الأربعاء، 30 أبريل 2025

02:40 م

مايكروسوفت تطرد ابتهال أبو السعد بعد احتجاجها العلني على التعاون مع الجيش الإسرائيلي

الثلاثاء، 08 أبريل 2025 03:18 ص

محمد عماد

ابتهال ابو السعد

ابتهال ابو السعد

في خطوة أثارت موجة من الجدل داخل الأوساط التقنية والحقوقية، قامت شركة "مايكروسوفت" الأميركية بطرد المهندسة المغربية إبتهال أبو سعد، التي تعمل في قسم الذكاء الاصطناعي بمقر الشركة في كندا، وذلك بعد احتجاجها العلني على استخدام الشركة لتقنياتها في دعم الجيش الإسرائيلي.

وبحسب تقرير لشبكة CNBC الأميركية، فقد جاء فصل المهندسة المغربية وزميلة أخرى تدعى فانيا أغراوال بعد اعتراضهما الصريح على علاقة الشركة مع الجيش الإسرائيلي، وهي العلاقة التي أصبحت محل انتقاد واسع منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في أكتوبر 2023. الوثائق التي اطلعت عليها الشبكة توضح أن قرار الفصل استند إلى اتهامات بـ"سوء سلوك متعمد أو عصيان أو إهمال للواجب"، وهو توصيف وصفه نشطاء بأنه محاولة لإسكات الأصوات المعارضة داخل بيئة العمل.

وكانت المهندسة إبتهال أبو سعد قد قاطعت علنًا كلمة المدير التنفيذي لقطاع الذكاء الاصطناعي في الشركة، مصطفى سليمان، خلال فعالية أقيمت في مقر مايكروسوفت بولاية واشنطن احتفالًا بمرور خمسين عامًا على تأسيس الشركة. وفي لحظة لافتة، وقفت إبتهال بين الحضور وقالت بصوت مرتفع: "أنت من تجار الحرب. توقف عن استخدام الذكاء الاصطناعي في الإبادة الجماعية"، في إشارة إلى الحرب الإسرائيلية على غزة. رد سليمان كان مقتضبًا: "أسمع احتجاجك. شكرًا لك"، قبل أن يتم إخراج المهندسة من القاعة.

وفي السياق ذاته، أشارت صحيفة "غارديان" البريطانية إلى أن مايكروسوفت ضاعفت من تعاونها مع الجيش الإسرائيلي في أعقاب الهجمات التي وقعت في السابع من أكتوبر 2023. وكشفت وثائق حصلت عليها الصحيفة أن الجيش الإسرائيلي استخدم تقنيات الشركة، بما في ذلك أدوات الذكاء الاصطناعي والحوسبة السحابية، في عمليات الاستهداف العسكري واتخاذ قرارات الضربات.

ردود الفعل على طرد إبتهال لم تتأخر، إذ يرى حقوقيون وموظفون سابقون في شركات تقنية كبرى أن مايكروسوفت دخلت مرحلة جديدة من فرض الرقابة الداخلية على الأصوات المعترضة، في وقت تتزايد فيه الدعوات لمحاسبة الشركات التكنولوجية على دورها في النزاعات المسلحة واستخدام أدواتها في الحروب.

ويطرح هذا الحدث تساؤلات أخلاقية كبرى حول حدود حرية التعبير داخل كبرى شركات التكنولوجيا، ودور الموظفين في مساءلة إداراتهم بشأن كيفية استخدام المنتجات التي يساهمون في تطويرها. كما يعيد الجدل حول العلاقة بين الذكاء الاصطناعي والحروب إلى واجهة النقاش العالمي، خاصة في ظل تصاعد استخدام هذه الأدوات في العمليات العسكرية.

مايكروسوفت لم تصدر حتى الآن بيانًا رسميًا بشأن فصل المهندستين، فيما تواصل القضية جذب اهتمام الرأي العام داخل وخارج قطاع التكنولوجيا، لا سيما مع تزايد الأصوات المطالبة بقدر أكبر من الشفافية والمساءلة.

search