الأحد، 14 سبتمبر 2025

06:13 ص

رسائل إلكترونية سرية الي دولة معادية تعيد جون بولتون إلى دائرة التحقيقات الفيدرالية

الخميس، 28 أغسطس 2025 12:57 م

محمد عماد

جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي السابق

جون بولتون مستشار الأمن القومي الأميركي السابق

عاد اسم جون بولتون، مستشار الأمن القومي الأميركي السابق في إدارة الرئيس دونالد ترامب، إلى صدارة المشهد السياسي والقضائي في الولايات المتحدة، بعد أن كشفت تقارير صحفية عن حصول أجهزة الاستخبارات الأميركية على رسائل إلكترونية خاصة به يُعتقد أنها اعترضت من قبل جهاز استخبارات تابع لدولة أجنبية معادية.

ووفقًا لما نشرته صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، فإن مصادر مطلعة أكدت أن التحقيق المتعلق ببولتون، الذي ظل معلقًا لفترة طويلة، استعاد زخمه في عهد إدارة الرئيس جو بايدن. وتركز التحقيقات على مزاعم تفيد بأن بولتون ربما أساء التعامل مع معلومات سرية خلال فترة عمله في البيت الأبيض.

المصادر نفسها أوضحت أن الولايات المتحدة حصلت على بيانات اعترضتها أجهزة استخباراتية أجنبية تضمنت رسائل بريد إلكتروني لبولتون، يُعتقد أنه أرسلها عبر نظام غير مصنف إلى مقربين منه. الرسائل، بحسب ما تسرب، تضمنت إشارات إلى وثائق ومعلومات حساسة كان قد اطلع عليها أثناء شغله منصب مستشار الأمن القومي.

وتقول الصحيفة إن هذه الرسائل لم تكن جزءًا من كتابه الشهير "الغرفة التي حدث فيها هذا الأمر"، الذي أصدره عام 2020، وهو ما يعزز احتمالية أن بولتون نفسه استبعدها عن عمد لاعتبارات تتعلق بحساسيتها أو لأنها بقيت مصنفة تحت بند السرية بعد مراجعة مخطوطته.

التحقيق عاد للواجهة بشكل بارز الأسبوع الماضي، عندما قام عملاء فيدراليون بمداهمة منزل بولتون في ولاية ميريلاند ومكتبه في العاصمة واشنطن. هذه المداهمات أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، خاصة في ظل تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الإجراءات جزءًا من سياسة "معاقبة الخصوم" التي اتُّهم ترامب بتطبيقها عبر وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي خلال فترة حكمه.

وحتى الآن، لم تُوجَّه أي اتهامات رسمية لبولتون، لكن الهدف من عمليات التفتيش – وفقًا للمصادر – هو التحقق مما إذا كان يحتفظ بالفعل بنسخ من الوثائق أو المواد التي ظهرت في الرسائل التي حصلت عليها أجهزة الاستخبارات الأجنبية، الأمر الذي قد يثبت صحتها.

رغم أن هوية الدولة التي اعترضت الرسائل لا تزال غير واضحة، فإن التقديرات تضع كلًا من إيران وروسيا والصين ضمن دائرة الاشتباه، نظرًا لاهتمامها الكبير باتصالات بولتون حين كان في منصبه. وتزداد الشبهات حول إيران تحديدًا، في ظل الدور البارز الذي لعبه بولتون في عملية اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني مطلع عام 2020، وهو ما جعله هدفًا مباشرًا لتهديدات طهران.

اللافت أن بولتون كان يتمتع بحماية أمنية مشددة عقب تلك العملية تحسبًا لعمليات انتقامية، إلا أن الرئيس ترامب أنهى هذه الحماية بشكل مفاجئ بعد أيام قليلة من بدء ولايته الثانية، وهو ما اعتبره مراقبون خطوة مثيرة للجدل في حينه.

search