الخميس، 07 أغسطس 2025

09:07 م

في ذكرى رحيله.. مصطفى متولي فنان لم يمت وأعماله لا تزال تنبض بالحياة

الأربعاء، 06 أغسطس 2025 04:09 م

إسراء علي

مصطفى متولي

مصطفى متولي

تحل اليوم، السادس من أغسطس، الذكرى الخامسة والعشرون لرحيل الفنان القدير مصطفى متولي (2000-1949)، الذي غادر عالمنا وهو في قمة عطائه وتألقه الفني، مخلفًا وراءه إرثًا فنيًا غنيًا، جمع بين الكوميديا والدراما والشر، وترك بصمة لا تُنسى في المسرح والسينما والتلفزيون.


من هو مصطفى متولي؟

وُلد مصطفى متولي في 29 أغسطس 1949 بمدينة المنصورة، ودرس في معهد الفنون المسرحية، حيث بدأت رحلته مع الفن على خشبة المسرح، قبل أن ينتقل إلى السينما والتلفزيون ويثبت نفسه كأحد الوجوه المميزة القادرة على أداء مختلف الأدوار ببراعة فطرية وحضور قوي.

أبرز أفلامه السينمائية.. حضور مبهر رغم الأدوار الثانوية

على مدار مسيرته، شارك مصطفى متولي في عشرات الأفلام التي ما زالت تُعرض وتُتداول حتى اليوم، ومنها:

"بخيت وعديلة" (1995)

أدى شخصية "المعلم زغلول" ببراعة لافتة، وجمع بين الكوميديا والسخرية في إطار شعبي خفيف الظل.

"جزيرة الشيطان" (1990)

مع عادل إمام ويسرا، قدّم دورًا مركبًا في فيلم من نوع الإثارة، أظهر فيه إمكانياته كممثل يجيد التقمص النفسي العميق.

"سلام يا صاحبي" (1987)

لعب دور "عواد" في أحد أنجح أفلام الثمانينات، وكان هذا الدور من أبرز محطات التحول في مشواره الفني.

"اللعب مع الكبار" (1991)

قدّم شخصية "الأسيوطي"، ضابط الأمن الوطني، بدقة وهدوء منحا الفيلم توازنًا دراميًا مميزًا.

"المنسي" (1993)

رغم قصر دوره، استطاع أن يترك بصمة واضحة في هذا الفيلم الإنساني الذي ناقش قضايا اجتماعية بعمق.

"شمس الزناتي" (1991)

جسّد شخصية "سيد سبرتو"، بمزيج من الكوميديا والسخرية، ليضيف نكهة مميزة على العمل الملحمي الشعبي.

ومن أبرز أفلامه الأخرى: "حنفي الأبهة"، "رسالة إلى الوالي"، "مسجل خطر"، "الهلفوت"، وغيرها من الأعمال التي أجاد فيها تقديم أدوار داعمة لكن محورية.


مسرحياته.. حضور خاص على خشبة المسرح

"الواد سيد الشغال"

من أنجح المسرحيات التي شارك فيها، وجمعته بالزعيم عادل إمام في ثنائية كوميدية لا تُنسى.

"الزعيم"

جسد دور رجل الأمن في عمل مسرحي يحمل طابعًا سياسيًا ساخرًا، وأضفى على الشخصية بعدًا إنسانيًا من خلال كوميديا الموقف.

"بودي جارد"

آخر أعماله المسرحية، حيث توفي بعد تأدية أحد عروضها في 5 أغسطس 2000، إثر أزمة قلبية مفاجئة، ليترجل عن المسرح فجأة، وهو لا يزال في قمة عطائه.


على الشاشة الصغيرة.. دعم درامي لا يُنسى

قدم مصطفى متولي أدوارًا بارزة في العديد من المسلسلات، أبرزها: "لن أعيش في جلباب أبي" بدور مؤثر ضمن أحداث المسلسل الشهير.

"بكيزة وزغلول"، و"سامحوني ماكنش قصدي": وغيرها من المسلسلات التي أثبتت قدرته على الانتقال بسلاسة بين الشخصيات الكوميدية والتراجيدية.

رحيل مبكر.. وفن باقٍ

رغم وفاته المفاجئة عن عمر ناهز 51 عامًا، فإن مصطفى متولي لا يزال حاضرًا في ذاكرة الجمهور. فنان امتزجت في شخصياته ملامح الطيبة والشر، الهدوء والعصبية، الكوميديا والدراما، فاستطاع أن يترك أثرًا واضحًا في كل دور أدّاه.

رحل الجسد، لكن الفنان بقي بيننا عبر أدوار محفورة في وجدان المشاهد العربي.. رحم الله مصطفى متولي، الذي كان وسيظل أحد رموز الفن المصري الأصيل.
 

search