الأحد، 03 أغسطس 2025

09:48 م

علاء ثابت مسلم يكتب: هو إحنا رايحين على فين؟.. السيسي عنده الإجابة

الأحد، 03 أغسطس 2025 04:20 م

علاء ثابت مسلم

علاء ثابت مسلم

يشعر كثير من المصريين مؤخرًا، بنوع خاص من القلق، ليس بسبب حدث معين، وإنما بسبب شعور عام يطغى على تفاصيل الحياة اليومية، ويدفع الكثيرين للتساؤل: إلى أين نحن ذاهبون؟ ولأن هذا القلق لا ينبع من فراغ، فقد أصبح أمرًا يستحق التوقف عنده، لا لزيادة الحيرة، بل لفهمه ومواجهته بعقلانية وواقعية.

من الطبيعي أن يشعر المواطن المصري بالحيرة، في ظل ما يراه من تقلبات عالمية، وارتفاع في الأسعار، وتحديات معيشية متزايدة، إلا أن هذا القلق، وإن بدا مفهومًا، لا يجب أن يتحول إلى إحباط أو استسلام. ولعل ما يطمئن في هذا المشهد المربك، أن هناك قيادة سياسية مدركة تمامًا لنبض الشارع، وتعمل بوعي وجدية على التصدي لكل ما يهدد استقرار المواطن أو يُضعف ثقته في الغد.

ولعل أبرز من عبّر عن هذا الوعي هو الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي لم يكتفِ فقط بإطلاق المشروعات، بل أصرّ دومًا على مخاطبة المواطن بلسان صريح، يوضح فيه حجم التحديات، دون مبالغة أو تجميل، ويشرح خطوات الدولة، دون غموض أو تهرّب. وقد لمس المصريون بأنفسهم هذا التوجّه، سواء من خلال اللقاءات العامة، أو المداخلات التي تتم بشكل مباشر، والتي يظهر فيها الرئيس بشفافية لافتة، تجعل الجميع يشعر أن القيادة قريبة من الشارع، وتُدرك ما يدور داخله من تساؤلات وهموم.

وإذا كان الخوف من الغد شعورًا إنسانيًا طبيعيًا في مثل هذه الظروف التي تمر بها البلاد، فإن ما يميز المرحلة الحالية هو وجود إرادة سياسية حقيقية لا تكتفي بالتصريحات، بل تتحرك على الأرض. فالمبادرات المجتمعية، مثل "حياة كريمة"، والقرارات الاقتصادية الجريئة، والاهتمام بالمواطن محدود الدخل، كلها رسائل واضحة تقول إن الدولة لا تغضّ الطرف عن معاناة الناس، بل تواجهها بخطط مدروسة وبتكاتف مؤسساتها.

وعلى الرغم من كل ما يمر به المواطن من ضغوط، فإن قراءة المشهد بهدوء تُظهر أن مصر تسير في طريق إصلاح اقتصادي حقيقي، ربما يكون صعبًا في مراحله الأولى، لكنه ضروري من أجل بناء دولة قوية، قادرة على مجابهة الأزمات، دون أن تكون رهينة للظروف أو التبعية. وهذا ما أكده الرئيس أكثر من مرة حين قال إن ما يُبنى اليوم هو من أجل المستقبل، وإن مصر تستحق أن تتحمل هذه المرحلة كي تُحجز لها مكانة تستحقها إقليميًا ودوليًا.

ومن هنا، لا بد أن نتذكر دائمًا أن كل نهضة مرت بمرحلة قلق مشابهة، وأن الخوف ليس عيبًا، بل استسلامنا له هو ما يصنع الفشل. أما الثقة في الله، ثم في قيادتنا، وفي قدرتنا كشعب على التحمل والمشاركة، فهي وحدها الكفيلة بتحويل الخوف إلى دافع، والقلق إلى طاقة، والتحديات إلى إنجازات.

وإذا كانت الأزمات قد أرهقت النفوس، فإن وجود رئيس لا يغمض له جفن، ويسابق الزمن ليحمي بلده ويؤمن مستقبل شعبه، كفيل بأن يزرع فينا الطمأنينة من جديد. فحين تكون القيادة صادقة، والعمل جادًا، والتوجه وطنيًا، يصبح "بكره" ـ الذي يخشاه البعض ـ فرصة حقيقية لاختبار صلابة هذا الشعب، وحكمة من يقوده، وإرادة دولة لا تعرف التراجع.

search