الإثنين، 16 يونيو 2025

08:17 م

إيلون ماسك يدعو إلى تأسيس حزب جديد يمثل "الأغلبية الصامتة" خارج قطبي الجمهوريين والديمقراطيين

السبت، 07 يونيو 2025 10:53 ص

محمد عماد

الملياردير الأمريكي أيلون ماسك

الملياردير الأمريكي أيلون ماسك

دعا الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إلى تأسيس حزب سياسي جديد في الولايات المتحدة، معتبرًا أن غالبية الأمريكيين لا يجدون تمثيلًا حقيقيًا في الحزبين التقليديين: الجمهوري والديمقراطي في خطوة مثيرة للجدل قد تعيد تشكيل الخريطة السياسية الأمريكية.

 تأتي هذه الدعوة في لحظة دقيقة سياسيًا، وقبل أشهر من معركة انتخابات 2024 المرتقبة، التي تزداد فيها الاستقطابات حدّة بين اليمين واليسار.

ماسك، الرئيس التنفيذي لشركات "تسلا" و"سبيس إكس" ومالك منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، كتب في منشور عبر حسابه الرسمي، أن "80% من الأمريكيين يقفون في المنتصف"، متسائلًا عن سبب غياب كيان سياسي يعكس صوت هذه الكتلة التي وصفها بـ"المهملة" من قبل النظام السياسي الحالي.

استطلاع رأي يُمهّد الطريق لخطوة أكبر

دعوة ماسك جاءت بعد ساعات من إجرائه استطلاعًا للرأي بين متابعيه على منصة "إكس"، سألهم فيه عما إذا كانت الولايات المتحدة بحاجة إلى حزب سياسي جديد يمثل التيار الوسطي، بعيدًا عن انقسامات الجمهوريين والديمقراطيين. وجاءت النتائج، بحسب ماسك، لتؤكد أن "80% من المشاركين يوافقون"، وهو ما اعتبره إشارة قوية على "حاجة حقيقية للتغيير السياسي"، مضيفًا: "هذه ليست مصادفة... بل قدر".

خلفية مشحونة بخلافات مع ترامب وتيارات المؤسسة

يُذكر أن ماسك خاض في الأسابيع الأخيرة سجالًا علنيًا مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، بعد خلافات حادة حول السياسات الاقتصادية والهجرة، إضافة إلى تصريحات ماسك حول التهديدات التي يتعرض لها النظام الديمقراطي من كلا الحزبين. كما تزامنت تصريحاته مع خروجه من أي أدوار استشارية أو تعاون رسمي مع الإدارة الأمريكية الحالية، ما فُهم على نطاق واسع أنه ابتعاد حاد عن دوائر السلطة التقليدية.

هل يمكن لماسك أن يؤسس "حزبًا ثالثًا" فعليًا؟

يُنظر إلى تصريحات ماسك، ليس فقط كمجرد رأي شخصي لرجل أعمال شهير، بل كإشارة إلى احتمال دخوله العملي إلى عالم السياسة، سواء عبر تمويل حزب جديد أو الترويج لتحالف سياسي بديل قادر على خرق هيمنة الحزبين. ورغم أن فكرة "الحزب الثالث" ليست جديدة في الولايات المتحدة، إلا أنها غالبًا ما تواجه عوائق قانونية ولوجستية ضخمة، بالإضافة إلى انقسام الرأي العام حول جدواها.

لكن مع امتلاك ماسك لمنصة رقمية كبرى مثل "إكس"، إلى جانب تأثيره الثقافي والتكنولوجي والاقتصادي، فإن فرص نجاح مشروع كهذا قد تكون غير مسبوقة في تاريخ السياسة الأمريكية الحديثة.

تغير قادم في الأفق السياسي؟

يرى مراقبون أن دعوة ماسك تضع النخبة السياسية الأمريكية أمام مرآة حقيقية لأزمة التمثيل الشعبي، في ظل شعور متزايد بين المواطنين بأن السياسات الحزبية الحالية لا تعبر عن تطلعاتهم أو مصالحهم الواقعية. وبينما يتبنى الديمقراطيون خطاب التقدمية، ويغرق الجمهوريون في أجندات اليمين المحافظ، تبقى شريحة كبيرة من الأمريكيين تبحث عن مسار وسط يُعيد التوازن إلى السياسة الأمريكية.

search