الثلاثاء، 24 يونيو 2025

01:29 ص

مؤسس تليجرام يوزع ثروة بـ17.1 مليار دولار لأكثر من 100 طفل في 12 دولة

الإثنين، 23 يونيو 2025 04:23 م

محمد عماد

بافيل دوروف، مؤسس تطبيق "تيليجرام"

بافيل دوروف، مؤسس تطبيق "تيليجرام"

أعلن بافيل دوروف، مؤسس تطبيق "تيليجرام" وأحد أبرز الشخصيات في عالم التكنولوجيا الرقمية، أنه قرر توزيع ثروته البالغة 17.1 مليار دولار على أكثر من 100 طفل، من بينهم ستة أبناء رسميين والباقون وُلدوا عبر تبرعه بالحيوانات المنوية على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية في خطوة غير مسبوقة تكشف عن فلسفة شخصية فريدة تجمع بين العمل الإنساني والنظرة الليبرالية للحياة،   .

وجاءت تصريحات دوروف، البالغ من العمر 40 عامًا، خلال مقابلة حصرية نشرتها مؤخرًا صحيفة "لو بوان" الفرنسية، حيث كشف خلالها عن تفاصيل وصيته الجديدة، مؤكدًا أنه لا يفرّق بين أبنائه سواء أكانوا من صلبه عبر علاقات طبيعية أو من خلال تبرعاته البيولوجية، قائلاً:

"لا أميز بين أبنائي، سواء وُلدوا بطريقة تقليدية أو عبر التبرع، فجميعهم يحملون جزءًا مني، وجميعهم لهم الحقوق ذاتها. لا أريد لعالم ما بعد وفاتي أن يصنّفهم أو يفرّق بينهم".

أكثر من 100 طفل في 12 دولة

ووفقًا لمجلة فورتشن الأميركية، ساهمت تبرعات دوروف في ولادة أكثر من 100 طفل في 12 دولة مختلفة، ما جعل قراره بتحويلهم إلى ورثة رسميين لثروته محط اهتمام عالمي. وتُقدّر مجلة فوربس الأميركية صافي ثروته بـ 17.1 مليار دولار، ما يعني أن عدداً كبيراً من هؤلاء الأطفال قد يصبحون من أصحاب الملايين في المستقبل.

ورغم هذه الثروة الطائلة، أكد دوروف أن أمواله لن تكون متاحة لأبنائه مباشرة بعد وفاته، بل سيتم تجميدها لمدة 30 عامًا، موضحًا أنه يريد أن ينشأ أبناؤه "كأشخاص عاديين"، وأن يعيشوا تجارب الحياة بصدق واستقلالية دون الاعتماد على أموال موروثة.

وقال في هذا السياق:

"أريدهم أن يتعلموا الاعتماد على النفس، وأن يثقوا بقدراتهم ويطوّروا إبداعهم بعيدًا عن سلطة المال، لأن الثروة المبكرة تفسد الطموح وتقتل الحاجة إلى التجربة".

تيليجرام... ومنصة بلا حدود

دوروف، المولود في روسيا، أسس تطبيق "تيليجرام" في عام 2013 كمشروع شخصي يستهدف إنشاء منصة مراسلة مشفّرة وآمنة، وقد توسّعت المنصة بشكل كبير لتصبح واحدة من أكثر تطبيقات التواصل استخدامًا في العالم، بأكثر من مليار مستخدم نشط حتى اليوم.

وبفضل سياسته القائمة على حرية التعبير وحماية الخصوصية، أصبح التطبيق ملاذًا للناشطين والصحفيين والمستخدمين العاديين حول العالم، لكنه في الوقت نفسه تعرّض لانتقادات شديدة من بعض الحكومات، كان آخرها اتهامات فرنسية في 2024 بشأن استغلال التطبيق في أنشطة غير قانونية مثل الاتجار بالمخدرات والاعتداءات الجنسية، وهي اتهامات نفى دوروف علاقتها بمنصته، معتبرًا أن "منصات مفتوحة لا يمكنها السيطرة الكاملة على سلوك كل مستخدم".

إرث أخلاقي أم وصية مالية؟

قرار دوروف بضم أكثر من 100 طفل — بينهم من لا يعرفهم شخصيًا — إلى وصيته، يثير جدلًا عالميًا حول مفاهيم الأبوة والوراثة والانتماء في عصر ما بعد البيولوجيا. فالرجل لا يرى أن الإنجاب التقليدي هو وحده ما يمنح الإنسان صفة "الأب"، بل يؤمن بأن العطاء الإنساني — ولو عبر التبرع — يحمّل صاحبه مسؤوليات أخلاقية لا تقل عن تلك التي تأتي عبر الروابط العائلية المعهودة.

وفي زمن تعيد فيه التكنولوجيا صياغة مفاهيم القرب والنسب والملكية، يقدّم بافيل دوروف نموذجًا مثيرًا، يجمع بين روح ريادة الأعمال ورغبة واضحة في التأثير الإنساني على العالم، ليس فقط عبر تطبيقه الشهير، بل من خلال وصية قد تغيّر حياة أكثر من 100 إنسان — وربما تغيّر أيضًا نظرة المجتمعات إلى معنى العائلة والميراث.

search