الأربعاء، 30 يوليو 2025

02:10 ص

تانيا قسيس تنعى زياد الرحباني وتعيد إحياء أغنيتين من أرشيفه

الثلاثاء، 29 يوليو 2025 12:31 ص

تانيا قسيس

تانيا قسيس

حرصت الفنانة اللبنانية تانيا قسيس على نعي الموسيقار الكبير زياد الرحباني، الذي وافته المنية مؤخرًا، وذلك من خلال رسالة مؤثرة وفيديو غنائي خاص قدمت فيه اثنتين من أشهر أغنياته، في مبادرة تحمل في طياتها الكثير من الوفاء والعرفان لمسيرة فنية أثّرت في أجيال من الفنانين والموسيقيين في لبنان والعالم العربي.

وما زاد من رمزية الموقف، أن لحظة وداع زياد الرحباني تزامنت مع تاريخ عيد ميلاد تانيا قسيس، لتتحول هذه المناسبة الخاصة بها إلى لحظة تأمل واستحضار لإرث فني عظيم، فاختارت أن تستقبل يوم ميلادها بتقديم تحية موسيقية خالصة لروحه، مؤكدة بذلك أن الذاكرة لا تُخلّد فقط بالكلمات، بل بالموسيقى التي تتجاوز الزمان والمكان.

وقد قامت قسيس بإعادة أداء أغنيتين من أشهر ما قدّمه الرحباني خلال مسيرته الحافلة، وهما "شو بخاف" و"بتذكّرك بالخريف"، وهما مقتبستان أساساً عن أغنيتين عالميتين شهيرتين، The Autumn Leaves وManha de Carnaval، إلا أن زياد الرحباني، بحسب وصفها، لم يكن يترجم الأغاني فحسب، بل يعيد صياغتها ويضخّ فيها روحاً لبنانية خالصة، تمزج بين الشرق والغرب في تناغم فريد.

ونشرت الفنانة الفيديو عبر حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، وأرفقته برسالة وجدانية كتبت فيها:"في اليوم الذي وُلدتُ فيه، سوف نودّع للمرّة الأخيرة عملاقًا شكّل جزءًا من هويتي الفنية. أدائي لأغنيتَي 'بتذكّرك بالخريف' و'شو بخاف' هو طريقتي الخاصة لتكريمه. زياد الرحباني بنى جسورًا بين الشرق والغرب، تمامًا كما حاولتُ دائمًا أن أفعل في موسيقاي".

وأضافت في منشور آخر: "أتيت من خلفية موسيقية غربية، لكن من خلال أعمال زياد، اكتشفتُ كم يمكن للألحان العالمية أن تتجذّر في لغتنا العربية. لم يكن يترجم الأغاني، بل يعيد خلقها. يمنحها روحًا وعمقًا لبنانيًا أصيلًا. كل واحد منا، بطريقة أو بأخرى، يحمل شيئًا من زياد في داخله. وغدًا، سأحمله في صوتي وأغنيتي".

وتحمل هذه المبادرة من قسيس دلالات متعددة، فهي لا تُعبر فقط عن حزنها الشخصي لفقدان شخصية شكلت محطة مهمة في ذائقتها الفنية، بل تعكس أيضًا أهمية زياد الرحباني كأحد أعمدة الموسيقى العربية الحديثة، والذي نجح في تقديم مدرسة موسيقية متفردة مزجت بين الجرأة الفكرية، والرقي الموسيقي، والنقد الاجتماعي الساخر.

على الجانب الفني، تعيش تانيا قسيس حالياً فترة من النشاط الملحوظ والتألق، حيث خطفت مؤخراً بطاقة الترشح الرسمية في جوائز "الموريكس دور" ضمن فئتين، الأولى كأفضل أغنية عربية، والثانية عن أفضل فيديو كليب، وذلك عن أغنية "خليني معاك" التي أدتها باللهجة المصرية. العمل الذي تعاونت فيه مع الملحن المصري عمرو مصطفى، يُعد ثاني عمل يجمعهما معاً بعد أغنية "حكايتك فيا"، وحقق تفاعلاً واسعاً على منصات الاستماع والمشاهدة.

وتواصل قسيس بهذا الأداء المتميز والتكريم الموسيقي الحي تثبيت مكانتها كواحدة من أبرز الأصوات اللبنانية المعاصرة، التي تحرص على الموازنة بين الأصالة والتجديد، بين الجذور والانفتاح على العالم.

إقرأ أيضاً:

بسمة بوسيل لأول مرة بعد الطلاق: "مفيش واحدة بتبقى عايزة إن بيتها يتهد"

عمرو أديب ينعي زياد الرحباني: "عبقري لن يتكرر"

search