الخميس، 28 أغسطس 2025

03:37 م

خبراء يحذرون من تركّز الأسواق في كيانات محدودة.. و"إنفيديا" تتصدر بمكاسب قياسية

7 شركات أميركية تتجاوز قيمة اقتصاد أوروبا وقلق من "فقاعة الذكاء الاصطناعي"

الخميس، 28 أغسطس 2025 01:34 م

محمد عماد

شركات التكنولوجيا الأمريكية

شركات التكنولوجيا الأمريكية

أصبحت سبع شركات أميركية كبرى فقط، بقيمة سوقية إجمالية تقترب من 20 تريليون دولار، توازي تقريباً حجم اقتصاد الاتحاد الأوروبي بكامله، بل وتتجاوز الناتج المحلي الإجمالي الصيني. هذه الشركات، التي باتت تُعرف في الأوساط المالية باسم "السبعة الكبار"، تشمل: آبل، مايكروسوفت، إنفيديا، أمازون، ألفابيت (غوغل)، ميتا، وبرودكم.

فبين صعود أسطوري لشركات التكنولوجيا الكبرى وتحذيرات من "فقاعة مرعبة"، يقف الاقتصاد العالمي أمام مرحلة فارقة. فبينما تعكس "السبعة الكبار" قوة غير مسبوقة لشركات خاصة قادرة على مضاهاة اقتصادات قارات بأكملها، يبقى السؤال مفتوحاً: هل ستقود هذه الطفرة إلى ثورة اقتصادية جديدة، أم أننا أمام فقاعة أخرى قد تنفجر في أي لحظة، لتعيد رسم خريطة المال والأعمال عالمياً؟

لم تعد هذه الشركات مجرّد كيانات تكنولوجية أو مالية، بل تحولت إلى ما يشبه "اقتصادات موازية"، تتحكم في مسارات الأسواق العالمية وتعيد تشكيل موازين القوة الاقتصادية. وبحسب بيانات رسمية، تمثل هذه المجموعة 37% من إجمالي القيمة السوقية لمؤشر S&P 500، الذي تصل قيمته إلى 54.2 تريليون دولار، ما يعني أن أقل من عشرة أسهم تتحكم بثلث أكبر مؤشر للأسواق الأميركية.

إنفيديا.. المعجزة المالية

في مقدمة هذه الشركات تقف إنفيديا، التي قفزت قيمتها السوقية إلى 4.4 تريليون دولار، لتتجاوز حتى حجم اقتصاد اليابان. ويصف خبراء أداء سهمها بالاستثنائي، إذ تضاعف بنحو 396 مرة خلال عشر سنوات، مدفوعاً بالطلب الهائل على تقنيات الذكاء الاصطناعي ومعالجات الرسوم.

وتشير تقديرات إلى أن استثماراً بسيطاً بقيمة 7000 دولار موزعاً على أسهم هذه الشركات منذ عام 2015، كان ليتحول اليوم إلى نحو 470 ألف دولار، وهو ما يعكس الطفرة غير المسبوقة التي يعيشها القطاع.

 

و رغم هذه المكاسب القياسية، تطرح أسئلة جوهرية حول مدى استدامة هذا النمو.  إلا أن عددا من خبراء المال قلقون من تكرار فقاعة شركات الانترنت في عام 2000 مجددا حتي إن الرئيس التنفيذي لشركة "أوبن إيه آي"، اعترف قائلاً: "نحن في فقاعة ويجب أن نكون حذرين."

 

أحد أبرز المخاطر التي يراها الخبراء هو تركيز السوق في أسهم محدودة. فبينما تحقق شركات أخرى مثل "دومينوز بيتزا" أداءً مذهلاً فاق في بعض الفترات "ألفابيت"، إلا أن المستثمرين يركزون بشكل مفرط على أسهم التكنولوجيا العملاقة، ما يجعل السوق أكثر عرضة للانهيارات المفاجئة عند أول صدمة.

 

في موازاة ذلك، يواجه الاحتياطي الفيدرالي الأميركي تحديات معقدة. ففي خطابه الأخير بمنتدى جاكسون هول، أقر رئيسه جيروم باول بوجود تضخم مستمر وتباطؤ في سوق العمل، وهو ما يفتح الباب أمام سيناريو "ركود تضخمي". ومع ذلك، يواجه باول ضغوطاً سياسية هائلة، خصوصاً من الرئيس دونالد ترامب، الذي يدفع نحو خفض أسعار الفائدة لدعم الأسواق، في وقت أثارت فيه إقالة عضو من مجلس الاحتياطي لأول مرة منذ أكثر من قرن تساؤلات حول استقلالية المؤسسة النقدية الأميركية.

الذهب والفضة.. ملاذ آمن في زمن الاضطراب

على وقع هذه الاضطرابات، اتجهت العديد من البنوك المركزية حول العالم إلى زيادة احتياطيات الذهب وتقليص الاعتماد على الدولار، الذي لم يعد يُنظر إليه باعتباره ملاذاً آمناً كما في السابق. ويرى ليمند أن الذهب في طريقه إلى مستوى 4000 دولار للأونصة، بينما يمكن للفضة أن تعود إلى مستويات 40 دولاراً، خصوصاً مع التراجع المتوقع لقيمة الدولار.

 

search