الأربعاء، 25 يونيو 2025

09:42 م

بريطانيا : لم نشارك في الضربات الأميركية ضد إيران

الأحد، 22 يونيو 2025 11:50 ص

محمد عماد

ايران

ايران

في أعقاب الضربات الجوية الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية فجر الأحد 22 يونيو، أكدت بريطانيا أنها لم تكن طرفًا في هذه العملية العسكرية، لكنها أُبلغت بها مسبقًا من الجانب الأميركي، وفق ما أعلنه وزير التجارة البريطاني جوناثان رينولدز في تصريحات رسمية لشبكة "سكاي نيوز" البريطانية.

وأوضح رينولدز أن لندن لم تتلقَّ أي طلب أميركي بشأن استخدام قاعدة "دييغو غارسيا"، التي تعد واحدة من أهم القواعد العسكرية المشتركة بين الولايات المتحدة وبريطانيا في المحيط الهندي. وأشار إلى أن الحكومة البريطانية تتابع عن كثب التطورات المتسارعة، وأن رئيس الوزراء كير ستارمر يواصل مشاوراته مع الحلفاء بهدف احتواء التصعيد وتجنب انزلاق الأوضاع في الشرق الأوسط إلى مواجهات أوسع.

في سياق متصل، شدد رئيس الوزراء البريطاني على أهمية عودة طهران إلى طاولة المفاوضات، محذرًا من أن البرنامج النووي الإيراني لا يزال يشكل تهديدًا جديًا على الأمن العالمي. وفي بيان نقلته وكالة "بي إيه ميديا"، قال ستارمر: "لا يمكن السماح لإيران بتطوير سلاح نووي. لقد نفذت الولايات المتحدة عملًا عسكريًا لتقليص هذا التهديد، لكن الوضع في المنطقة لا يزال هشًا، واستقرار الشرق الأوسط يمثل أولوية قصوى لبريطانيا".

وكشفت مصادر حكومية مطلعة أن رئيس الوزراء ووزير الخارجية ديفيد لامي بذلا جهودًا دبلوماسية مكثفة خلال الأيام الماضية لإيجاد بدائل سياسية للحل العسكري، انطلاقًا من قلق لندن العميق من أن تؤدي أي خطوات تصعيدية إلى تقويض الاستقرار الإقليمي، وفتح المجال أمام صراعات جديدة تهدد المصالح الدولية.

التحرك البريطاني يعكس رغبة واضحة في التماهي مع التحالف الغربي دون الانخراط المباشر في العمل العسكري، خاصة في ظل وجود حكومة بريطانية جديدة تسعى إلى ترسيخ مكانتها الدبلوماسية عالميًا، وتحقيق توازن دقيق بين المصالح الأمنية والالتزامات الأخلاقية.

وفي وقت تتصاعد فيه المخاوف من اتساع رقعة المواجهة بين طهران وواشنطن، تبقى مواقف العواصم الغربية ـ وعلى رأسها لندن ـ محكومة بمعادلة معقدة تجمع بين الردع والدبلوماسية، وسط دعوات دولية متزايدة لضبط النفس، واستئناف المسار التفاوضي بشأن البرنامج النووي الإيراني.

search