الجمعة، 15 أغسطس 2025

05:42 م

علاء ثابت مسلم يكتب: حين تحوّل قلمي إلى صدى أولياء الأمور في قضية "أعمال السنة"

الجمعة، 15 أغسطس 2025 11:35 ص

علاء ثابت مسلم

علاء ثابت مسلم

منذ أسابيع، كتبت مقالي عن قرار وزارة التربية والتعليم، بتطبيق "أعمال السنة" على طلاب الصف الثالث الإعدادي، ولم يكن ما كتبته مجرد رأي شخصي أو وجهة نظر فردية، بل كان صوتًا صادقًا، نقل ما يدور في بيوت ملايين الأسر المصرية.

كنت أستمع لآراء أولياء الأمور، وأرصد قلقهم من أن يُفرض هذا القرار على أبنائهم وهم في عامهم الحاسم، دون أن يكونوا مهيئين له أو مدركين لطبيعته. هؤلاء الأهالي لم يرفضوا التطوير، لكنهم طالبوا بأن يبدأ تطبيقه تدريجيًا، مع الصفوف التي ما زالت في بداية المرحلة الإعدادية، حتى يتعامل الطلاب وأولياء الأمور مع النظام الجديد منذ يومه الأول، لا أن يُفاجَؤوا به في السنة الأهم بمسيرتهم الدراسية.

في مقالي، أوضحت أن العدالة التعليمية تقتضي أن يُمنح الطالب فرصة عادلة للاستعداد، وأن يمر بالتجربة كاملة منذ الصف الأول الإعدادي، بحيث لا يشعر أن نجاحه أصبح رهينة تقييمات وأهواء، بل نتيجة جهد واضح ومعايير معلنة.

لم يأتِ هذا المطلب من فراغ، بل من واقع ملموس سمعته من عشرات أولياء الأمور الذين تواصلوا معي، وعبروا عن خشيتهم من أن يتحوّل القرار إلى عبء نفسي، وإلى ضغط إضافي على أبنائهم في عام دراسي مصيري.

وبعد أسابيع من نشر المقال، ترددت هذه المطالب على ألسنة كثيرين في الإعلام وفي الشارع، حتى وصلت إلى دوائر صنع القرار. شعرت حينها أن قلمي أدى دوره، وأنني كنت أداة لنقل نبض الشارع التعليمي بكل أمانة ووضوح، بعيدًا عن أي تهويل أو تجميل.

إن التطوير الحقيقي يبدأ من التخطيط السليم، ومن إشراك المجتمع في صناعة القرار، وأول ما يُبنى عليه هو إعطاء الفرصة الكاملة لكل طالب أن يخوض التجربة من بدايتها، لا من منتصف الطريق.
وهذا ما نقلته، وهذا ما سأظل أطالب به.

search