الأحد، 27 يوليو 2025

07:14 م

علاء ثابت مسلم يكتب: سماعة في ودنه.. وشهادة في جيبه!

الأحد، 27 يوليو 2025 02:24 م

علاء ثابت مسلم

علاء ثابت مسلم

في الزمن الجميل، كان النجاح له طعم.. طعم السهر، والمجهود، وورق المراجعة اللي شكله مهترئ من كتر التقليب.

أما اليوم؟ فأصبح النجاح له "صوت"... صوت في ودن الطالب، بيهمس بالإجابة في ودان الغشاش، بصوت صافي وجودة HD!

نعم، نحن أمام جيل جديد من الطلبة، جيل "السماعة الذكية"، اللي ممكن يدخل طب وهو مش عارف يفرق بين الكبد والكُلى، بس عارف يتعامل مع تاجر السماعات كويس جدًا!

المدرسة بقت مجرد مبنى عبور، والتعليم أصبح "لعبة صبر" بين اللي بيذاكر بجد، واللي بيشحن السماعة قبل الامتحان.

الغشاش بيدخل اللجنة ومعاه سماعة بحجم ذرة رز، وخرج منها بشهادة بتقول إنه نابغة، بينما الطالب المجتهد بيخرج محبط وبيسأل: “هو أنا الغلطان إني ما غشيتش؟!”

الوزير… هل تسمعنا؟

معالي الوزير، قبل ما تفرض أعمال سنة على طلاب الإعدادية وتجبرهم على الحضور، اسمع صرخة الطالب اللي فقد الأمل.

قبل ما تعاقب الغياب، شوف اللي بيحضر وبيكره كل دقيقة…

قبل ما تطلب تقييمات، راجع المنصات اللي مليانة واجبات محفوظة الكل بيكوبي وبيست، وبتسميها "تقييم عادل"!

هو ده التعليم اللي المفروض نحبه؟!

الطالب دلوقتي بيذاكر علشان ما يتعاقبش… مش علشان يفهم!

والمدرس بيدوّر على طريقة يخلّص الحصة بسرعة، مش علشان يشرح، لكن علشان ينجو من روتين المقررات.

فأين المتعة؟ أين الاكتشاف؟ أين الهدف؟!

هل الحل صعب؟ أبدًا!

بدال أعمال السنة اللي الطالب بيحفظها من على المنصة، خلّيه يعرض مشروع عملي بسيط من تفكيره.

بدال الحشو اللي في المنهج، قلّل وركّز على الفهم مش الحفظ.

وبدال ما نطارد الغش بالتفتيش، خلي جزء من الامتحان شفهي... وخليه يتكلم بلسانه بدل ما يسمع بودنه!

التعليم مش سباق سماعات، ولا حفلة تقييمات جاهزة من على النت.

ولو ما سمعناش صوته النهارده، بكرة هنبص حوالينا نلاقي دكاترة مش عارفين يشخّصوا، ومهندسين بيقروا المخططات بالمقلوب.

فهل ننتظر لحد ما تبقى "السماعة" أقوى من "المعلم"؟

search