الخميس، 31 يوليو 2025

02:37 ص

فيضانات تكساس المدمرة: مقتل 24 شخصًا وفقدان فتيات بمخيم صيفي

السبت، 05 يوليو 2025 01:53 م

محمد عماد

فيضانات تكساس

فيضانات تكساس

 اجتاحت عواصف رعدية عنيفة وأمطار غزيرة جنوب وسط الولاية، مما أدى إلى سيول مدمرة على طول نهر غوادالوبي في واحدة من أسوأ الكوارث الطبيعية التي تضرب ولاية تكساس الأميركية خلال السنوات الأخيرة، تسببت بمقتل ما لا يقل عن 24 شخصًا، إلى جانب فقدان أكثر من 20 فتاة كنّ ضمن مخيم صيفي للأطفال. الحدث المفجع أعاد فتح ملف قدرة التكنولوجيا والأنظمة الذكية على التنبؤ بالكوارث المناخية المفاجئة، ومدى جاهزية الولايات المتحدة لمواجهة متغيرات الطقس المتطرفة التي تزداد حدة وتكرارًا بفعل التغير المناخي العالمي.

"حدث أسرع مما يمكن للرادار استيعابه"

رئيس بلدية كيرفيل، دالتون رايس، أعلن خلال مؤتمر صحفي أن الفيضانات ضربت المنطقة "قبل الفجر مباشرة، بشكل مباغت وسريع جدًا، لدرجة أن أجهزة الرصد لم تتمكن من إصدار تحذيرات في الوقت المناسب"، مضيفًا: "حتى أنظمة الرادار فشلت في التقاط سرعة تطور الحدث. نحن نتحدث عن كارثة حصلت في أقل من ساعتين". في هذه الأثناء، أعلنت إدارة الأرصاد الجوية الوطنية حالة طوارئ مناخية عاجلة، بعد أن سجلت المنطقة هطول أمطار تجاوزت 30 سنتيمترًا في بعض المواقع، ما أدى إلى ارتفاع مفاجئ في منسوب نهر غوادالوبي بثمانية أمتار خلال 45 دقيقة فقط – وهو رقم مذهل بمقاييس الهيدرولوجيا.

مأساة في المخيم الصيفي

من بين أكثر القصص إيلامًا التي أفرزتها الفيضانات، كانت الكارثة التي طالت مخيمًا صيفيًا للأطفال كان يضم أكثر من 700 طفل لحظة اجتياح السيول المنطقة. وقال نائب حاكم ولاية تكساس، دان باتريك، إن "23 فتاة لا تزال في عداد المفقودين، بينما تم إنقاذ غالبية الأطفال والمشرفين"، إلا أن الوصول إليهم في اللحظات الأولى كان مستحيلًا، بسبب تدمير الطرق وارتفاع منسوب المياه. ولفت إلى أن السيول حدثت حوالي الساعة الرابعة صباحًا بالتوقيت المحلي، عندما كان معظم الأطفال نائمين، ما صعّب جهود الإجلاء والتنبيه.

التقنية تحاول اللحاق بالكوارث

ورغم التحذيرات المناخية المستمرة، إلا أن الفيضانات كشفت مجددًا عن فجوة واضحة بين تطور التكنولوجيا المناخية من جهة، وبين قدرة الحكومات المحلية على استخدامها الفوري بفعالية من جهة أخرى. ورغم إرسال السلطات 14 طائرة هليكوبتر ومئات من رجال الإنقاذ، إلى جانب نشر عشرات الطائرات المسيّرة (الدرونز) فوق مناطق الفيضانات، فإن سرعة الحدث تجاوزت جاهزية التقنيات المستخدمة.

ويؤكد خبراء المناخ والتقنيات المناخية أن ما حصل في كيرفيل هو "درس صارخ" لحتمية دمج أنظمة الذكاء الاصطناعي والتحليلات البيئية الفورية في بنية الإنذار المبكر، بحيث تتمكن الأجهزة من رصد الأنماط الجوية غير التقليدية قبل أن تتحول إلى كوارث. ويطالب باحثون بضرورة ربط محطات الرصد بالمستشعرات الذكية على الأرض، وأنظمة السحاب الاصطناعي، والتعلم الآلي لتقليل زمن التنبؤ والاستجابة.

تهديد مستمر في تكساس

المخاوف لم تنته بعد، حيث أكدت السلطات أن "التهديد لا يزال قائمًا"، في ظل توقعات بهطول المزيد من الأمطار خلال الـ48 ساعة المقبلة، في مناطق تمتد من سان أنطونيو إلى واكو، مرورًا بوسط وغرب تكساس. وقال نائب الحاكم باتريك: "حتى الهطولات الخفيفة قد تتسبب بمزيد من الفيضانات في ظل التشبع الكامل للتربة بالمياه، ونحذر السكان من التنقل أو الاقتراب من مجاري الأنهار".

إعادة التفكير في البنية التحتية والذكاء المناخي

تعيد هذه المأساة تسليط الضوء على الحاجة الملحة لتحديث البنية التحتية الأميركية، ليس فقط من حيث القدرة على الصمود أمام الكوارث، بل أيضًا في ما يتعلق بتكامل التقنية ضمن أنظمة إدارة الطوارئ. ويطالب خبراء بتخصيص ميزانيات أكبر لتطوير أدوات التنبؤ، واعتماد أجهزة استشعار موزعة ومتصلة بذكاء صناعي قادر على اتخاذ قرارات فورية وتنبيه السكان قبل أن تقع الكارثة.

للمزيد من تقارير وملفات و أخبار العالم علي المصري الآن

search