الثلاثاء، 17 يونيو 2025

12:59 ص

أكثر موجات تسونامي تدميرًا في العصر الحديث

الإثنين، 16 يونيو 2025 03:31 ص

محمد عماد

موجات التسونامي

موجات التسونامي

تعد موجات التسونامي من أعنف الكوارث الطبيعية وأكثرها ترويعًا، فهي لا تمنح ضحاياها سوى لحظات قليلة قبل أن تجتاح اليابسة بسرعة وقوة مدمرة، مخلّفة وراءها مشاهد من الفقد والدمار لا تُنسى. ورغم التطور الكبير في تقنيات الرصد والإنذار المبكر، لا تزال بعض دول العالم عرضة لهذه الكوارث، خاصة في المناطق الساحلية ذات النشاط الزلزالي العالي.

شهد العالم منذ بداية القرن العشرين وحتى اليوم العديد من موجات التسونامي التي سجلت أرقامًا قياسية في عدد الضحايا والخسائر الاقتصادية، وتغيّرت على إثرها سياسات الإنذار، وأُنشئت أنظمة مراقبة جديدة للحد من حجم الكوارث في المستقبل.

فيما يلي أبرز خمس موجات تسونامي تركت بصمتها في التاريخ الحديث:

تسونامي ألاسكا – هاواي (1946)

ووفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية (NOAA)، فإن زلزالًا قويًا بلغت شدته 8.6 درجات على مقياس ريختر ضرب جزر ألوشيان في ألاسكا في الأول من أبريل عام 1946. تسبب الزلزال في موجات تسونامي ضخمة اجتاحت جزر هاواي دون سابق إنذار، ما أدى إلى مقتل 165 شخصًا، معظمهم في هاواي.

بلغ ارتفاع بعض الأمواج أكثر من 40 مترًا، ودمرت قرى بأكملها. وكانت هذه الكارثة السبب المباشر في تأسيس أول نظام إنذار مبكر للتسونامي في المحيط الهادئ عام 1949.

تسونامي تشيلي (1960)

وطبقا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية (USGS)، وقع في الثاني والعشرين من مايو عام 1960 زلزال هو الأقوى في التاريخ الحديث، بقوة 9.5 درجات، ضرب الساحل الجنوبي لتشيلي. أدى الزلزال إلى موجات تسونامي مدمرة عبرت المحيط الهادئ، لتصل إلى سواحل هاواي، اليابان، كاليفورنيا، ونيوزيلندا.

أسفرت الكارثة عن مقتل أكثر من ألفي شخص، وتشريد مئات الآلاف، وتدمير قرى وموانئ في أكثر من سبع دول.

تسونامي الفلبين (1976)

وبحسب المركز الفلبيني للزلازل والبراكين (PHIVOLCS)، وقع زلزال مدمر بقوة 8.0 درجات في جزيرة مينداناو جنوب الفلبين ليلة 16 أغسطس 1976. وتسبب الزلزال في موجات تسونامي مفاجئة اجتاحت سواحل خليج مورو بينما كان السكان نيامًا، مما أسفر عن مقتل ما يزيد على 8000 شخص، وتشريد حوالي 90 ألف آخرين.

تسونامي بابوا غينيا الجديدة (1998)

ووفقًا لتقارير هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية ومجلة "تسونامي الدولية"، ضرب زلزال صغير نسبيًا بلغت شدته 7.1 درجات الساحل الشمالي لبابوا غينيا الجديدة في 17 يوليو 1998. وعلى الرغم من ضعف قوته، فإن انزلاقات أرضية تحت قاع البحر تسببت في موجات تسونامي بلغ ارتفاعها 15 مترًا.

دمرت الموجات ثلاث قرى ساحلية بالكامل، وتوفي أكثر من 2100 شخص خلال دقائق.

 

 

تسونامي المحيط الهندي – إندونيسيا (2004)

ووفقًا لتقارير الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الصليب الأحمر، فإن كارثة تسونامي المحيط الهندي عام 2004 تُعد واحدة من أكثر الكوارث الطبيعية فتكًا في العصر الحديث. ففي يوم 26 ديسمبر من ذلك العام، وقع زلزال هائل بلغت شدته ما بين 9.1 و9.3 درجات قبالة ساحل جزيرة سومطرة الإندونيسية.

تشكلت موجات تسونامي عاتية بسرعة تزيد على 800 كيلومتر في الساعة، واجتاحت سواحل 14 دولة. وأسفرت الكارثة عن مقتل أكثر من 230 ألف شخص، كان لإندونيسيا النصيب الأكبر من الضحايا بأكثر من 167 ألف قتيل.

أثبتت الكوارث السابقة أن التسونامي قد ينتج عن زلازل عنيفة، أو حتى متوسطة القوة في حال ترافقت مع انزلاقات أرضية تحت الماء. كما كشفت ضعف الاستجابة في العديد من الدول النامية، وغياب أنظمة الإنذار، وافتقار السكان للوعي بخطورة الظاهرة

 

ورغم التقدم التكنولوجي في أنظمة الرصد وتحليل الزلازل، تبقى التوعية المجتمعية وسرعة الاستجابة من أهم وسائل المواجهة. الكارثة لا تنذر قبل وقوعها، لكن الاستعداد لها يمكن أن يصنع الفارق بين الحياة والموت.

search