محاكمة رجل أعمال أمريكي بارز بتهمة تعذيب تاجر بيتكوين في نيويورك لانتزاع رموزه السرية

رفضت محكمة مانهاتن الجنائية يوم الثلاثاء طلب الإفراج بكفالة عن المتهم الثاني في قضية اختطاف وتعذيب المستثمر الإيطالي في العملات الرقمية مايكل كارتوران، حيث قررت القاضية جولييتا لوزانو استمرار احتجاز المتهم ويليام دوبلاسي، مشيرة إلى خطورة التهم الموجهة إليه واحتمالية فراره من العدالة.

المحاكمة، التي جذبت أنظار الرأي العام المحلي والدولي بسبب طبيعتها المعقدة والمرتبطة بعالم العملات الرقمية، شهدت مرافعة ساخنة من محامي الدفاع سانفورد توكين بحسب صحيفة ذا بوست ، الذي طلب الإفراج عن موكله بكفالة مليون دولار. وأكد توكين أن موكله سلّم نفسه طوعًا للشرطة، وأنه مستعد للإقامة مع والده وارتداء سوار إلكتروني لتعقّب تحركاته، ما ينفي وجود نية للهروب.

لكن القاضية لم تقتنع بحجج الدفاع، واعتبرت أن "خطورة الوقائع وتشعب تفاصيلها تستوجب استمرار احتجاز المتهم"، مؤكدة أن قرارها يهدف إلى ضمان حضور دوبلاسي لكافة الجلسات المقبلة. كما أمرت القاضية بسحب جواز سفر المتهم، وإصدار أمر قضائي بحماية الضحية، في وقت تم تحديد الجمعة المقبلة موعدًا للجلسة التالية.

ويواجه دوبلاسي، الذي تم اتهامه رسميًا في جلسة 27 مايو 2025، تهما متعددة من بينها الاختطاف، الحجز غير القانوني، الاعتداء، وحيازة أسلحة غير مرخصة. وتأتي هذه الاتهامات في أعقاب تسليمه نفسه طوعًا لشرطة مانهاتن بعد يوم واحد من مثول المتهم الأول في القضية جون ويلتز أمام المحكمة.

ووفقًا لما كشفت عنه التحقيقات، فإن دوبلاسي وويلتز قاما باختطاف مايكل كارتوران – الذي كان شريكًا لهما سابقًا في صندوق تحوط متخصص بالعملات الرقمية – وقاموا بتعذيبه بوحشية في محاولة لإجباره على الإفصاح عن كلمة المرور الخاصة بمحفظته الإلكترونية التي تحتوي على رصيد كبير من عملة البيتكوين.

التفاصيل التي نشرتها الشرطة تروي فصولًا مروعة من الحادث، حيث تعرض كارتوران للضرب المبرح، كما تم تهديده بمنشار كهربائي خلال فترة احتجازه. 

وتمكن الضحية من الفرار بشق الأنفس يوم الجمعة الماضي، حيث وصل إلى شرطي مرور وهو في حالة جسدية ونفسية مزرية، حافي القدمين ومغطى بالجروح.

المثير في القضية أن جميع أطرافها – المتهمين والضحية – ينتمون إلى عالم العملات الرقمية والاستثمارات عالية المخاطر. وتشير المعطيات الأولية إلى أن خلافات مالية حادة نشبت بينهم، خصوصًا بشأن أرباح استثمارية وسرية الحسابات، ما أدى إلى تفكك الشراكة وتحوّلها إلى صراع دموي.

القضية، التي وصفتها بعض وسائل الإعلام الأمريكية بأنها "أخطر جريمة رقمية في نيويورك خلال العقد الأخير"، ما زالت في مراحل التحقيق، وسط توقعات بمزيد من المفاجآت حول الشبكة المعقدة التي تقف وراءها.