الازهر يطور "منصة الفتوى الذكية" Fatwa AI للمؤسسات الدينية بالعالم
الخميس، 14 أغسطس 2025 10:09 ص
السيد الطنطاوي

دكتور أيمن عبد المؤمن
أكد الدكتور أيمن عبد المؤمن، استشاري إدارة نظم المعلومات بمشيخة الأزهر، أن مشروع تطوير"منصة الفتوى الذكية" Fatwa AI، يمثل خطوة مهمة نحو دمج التكنولوجيا المتطورة في خدمة العلوم الشرعية، وتمكين العلماء بأدوات المستقبل، وقد قدم الدكتور أيمن عبد المؤمن، مشروعًا لتطوير"منصة الفتوى الذكية" Fatwa AI، خلال فعاليات المؤتمر العالمي السنوي العاشر للأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، الذي عقد يومي الثلاثاء والأربعاء 12 و13 من شهر أغسطس الجاري، بهدف مساعدة المفتين والباحثين الشرعيين بتقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة في جميع المؤسسات الدينية بالدول الإسلامية.

وأوضح الباحث، أن المنصة تعمل كأداة مساعدة وليس لإصدار الفتاوى بشكل مستقل؛ حيث يُدخِل المستفتي السؤال الشرعي؛ فيقوم الذكاء الاصطناعي بتوليد مسودة أولية تجمع الأقوال والأدلة وملخصًا للأقوال والمذاهب المختلفة في المسألة، ثم يقوم المفتي البشري بالتحقيق والتدقيق والتكييف الفقهي قبل إصدار الفتوى النهائية.
وقال إن الهدف من المشروع هو تسريع البحث، وتوفير المعلومات للمفتي، مع الحفاظ على مرجعية المفتي الشرعية، والإشراف البشري الكامل على عملية الإفتاء، مُبينًا أن المشروع يمثل خطوة مهمة نحو دمج التكنولوجيا المتطورة في خدمة العلوم الشرعية، وتمكين العلماء بأدوات المستقبل.
وكيل الأزهر: المفتي المعاصر مُطالَب بوعي تقني ومهارات رقمية لمواكبة العصر

من جهة أخرى، قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف، إن صناعة المفتي لم تعد قاصرة على التزوُّد بعلوم الشريعة فحسب، بل بات من الضروري أن يمتلك المفتي المعاصر وعيًا تقنيًّا ومهارات رقمية تُمكِّنه من مواكبة التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي، واستثماره بما يخدم الرسالة الإفتائية، ويحفظ ثوابت الأمة.
جاء ذلك خلال كلمته في مؤتمر الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، المنعقد تحت عنوان: «صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي»؛ حيث نقل تحيات فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وتمنياته بأن يخرج المؤتمر بنتائج علمية رصينة تُجسِّد مرونة الفكر الإسلامي وقدرته على التفاعل مع تحديات العصر، ومواكبة التطور التقني، تحقيقًا لأهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، تحت قيادة الرئيس/ عبد الفتاح السيسي.
ولفت فضيلته، إلى أن هذا المؤتمر يأتي في وقت تعاني فيه فلسطين محاولة اغتصاب أراضيها ومقدراتها، واستنزاف طاقتها، وتزييف وعيها، في ظل واقعٍ مرير صنعه الإرهاب الصهيوني الغاشم، الذي يقتل ويُدمِّر ويهدم ويُخرِّب، وما زال يتمادى في اعتداءاتٍ دمويةٍ ووحشية، لا نبالغ إذا قلنا إن التاريخ لم يعرف لها مثيلًا، إذ هي جرائم ضد الإنسانية قبل أن تكون ضد فلسطين، وقد أثبتوا بهذا الإرهاب الممارس ليل نهار أنهم أبعد الناس عن طلب السلام، مثمنًا الدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية، موكدًا ثقة الأزهر الشريف في حكمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وعزمه وإخلاصه في الحفاظ على الوطن والنهوض به، في خضمِّ عالَمٍ محتدم الصراعات، مضطرب الأهداف والغايات.
وأوضح وكيل الأزهر أن الفتوى صناعة علمية رفيعة، تقوم على عمليات معرفية وتحليلية دقيقة تبدأ من فهم واقع السائل وتصوير المسألة بدقة، مرورًا بتكييفها على القواعد الفقهية وضبطها بالأحكام الشرعية، وصولًا إلى بيان الحكم بعد دراسة النتائج والمآلات، محذرًا من تصدَّر غير المؤهلين للإفتاء عبر الشاشات ومنصات التواصل، مؤكدًا أن بعض هذه المنصات، وكذلك تطبيقات الذكاء الاصطناعي، باتت تُعامل وكأنها "شيوخ" لها مريدون، وهو أمر ينطوي على مخاطر فكرية وأخلاقية.
وبيَّن فضيلته أن الذكاء الاصطناعي أتاح إمكانات هائلة في جمع وتحليل البيانات والوصول السريع إلى المصادر؛ ما يمكن أن يدعم عمل المفتي، ويسهم في ترشيد الفتوى، لكنه في الوقت ذاته لا يمكن أن يكون بديلًا عن المفتي المؤهل المتمكن من أدواته العلمية والشرعية؛ نظرًا لافتقاده للملكة الفقهية والبصيرة بمقاصد الشريعة وفهم الواقع والمصالح والمفاسد، محذرًا من خطورة الاعتماد الكامل على هذه التطبيقات لما قد ينتج عنها من فتاوى مضللة تهدد القيم والأمن الفكري.
وأشار الدكتور الضويني إلى أن الأزهر يعمل على إعداد وثيقة أزهرية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، من خلال لجنة عليا بإشراف فضيلة الإمام الأكبر، تهدف إلى وضع ميثاق أخلاقي يضبط التعامل مع هذه التقنية، ويضمن ألا تتحول من أداة نافعة إلى وسيلة تمس الخصوصية، أو تهدد القيم والمبادئ الأخلاقية التي يقوم عليها تماسك المجتمعات، مع ضرورة استلهام هذا الميثاق من مبادئ الشريعة الإسلامية التي تصون كرامة الإنسان، وتحمي حقوقه وقِيَمه.
وشدَّد الدكتور الضويني على ضرورة أن يكون المفتي المعاصر واعيًا بالتقنيات الحديثة ومهاراتها الرقمية؛ حتى يتمكن من التفاعل مع معطيات العصر الذي بات أكثر تعقيدًا وتشابكًا، داعيًا في الوقت نفسه إلى الحذر من أن يتحول الذكاء الاصطناعي إلى أداة تقتل المواهب وتخدر العقول، وتساءل عن مدى استعداد أبناء هذا العصر للاجتهاد والبحث والتحرير، وعن ضرورة أن تكون للأمة بصمة مؤثرة في إدارة هذه التقنية؛ حتى لا تتحكم العقول الخارجية في مسار تفكيرنا وهُويتنا.
وأشار وكيل الأزهر إلى أهمية وضع مصفوفة بالمهارات والكفايات المطلوبة لمن يتصدر للإفتاء في ظل عصر الذكاء الاصطناعي، مع الحرص على ألا تضيع الهُوية الإسلامية أو تذوب الشخصية عبر الشاشات، مُشددًا على أن المرجعية الشرعية والأصالة العلمية هما الضمانة الحقيقية أمام أي تزييف أو تحيز علمي، وأن صناعة المفتي الرشيد ستظل أمانة كبرى تتطلب تأهيلًا راسخًا يجمع بين العلم الشرعي والوعي الرقمي.
اقرأ أيضا:
مستشار الاتحاد الأوربي: الذكاء الاصطناعي لا يمكن أن يخرج عن السيطرة من تلقاء نفسه
"مواراتينوس" يدعو لتعزيز كفاءة مؤسسات الإفتاء في عصر الذكاء الاصطناعي
منح جائزة الإمام القرافي للتميّز الإفتائي لعام 2025 لمفتي تشاد
وكيل الأزهر: الفتوى صناعة وليس كل من تصدر شاشىة أو وسيلة اعلامية يعد مفتيا
دكتور نظير عياد يحذر من "هلوسة الذكاء الاصطناعي" في مجال الفتوى
وزير الأوقاف: الرشد هو الغاية من الدين وشرائعه وأحكامه في زمن الذكاء الاصطناعي
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
سعر الدرهم الإماراتي أمام الجنيه المصري خلال تعاملات الخميس 14 أغسطس 2025
14 أغسطس 2025 10:31 ص
سعر الدينار الكويتي أمام الجنيه المصري خلال تعاملات الخميس 14 أغسطس 2025
14 أغسطس 2025 10:27 ص
الأكثر قراءة
-
نص خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف غدا 15 أغسطس 2025م ـ 21 صفر 1447هـ
-
بيراميدز يواجه الإسماعيلي بغيابات مؤثرة في الدوري الممتاز
-
موعد مباراة بيراميدز والإسماعيلي في الدوري والقنوات الناقلة لها
-
مؤتمر الإفتاء العالمي يؤكد على وجوب تعلم الذكاء الاصطناعي
-
الازهر يطور "منصة الفتوى الذكية" Fatwa AI للمؤسسات الدينية بالعالم
أكثر الكلمات انتشاراً