شيخ الأزهر يدعو إلى منهج موحد للغة العربية والتاريخ العربي يُدرَّس في جميع الدول العربية

الخميس، 17 يوليو 2025 10:37 ص

السيد الطنطاوي

شيخ الأزهر ود. محمد ولد أعمر

دعا فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إلى اتفاق على منهج مشترك وموحد للغة العربية والتاريخ العربي، يُدرَّس في كل البلاد العربية، مؤكدا أن تدريس التاريخ العربي بتوجهات مختلفة في كل دولة، أثَّر على وحدة الجسد العربي وعلى قضايا الأمة العربيَّة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي تبدو غائبة عن مناهج كثير من الدول، أو تُطرح بشكل مختزل لا يليق بمكانتها التاريخية سخيَّة في مناهج بعض الدول الأخرى، بينما نرى على الطرف الآخر يُعلِّمون أولادهم تاريخهم المزيف منذ الصغر، وحذر فضيلته من تراجع مؤشرات تعليم اللغة العربية بوتيرة مقلقة وغير مسبوقة، والذي بات يمثل تحديًا كبيرًا.

جاء ذلك خلال استقبال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، أمس الأربعاء، بمشيخة الأزهر، الدكتور محمد ولد أعمر، مدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو)؛ لبحث سبل تعزيز التعاون الثقافي والتعليمي في العالم العربي.
وأكد فضيلته، على أهمية وضرورة تناول المناهج الدراسية في الوطن العربي لواقع أمتنا؛ حتى ينشأ الطلَّاب مرتبطين بقضايا الأمة، حاملين همومها، محذرًا من خطورة غزو التعليم الأجنبي للمجتمعات العربية، وسيطرته على عقول أبنائنا الطلاب، وتأثيره على مدى انتماء هذه الأجيال للثقافة العربية، واعتزازهم بالحضارة الإسلامية، لافتًا إلى أن الأزهر الشريف استشعر خطورة هذا الأمر؛ فأنشأ مراكز لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها حول العالم؛ حفاظًا على ارتباط المسلمين بلغتهم وهُويتهم.

إطلاق نظام مرجعي للغة العربية؛ على غرار اختبار "التويفل" في اللغة الإنجليزية واللغات الأخرى

كما أعرب الدكتور محمد ولد أعمر، عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر، وتقديره العميق لدور الأزهر الشريف في الحفاظ على اللغة العربية ونشرها، مؤكدًا أن الأمل معقود على التعليم الجيِّد، ومدى قدرة المدارس في استعادة دورها في تحصين النشء والشباب، وتثقيفهم بأمور دِينهم، وربطهم بثقافتهم الأصيلة، مؤكدا أن العولمة التعليمية باتت تهدد خصوصية التعليم في الدول العربية، فضلًا عن الضغط على الدول وبخاصة الفقيرة بالتحكم في تعليمها في مقابل ما تتلقاه من دعم.

وقال إنه في إطار هذه العولمة تم تخفيف بعض المناهج ومراجعتها، وفق معايير كونية القيم التي يدافعون عنها.

وأوضح أنَّ المنظمة تسعى إلى التعاون مع الأزهر في إطلاق نظام مرجعي للغة العربية؛ على غرار اختبار "التويفل" في اللغة الإنجليزية واللغات الأخرى، إضافة إلى تنسيق بعض المنح الدراسية التي يوفرها الأزهر للطلاب الوافدين، والتوسع في التعاون العلمي والأكاديمي، والاتفاق على مشروعات علمية يتم تنفيذها بين جامعة الأزهر والجامعات المناظرة في عالمنا العربي.