دراسة: 6 نصائح طبية للحفاظ على الأسنان مدى الحياة

في ظل تزايد الاهتمام بصحة الإنسان وجودة حياته في المراحل المتقدمة من العمر، يُسلّط تقرير حديث لشبكة "فوكس نيوز" الأميركية الضوء على صحة الفم والأسنان لدى كبار السن، موضحًا أن فقدان الأسنان ليس حتميًا مع التقدم في السن، بل يمكن الوقاية منه والاحتفاظ بابتسامة صحية حتى بعد سن السبعين، بشرط اتباع العناية السليمة والوقائية المناسبة.

وبحسب التقرير، فإن الإحصائيات تشير إلى أن واحدًا من كل خمسة أشخاص فوق سن 75 عامًا فقدوا جميع أسنانهم، ما يشير إلى أزمة صامتة في رعاية صحة الفم لدى كبار السن، رغم تطور الخدمات الطبية.

أمراض اللثة: الخطر الصامت الذي يهدد الأسنان

تشير الرابطة الأميركية للمتقاعدين إلى أن نحو ثلث الأشخاص فوق سن 65 يعانون من أمراض اللثة، وهي أحد أبرز الأسباب المؤدية إلى فقدان الأسنان. وتُعد أعراض مثل نزيف اللثة، وتراجعها، والحساسية عند تناول الطعام، مؤشرات مبكرة لمشكلات أكبر.

وفي تصريح للدكتورة "أوتشينا أكوسا"، إحدى المشاركات في إعداد التقرير، حذّرت من خطورة إهمال تلك الأعراض، قائلة:

"حتى إذا لم تفقد أسنانك، فإن أمراض اللثة تحد من قدرتك على المضغ وتؤثر سلبًا على التغذية، ما قد يقود إلى سوء التغذية لدى كبار السن".

وأكدت أكوسا أن إهمال العلاج قد يؤدي إلى تلف العظام التي تدعم الأسنان، مما يفاقم المشكلات ويجعل الاستعاضة عن الأسنان المتساقطة أكثر تعقيدًا.

6 نصائح ذهبية للحفاظ على الأسنان بعد الستين

وفقًا لما ورد في التقرير، يوصي خبراء صحة الفم بالنقاط التالية:

استخدام فرشاة أسنان كهربائية، وتنظيف الأسنان مرتين يوميًا لمدة دقيقتين.

الاعتماد على غسولات الفم المطهرة، والمخصصة للعناية باللثة.

استشارة طبيب الأسنان عند ظهور أعراض مثل النزيف أو الحساسية.

إجراء الفحوصات الدورية كل 6 أشهر على الأقل.

الابتعاد عن التدخين واستبداله بعادات صحية، مثل العلكة الخالية من السكر أو حلوى تحتوي على مادة "زيليتول".

شرب كميات وفيرة من الماء لتفادي جفاف الفم.

جفاف الفم… خطر متزايد مع تقدم السن

أفادت الرابطة الأميركية للمتقاعدين بأن 60% من كبار السن يعانون من جفاف الفم، نتيجة تناول أدوية تقلل من إفراز اللعاب. هذا الجفاف يزيد من فرص الإصابة بالتسوس وأمراض اللثة، ما يستوجب تعويض الرطوبة بالفم عبر شرب الماء بانتظام واستخدام غسولات فموية مرطبة.

التصوير بالأشعة… تشخيص أدق للمشكلات المخفية

يشير التقرير إلى أهمية التصوير ثلاثي الأبعاد والفحوصات الرقمية في الكشف عن مواقع الالتهاب، وأوضاع الفك، وأسباب الألم، مما يساعد في التدخل العلاجي المبكر وتفادي فقدان الأسنان بشكل غير ضروري.

معضلة التأمين الصحي

من أبرز المعوقات التي تواجه كبار السن هي قصور أنظمة التأمين الطبي في تغطية خدمات الأسنان بالكامل، ما يدفع الكثيرين لتجاهل الفحص الدوري حتى تتفاقم الحالة. ويوصي الخبراء بضرورة البحث عن برامج تأمين بديلة أو الاستفادة من العيادات منخفضة التكلفة التي تقدم خدمات وقائية بأسعار معقولة.

تجميل أم صحة؟ الحقيقة خلف تبييض الأسنان

ينبه الدكتور "فراي"، أخصائي طب الأسنان، إلى أن التقدم في العمر لا يعني قبول الأسنان المتآكلة أو الباهتة، حيث يشير إلى أن:

"تبييض الأسنان ليس مجرد إجراء تجميلي، بل هو وسيلة لاستعادة الثقة بالنفس والصحة العامة".

خلاصة التقرير

يبعث هذا التقرير برسالة واضحة: العناية بالأسنان في الكبر ليست رفاهية، بل ضرورة صحية. ويمكن الحفاظ على الأسنان الطبيعية حتى سن متقدمة، ما دامت الوقاية والاهتمام المبكر هما القاعدة. وبينما يتجه الطب إلى مزيد من التخصص في رعاية كبار السن، فإن صحة الفم يجب أن تحظى بالأولوية، ليس فقط من أجل الشكل، بل من أجل نوعية الحياة الكاملة.