الإثنين، 04 أغسطس 2025

04:58 م

الدول العشر الأكبر في احتياطيات الغاز الطبيعي

الإثنين، 04 أغسطس 2025 11:42 ص

محمد عماد

اكبر 10 دول في العالم في احتياطيات الغاز الطبيعي

اكبر 10 دول في العالم في احتياطيات الغاز الطبيعي

في عالم يتغير فيه ميزان القوى الطاقية بوتيرة متسارعة، لا يقتصر النفوذ على من يملك الثروة تحت الأرض فحسب، بل على من يحسن استغلالها وتوظيفها استراتيجياً. ومع تزايد أهمية الغاز الطبيعي كمصدر للطاقة النظيفة نسبيًا والبديل الأكثر استدامة للفحم والنفط، تُصبح احتياطيات الغاز الطبيعي عاملاً حاسماً في صياغة ملامح النظام الجيوسياسي العالمي.

واستناداً إلى بيانات محدثة نشرتها منصة "إيكاد فاكتس" لعام 2025، نرصد فيما يلي أكبر عشر دول من حيث احتياطيات الغاز الطبيعي المؤكدة، والدور الاستراتيجي الذي تلعبه كل منها في خارطة الطاقة العالمية.

1- روسيا: 47.8 تريليون متر مكعب – عملاق لا يزول

تتربع روسيا على رأس القائمة باحتياطي هائل يصل إلى 47.8 تريليون متر مكعب، ما يجعلها أكبر مالك للغاز الطبيعي في العالم. وبالرغم من التوترات الجيوسياسية والعقوبات الغربية، لا تزال موسكو تمتلك بنية تحتية ضخمة من خطوط الأنابيب ومرافق الغاز المسال، تُمكنها من الاحتفاظ بنفوذ طاقي واسع النطاق، خصوصاً في أوروبا وآسيا.

2- إيران: 33.9 تريليون متر مكعب – ثروة محاصرة

تحتل إيران المرتبة الثانية، وتكمن ثروتها الأساسية في حقل "بارس الجنوبي"، الذي تتقاسمه مع قطر. لكن العقوبات الدولية أعاقت استغلال هذه الاحتياطيات بشكل كامل. ورغم ذلك، يرى خبراء أن أي انفراجة دبلوماسية قد تُحول إيران إلى لاعب طاقي رئيسي في السوقين الآسيوي والأوروبي.

3- قطر: 23.8 تريليون متر مكعب – زعيمة الغاز المسال

بفضل استثماراتها المكثفة في البنية التحتية والتكنولوجيا، أصبحت قطر أكبر مصدر عالمي للغاز الطبيعي المسال، مع احتياطي يصل إلى 23.8 تريليون متر مكعب. وتتبنى الدوحة استراتيجية قائمة على المرونة السياسية، والشراكات طويلة الأمد، ما يعزز مكانتها كقوة طاقية مستقرة ومؤثرة.

4- الولايات المتحدة: 13.4 تريليون متر مكعب – قوة تكنولوجية صاعدة

رغم احتياطياتها الأقل من الثلاثة الكبار، تملك الولايات المتحدة نفوذًا طاقيًا كبيرًا بفضل ثورة الغاز الصخري. التقدم في تقنيات الحفر والتكسير الهيدروليكي مكنها من التحول إلى مصدر رئيسي للغاز المسال، مما منحها أدوات ضغط جيوسياسية هائلة، لا سيما في دعم الحلفاء الأوروبيين.

5- تركمانستان: 11.3 تريليون متر مكعب – الإمكانيات المعطلة

تملك تركمانستان احتياطيات ضخمة، لكنها تعاني من نقص قنوات التصدير وتبعية شبه كاملة للسوق الصينية. ومع ذلك، يرى الخبراء أن تنويع الشراكات قد يفتح لها آفاقاً واعدة في آسيا الوسطى.

6- السعودية: 9.4 تريليون متر مكعب – من النفط إلى الغاز

في إطار رؤية 2030، تتحول السعودية تدريجيًا إلى تنويع مصادر الطاقة، مع تركيز متزايد على الغاز لتقليل الاعتماد على النفط، ودعم الصناعات المحلية، مثل إنتاج الهيدروجين الأزرق، بما يعزز موقعها الإقليمي في سوق الغاز.

7- الصين: 6.6 تريليون متر مكعب – مزيج بين الإنتاج والاستيراد

تمتلك الصين موارد غازية ضخمة، لكنها لا تزال تعتمد على الاستيراد لتلبية الطلب الداخلي المتصاعد. استثماراتها في الغاز الصخري، واتفاقيات طويلة الأمد مع دول مثل روسيا وقطر، تعكس استراتيجيتها الطموحة لتأمين إمدادات طويلة الأمد.

8- نيجيريا: 5.7 تريليون متر مكعب – الفرصة الأفريقية

رغم التحديات السياسية والبنية التحتية المتقادمة، تظل نيجيريا مركزًا مهمًا لصادرات الغاز المسال من غرب أفريقيا، لا سيما إلى أوروبا. ومع مشاريع إصلاحية جديدة، تلوح فرص واعدة لتعزيز مكانتها الدولية.

9- فنزويلا: 5.6 تريليون متر مكعب – كنز مع وقف التنفيذ

تقبع ثروة فنزويلا من الغاز البحري دون استغلال فعّال، بسبب الأزمات السياسية والاقتصادية. ومع عودة تدريجية للاستقرار، يمكن أن تُعيد الدولة تشكيل ملامح سوق الغاز في أمريكا اللاتينية.

10- الجزائر: 4.5 تريليون متر مكعب – جسر الطاقة إلى أوروبا

تمثل الجزائر مصدرًا رئيسيًا للغاز نحو القارة الأوروبية عبر شبكات الأنابيب القديمة والجديدة، وتعمل على توسيع قدرتها في تصدير الغاز المسال. موقعها الاستراتيجي يمنحها ثقلاً متزايداً في ظل محاولات أوروبا تقليل الاعتماد على الغاز الروسي.

 

ورغم أهمية حجم الاحتياطيات، إلا أن النفوذ الطاقي الحقيقي يتطلب مزيجاً من الاستقرار السياسي، والبنية التحتية، والاستراتيجيات التجارية الذكية.
في عالم يزداد عطشه للغاز، فإن الدول التي تستطيع التوفيق بين امتلاك المورد والقدرة على تسويقه هي التي ستقود المشهد الطاقي العالمي في السنوات القادمة.

search