الإثنين، 14 يوليو 2025

05:37 ص

"أبو البنات".. كيف تحدث المخرج سامح عبد العزيز عن ألم فقدان الأب؟

السبت، 12 يوليو 2025 02:10 م

سامح عبد العزيز وبناته

سامح عبد العزيز وبناته

خيم الحزن على الوسط الفني المصري صباح السبت 12 يوليو 2025، بعد الإعلان المفاجئ عن وفاة المخرج الكبير سامح عبد العزيز، إثر تعرضه لوعكة صحية مفاجئة، لم تمهله طويلاً.

كان الخبر صادمًا لجمهوره وزملائه من الفنانين والمخرجين، الذين نعوه بكلمات مؤثرة، مشيرين إلى حجم الفقد الذي لحق بالمشهد الفني المصري برحيل أحد أبرز صناع الصورة والإحساس.

فنان بحجم الحكاية.. و"أبو البنات"

عرف سامح عبد العزيز بلقب "أبو البنات"، وهو اللقب الذي التصق به داخل الوسط الفني وخارجه، نظرًا لارتباطه العاطفي العميق ببناته الأربع. في بداية حياته الأسرية، تزوج من الإعلامية داليا فرج، شقيقة الفنان تامر فرج والمخرج وائل فرج، وأنجب منها ثلاث بنات هن: حبيبة، ودليلة، وجميلة، وكان كثيرًا ما يعبّر عن حبه وارتباطه الشديد بهن، عبر لقاءاته وتصريحاته على مواقع التواصل الاجتماعي.

لاحقًا، تزوج من الفنانة روبي، في علاقة شغلت الجمهور والإعلام وقتها، ورُزق منها بابنتهما طيبة، قبل أن ينفصلا في هدوء، مع استمرار العلاقة الطيبة بينهما. وبالرغم من انفصالهما، ظل حريصًا على التواجد في حياة طيبة ومساندتها.

منشور الوداع.. كلمات تقطر وجعًا

قبل رحيله بأيام قليلة فقط، نشر سامح عبد العزيز على حسابه الرسمي بموقع "فيسبوك" منشورًا لافتًا، تحدّث فيه عن تجربة الفقد، وتحديدًا عن مشاعر من يفقد والده، وهو ما اعتبره كثيرون بمثابة "رسالة وداع مبكر" أو "إحساس داخلي بالرحيل القريب".

قال في كلماته المؤثرة: “وفاة أبوك بيطفيك.. هتكمل حياتك آه، بس دايمًا هتحس إن فيه حاجة ناقصة، فيه مكالمة تليفون ناقصة، فيه فرحة ناقصة، فيه صورة ناقصة، فيه سند ناقص... حتى الزعل بيكون ناقص.”

وأضاف: “وهتلاقي نفسك بتفتكره دايمًا... وهتفهم المعنى الحرفي لكلمة قلب موجوع.. ربنا يرحمك يا حبيبي ويجعل مثواك الجنة، اللهم آمين.”

الكلمات لم تكن مجرد وصف لمشاعر عامة، بل بدت وكأنها صدى لصوت داخلي يترقب النهاية، ويراجع العلاقات والدعوات والمواقف بصمت وألم.

مشوار فني لا يُنسى

ولد سامح عبد العزيز عام 1976، وكان من أبرز المخرجين المصريين الذين تركوا بصمتهم على الشاشة، سواء في السينما أو الدراما التلفزيونية. 

امتلك رؤية إخراجية خاصة به، حيث استطاع المزج بين الكوميديا والواقعية، وكان دائمًا يبحث عن عمق في كل مشهد، مهما كان بسيطًا.

أخرج العديد من الأعمال الناجحة، من بينها أفلام حصدت نسب مشاهدة عالية، ومسلسلات ناقشت قضايا اجتماعية بجرأة، وشاركت في تشكيل وعي جيل كامل من المشاهدين. 

كان يؤمن بأن المخرج هو "عين الجمهور داخل العمل"، ولهذا لم يرضَ يومًا بأن يكون مجرد منفذ، بل كان شريكًا في التفاصيل والإحساس والإبداع.

زملاؤه ومحبوه أجمعوا على أنه لم يكن مجرد مخرج، بل إنسان نبيل، صادق، عفوي، وصاحب قلب كبير، وكان دائم الحضور في كواليس أعماله بروحه المرحة وعلاقاته الطيبة مع الجميع.

وداع فني حزين.. ولكن الإرث باقٍ

برحيله، فقدت الساحة الفنية واحدًا من مخرجي الصف الأول، ممن صنعوا لأنفسهم أسلوبًا خاصًا ومكانة لا تُعوض بسهولة. لكن يبقى إرثه الفني حيًّا، وأعماله شاهدة على موهبة استثنائية صنعت البهجة، ولامست القلوب، واستدعت التفكير، وظلت حاضرة في ذاكرة الجمهور العربي.

رحل سامح عبد العزيز في صمت، ولكن ذكراه ستظل تروي للأجيال القادمة قصة فنان أحب الحياة والفن والبنات الأربع، وترك وراءه صورًا مكتملة، ومشاعر ناقصة، ومكانًا كبيرًا يصعب ملؤه.

إقرأ أيضاً:

أحمد فهمي يكشف إمكانية زواجه مرة ثانية

منى الشاذلي تريند جوجل بعد كشف تفاصيل أزمة لوحات الرسّامين الأربعة مع مها الصغير

search