الأحد، 24 أغسطس 2025

11:49 ص

الأمم المتحدة تعلن رسميًا المجاعة في غزة: "كارثة من صنع الاحتلال"

الجمعة، 22 أغسطس 2025 01:00 م

محمد عماد

الأمم المتحدة تعلن المجاعة رسميا في غزة

الأمم المتحدة تعلن المجاعة رسميا في غزة

في خطوة غير مسبوقة بالشرق الأوسط، أعلنت الأمم المتحدة، اليوم الجمعة، رسميًا دخول غزة في مرحلة المجاعة، مؤكدة أن ما يحدث يمثل "لحظة عار جماعي" و"كارثة من صنع الإنسان كان من الممكن تفاديها بالكامل".

إعلان أممي وتحذيرات صارخة

وخلال إحاطة إعلامية بجنيف، قال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، إن المجاعة التي تضرب غزة "يجب أن تؤرق ضمير العالم بأسره"، مضيفًا: "هذه مأساة كان من الممكن تفاديها لو لم يتم منع إدخال المساعدات الغذائية بشكل ممنهج إلى القطاع". وأشار إلى أن آلاف الأطنان من المساعدات الإنسانية لا تزال عالقة عند الحدود نتيجة ما وصفه بـ"العرقلة الممنهجة من قبل إسرائيل".

وأكد فليتشر أن "الوفيات الناتجة عن الجوع قد تمثل جريمة حرب"، مشددًا على أن الأزمة الحالية ليست مجرد نقص غذاء بل "انهيار متعمد للأنظمة الضرورية لبقاء الإنسان".

أرقام مفزعة وتقارير متخصصة

ووفقًا لتقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي الصادر من مقره في روما، فإن نحو 500 ألف شخص في غزة يواجهون مستويات جوع كارثية، مع تأكيد دخول مدينة غزة – التي تمثل 20% من مساحة القطاع – في حالة مجاعة بالفعل.

من جانبه، قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن المجاعة الحالية "نتاج مباشر للإجراءات التي تفرضها الحكومة الإسرائيلية"، معتبرًا أن ما يجري يرقى إلى "القتل العمد" تحت مسمى التجويع.

غوتيريش: "لا يمكن أن يستمر الوضع دون عقاب"

وفي كلمة قوية، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن "المجاعة في غزة كارثة من صنع الإنسان"، مضيفًا: "لا يمكننا السماح باستمرار هذا الوضع من دون عقاب. إنها جريمة حرب بكل المقاييس، وتجويع المدنيين لأغراض عسكرية غير مقبول".

وشدد غوتيريش على أن الأولوية الآن تكمن في وقف فوري لإطلاق النار، والإفراج عن الرهائن، وفتح المعابر بشكل كامل أمام المساعدات الإنسانية.

الأونروا: "مجاعة مصممة"

أما المفوض العام لوكالة "الأونروا"، فيليب لازاريني، فقال إن "أشهرًا من التحذيرات لم تجد نفعًا"، مضيفًا: "المجاعة باتت مؤكدة في مدينة غزة، وهي مجاعة مصممة ومفتعلة نتيجة الحظر المتواصل على الغذاء والإمدادات الأساسية".

وأوضح لازاريني أن هناك فرصة للسيطرة على الوضع إذا ما توافرت الإرادة السياسية، مشيرًا إلى أن وقف إطلاق النار والسماح بعمل المنظمات الإنسانية يمكن أن يوقف امتداد المجاعة إلى مناطق أوسع.

إسرائيل تنفي وتصفه بـ"أكاذيب حماس"

على الجانب الآخر، رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التقرير الأممي، ووصفت نتائجه بأنها "غير صحيحة وتستند إلى أكاذيب حماس". وقالت في بيان مقتضب: "لا توجد مجاعة في غزة، وهذه التقارير مسيّسة وتستغل منظمات إنسانية لخدمة أجندات خاصة".

لحظة اختبار للإنسانية

وبينما تتبادل الأطراف الاتهامات، يرى مراقبون أن إعلان الأمم المتحدة الرسمي يمثل منعطفًا خطيرًا في الأزمة، ويضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي: إما التحرك العاجل لإنقاذ مئات آلاف الأرواح، أو مواجهة وصمة عار تاريخية ستلاحق الجميع.

search