الشعب الفلسطيني أكبر من أي محاولات لإبعاده عن أرضه.

النازحون يعودون إلى منازلهم في شمال غزة بعد أكثر من 15 شهراً من النزوح

الولايات المتحدة تتراجع عن فرض عقوبات على كولومبيا بعد اتفاق حول المهاجرين المرحّلين

مصر ترد وتؤكد تمسكها بمحددات التسوية السياسية للقضية الفلسطينية وتدعو لحل الدولتين