الإثنين، 09 يونيو 2025

11:51 م

تصعيد روسي جديد في شرق أوكرانيا: تقدم نحو دنيبروبتروفسك والسيطرة على “زاريا”

الأحد، 08 يونيو 2025 05:08 م

محمد عماد

مقاتلات حربية للجيش الروسي

مقاتلات حربية للجيش الروسي

 أعلن الجيش الروسي، صباح الأحد 8 يونيو 2025، عن تنفيذ هجوم عسكري موسّع على منطقة دنيبروبتروفسك، المتاخمة لمقاطعة دونيتسك، وذلك للمرة الأولى منذ اندلاع الصراع بين موسكو وكييف في فبراير 2022. ويمثل هذا التقدم الميداني توسعًا لرقعة العمليات العسكرية باتجاه الغرب، ما ينذر بتحول استراتيجي في مسار الحرب، ويضع الاقتصاد الأوكراني أمام تحديات جديدة.

وأوضح بيان رسمي نُشر عبر قناة وزارة الدفاع الروسية على تطبيق "تلغرام"، أن "وحدات من الفرقة 90 المدرعة التابعة للقوات البرية الروسية، نجحت في الوصول إلى الحدود الغربية لجمهورية دونيتسك الشعبية، وبدأت التقدم باتجاه منطقة دنيبروبتروفسك"، التي تعد واحدة من أهم المراكز الصناعية الأوكرانية، ما يثير قلقًا اقتصاديًا واسع النطاق.

بالتزامن مع هذا التحرك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية في بيانها اليومي عن السيطرة الكاملة على بلدة زاريا في مقاطعة دونيتسك، مشيرة إلى أن "وحدات من قوات الجنوب تمكنت من تحرير البلدة بعد عمليات عسكرية نشطة وحاسمة". وتمثل هذه السيطرة نجاحًا تكتيكيًا يعزز من الحزام الروسي الممتد في شرق أوكرانيا، ويمنح موسكو دفعة جديدة في معركة النفوذ الجغرافي.

في المقابل، أعلن الجيش الأوكراني عن نجاح دفاعاته الجوية في إسقاط طائرة مقاتلة روسية من طراز "سو-35"، صباح السبت 7 يونيو، خلال عملية تمت في اتجاه كورسك، الواقعة شمال شرق أوكرانيا. ولم ترد موسكو بعد على هذه المزاعم، ولم تتمكن وكالات الأنباء الدولية، بما فيها "رويترز"، من التحقق من صحة الحادث بشكل مستقل.

ويرى خبراء عسكريون أن تقدم القوات الروسية نحو دنيبروبتروفسك قد يُحدث نقلة نوعية في الحرب، نظرًا لأهمية المدينة الاستراتيجية والاقتصادية، إذ تُعد مركزًا رئيسيًا لصناعة المعادن والطاقة. ويمثل الهجوم تهديدًا مباشرًا للبنية التحتية الصناعية في أوكرانيا، ما قد يؤثر على القدرات التصديرية لكييف ويزيد من الضغوط على اقتصادها المنهك.

كما أن توسيع رقعة المعارك قد ينعكس على سلاسل الإمداد الأوروبية، لا سيما في قطاعات الطاقة والزراعة، في ظل استمرار اعتماد بعض الأسواق على المنتجات الأوكرانية والروسية، ما قد يزيد من تقلبات الأسعار ويدفع بالمستثمرين إلى اتخاذ خطوات أكثر تحفظًا.

من جهة أخرى، يفتح هذا التصعيد الباب أمام مرحلة جديدة من التوترات الجيوسياسية، خاصة في ظل استمرار دعم حلف الناتو لأوكرانيا، واستمرار موسكو في فرض وقائع ميدانية جديدة. وتبقى الأنظار شاخصة نحو تطورات الأيام المقبلة، التي قد ترسم ملامح المرحلة التالية من النزاع الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

search