الأربعاء، 30 أبريل 2025

07:12 ص

أحمد محارم يكتب: إيران: من أين وإلى أين!

السبت، 19 أبريل 2025 02:42 م

أحمد محارم

الكاتب أحمد محارم

الكاتب أحمد محارم

لو عدنا قليلاً بالزمن إلى قرابة نصف قرن، عندما كان شاه إيران الصديق المقرب من الغرب والولايات المتحدة الأمريكية في الصدارة، هل يتخيل أحد من الناس أن داخل أمريكا يوجد قرابة ٤ ملايين إيراني، منهم رجال أعمال، واقتصاديون، وطلاب جامعات، وشخصيات عامة، ويشكلون جالية مهمة في نسيج المجتمع الأمريكي؟

ولو عدنا لسنوات العداء التي طالت بين إيران وجيرانها من دول الخليج، والتي تباينت مستويات العلاقات بينهم لأسباب تعددت، لوجدنا أن الغرب وأمريكا كانت تستفيد من هذه الخلافات الفكرية والعقائدية والسياسية، من أجل أن تجعل من إيران "الشيطان" أو "البعبع" لجيرانها، في فرصة طالت لبيع المزيد من الأسلحة، حماية للأمن القومي لدول الخليج.

دخلت الصين على الخط، وعقدت صلحًا مهمًا وفي توقيت حساس بين المملكة العربية السعودية وإيران.

تصاعدت وتيرة الأحداث في منطقة الشرق الأوسط، وبعد أحداث السابع من أكتوبر، ظهرت على السطح معادلات أخرى، وكانت إيران، مع أذرعها الإقليمية المنتشرة، تحاول من خلال تواجدها أن تثبت أنها قوة إقليمية لا يستهان بها. 

وكانت الاستخبارات الإسرائيلية والدولية تتابع ما يحدث في المنطقة، ونجحت إسرائيل في القضاء على قيادات من الصفين الأول والثاني في مناطق متعددة بالمنطقة.

أمريكا ترامب عادت من جديد إلى الواجهة، والتحديات أمام إيران أصبحت لها طابع جديد يتطلب التعامل بهدوء وحكمة. الأساطيل الحربية التي وجهها ترامب إلى المنطقة كانت رسالة إلى إيران بأن أمريكا لديها خيارات: إما بالعصا أو الجزرة.

القيادة السياسية الجديدة في إيران لديها من الحكمة وبعد النظر ما جعلها تدرك حجم المخاطر والتحديات. 

إسرائيل كانت تعول على أن تقنع أمريكا ترامب بالمشاركة في ضربة عسكرية للنشاط النووي في إيران أو إعطاء الضوء الأخضر لها أن تقوم بهذا العمل منفردة، لكن إدارة ترامب كان لها وجهات نظر أخرى، حيث لا تريد أن تدخل في دوامات حروب وصراعات عسكرية غير مأمونة العواقب.

الآن نرى شبه انفراجة في المباحثات غير المباشرة، التي بدأت من أسبوع في مسقط بسلطنة عمان، وتستكمل اليوم في روما برعاية عمانية. الشاهد أن كلا الطرفين أصبح لديه تصور أفضل من السابق.

إيران لا تريد التصعيد، وعرضت على أمريكا أن تكون هناك فرص استثمار حقيقية لأمريكا في الداخل الإيراني. ومن ثم، فقد ضيعت إيران بذكاء وحكمة كل التصعيد والشيطنة التي مارستها إسرائيل ولا تزال.

تظل المباحثات غير المباشرة تواجه بعض الصعاب الفنية والخاصة بمستويات التخصيب، والسماح لإيران بالتحرك ضمن حدود ترسم لها.

مهما كانت نتائج هذه اللقاءات غير المباشرة، إلا أننا نستطيع أن نرى في الأفق ما يدعو للأمل.

search