أصوات الصغار ترسم ملامح المدن.. ختام المنتدى الحضري المصري للأطفال
الإثنين، 01 سبتمبر 2025 09:41 ص
إسراء علي

فعاليات المنتدى الحضري المصري الثاني للأطفال
اختتمت مساء أمس الاحد، فعاليات المنتدى الحضري المصري الثاني للأطفال تحت شعار "أصالة.. وابتكار"، وذلك ببيت المعمار المصري، أحد مراكز الابداع المتخصصة التابعة لقطاع صندوق التنمية الثقافية. يأتي المنتدى بالشراكة مع برنامج جامعة الطفل التابع لأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، وبالتعاون مع Children Urban Hub، ليشكل منصة غير مسبوقة تجمع الأطفال والشباب (7–18 عامًا) مع المعماريين والباحثين والمخططين العمرانيين، في محاولة لتخيّل مدن مصرية أكثر إنسانية واستدامة.



وأكد المعماري حمدي السطوحي، مساعد وزير الثقافة للمشروعات الثقافية والمشرف العام على الصندوق، أن المنتدى يمثل خطوة مهمة نحو ترسيخ ثقافة المشاركة المجتمعية للأطفال والشباب في صياغة المشهد العمراني، مشددًا على أن "دمج الهوية الثقافية الأصيلة بالابتكار المعاصر يشكل ركيزة أساسية لمستقبل المدن المصرية."
وأشار إلى أن الوزارة تولي اهتمامًا خاصًا بإشراك النشىء في وضع رؤى عملية لمستقبل العمران، مضيفًا أن التوصيات التي صاغها الأطفال خلال الورش والجلسات لن تبقى حبرًا على ورق، بل سيتم رفعها إلى الجهات المعنية لمتابعتها وتحويلها إلى مشروعات قابلة للتنفيذ.
شهد المنتدى إقامة عدد من الورش والجلسات التفاعلية التي أدارها خبراء، منها:
• ورشة ARCHITECTURE4KIDS للدكتورة مي مراد.
• ورشة قصص الأطفال كخرائط للمدينة المستقبلية للكاتبة هبة شريف.
• أنشطة fluffy bear workshop التي أبرزت طاقات الأطفال الإبداعية في التخطيط والتصور العمراني.
كما عُقدت ثلاث جلسات رئيسية وزعت على مجموعات الأطفال لمناقشة قضايا المدن المستدامة والأماكن العامة الآمنة.
وألقت الدكتورة آية الخوالي، خبيرة تنمية المجتمعات ومؤسس مبادرة "الملتقى العمراني للأطفال"، كلمة أوضحت فيها تطور فكرة المنتدى منذ انطلاقته الأولى وحتى تحوله إلى ملتقى مستقل مدعوم من وزارة الثقافة وجامعة الطفل، مشيرة إلى أن "هذا العام يمثل نقلة نوعية بفضل تمكين الأطفال من التعبير عن رؤاهم العمرانية بأنفسهم، ودعمهم بجوائز تقديرية مثل جائزة الدكتور علي رأفت وجائزة الدكتور عبد الباقي إبراهيم."
في الجلسة الختامية التي جاءت بعنوان "الأطفال يسألون والمسؤولون يجيبون"، طرح المشاركون الصغار أسئلة مباشرة حول العمران والبيئة والهوية، منها:
• "لماذا لا تكون المدن صديقة للأطفال وتوفر مسارات للدراجات؟"
• "كيف يمكن جعل الشوارع أكثر أمانًا للعب والمشي؟"
• "نريد مدارس تحتوي على مكتبات ومساحات للعب، نتعلم ونلعب في نفس الوقت."
وقد حرص "السطوحي" على التفاعل مع هذه الأسئلة بنفسه، مؤكدًا أن المنتدى يشكل خطوة نوعية في إتاحة المجال للأطفال للتعبير عن رؤيتهم وأفكارهم تجاه العمران والهوية المعمارية المصرية، مشيرًا إلى أن الوزارة تسعى من خلال هذه المبادرة إلى بناء جيل واعٍ قادر على المشاركة الفاعلة في صياغة مستقبل مدنه ومجتمعه.
وشدد "السطوحي" على أن التجربة لن تقف عند هذا الحد، بل سيتم العمل على توسيع نطاقها لتشمل محافظات جديدة، وضمان تكرارها بصورة دورية لتكون منصة مستدامة للحوار بين الأجيال وصُنّاع القرار.
شارك في النقاش نخبة من المتخصصين والمسؤولين، من بينهم:
• المعماري عمرو لاشين، نائب محافظ أسوان.
• الدكتورة إيناس سمير، نائب محافظ جنوب سيناء.
• الدكتورة سحر عقيل، أستاذ العمارة وعضو مجلس النواب.
• المعماري الكبير عصام صفي الدين، أستاذ العمارة ومؤسس بيت المعمار المصري.
• الدكتور محمد عبد الباقي إبراهيم.
• الدكتور ياسر السيد، أستاذ العمارة.
• المعمارية هبة صفي الدين، أستاذ العمارة بجامعة القاهرة.
• الدكتورة رانا الرافعي، إلى جانب آخرين من المتخصصين.
وفي مداخلته أكد الدكتور محمد عبد الباقي إبراهيم أن المنتدى يعكس توجه الدولة لتعزيز المشاركة المجتمعية في وضع السياسات الثقافية والعمرانية، مشيرًا إلى أن الاستماع إلى أصوات الأطفال يساهم في صياغة مدن أكثر إنسانية في المستقبل.
من جانبها أكدت الدكتورة إيناس سمير أن التجربة تكشف قدرة المؤسسات الثقافية على ابتكار أدوات جديدة للتواصل مع النشء، فيما شددت الدكتورة سحر عقيل على أن ما قدمه الأطفال من أفكار ومشروعات يستحق أن يُترجم إلى خطط قابلة للتنفيذ.
وأوضحت الدكتورة رانا الرافعي أن الأسئلة التي طرحها الأطفال تعكس وعيًا حقيقيًا ينبغي البناء عليه، معتبرة المنتدى فرصة نادرة لدمج الخيال الطفولي بالخبرة الأكاديمية.
وأشار المعماري عصام صفي الدين إلى أن المنتدى شهد مشاركة أطفال من عدة محافظات مثل الإسكندرية والقليوبية، وهو ما يعكس نجاح التجربة في جذب فئات متنوعة ويعزز سمعة بيت المعمار كمركز إبداعي معماري وعمراني.
خرج المنتدى بعدد من التوصيات، أبرزها:
• إدماج أنشطة مماثلة ضمن البرامج التعليمية والثقافية لتعزيز الهوية والوعي العمراني لدى الأطفال.
• تشجيع المبادرات التي تمنح الأطفال فرصة مباشرة لطرح تساؤلاتهم على المسؤولين وصناع القرار.
• توسيع نطاق المشاركة ليشمل مدارس ومراكز ثقافية من مختلف أنحاء الجمهورية.
• اعتبار المنتدى نموذجًا يُبنى عليه في تصميم برامج مستقبلية تهدف إلى دمج الإبداع الطفولي في قضايا العمران والتنمية المستدامة.
كان المنتدى قد شهد حضورًا واسعًا من الأطفال والنشء، حيث تحوّل بيت المعمار إلى ساحة حوار حيّة امتزجت فيها الأسئلة البريئة بالأفكار الجادة والرؤى المستقبلية.
كما شهدت الفعاليات توزيع خمس جوائز رئيسية وعدد من شهادات التقدير لتكريم المشروعات والأفكار المتميزة، بينها جائزة الدكتور علي رأفت وجائزة الدكتور عبد الباقي إبراهيم.
وفي كلمته الختامية، أكد السطوحي أن المنتدى يمثل "خطوة رائدة لإشراك الأطفال في صياغة الرؤى المستقبلية للعمران والثقافة، وأن التجربة نجحت في ربط الأجيال الجديدة بالهوية المصرية وفتحت المجال أمامهم لطرح رؤاهم بجرأة وحرية."
وبذلك أسدل الستار على فعاليات المنتدى، وسط إشادة واسعة من الحضور الذين أكدوا على أهمية التجربة كخطوة تأسيسية لبناء علاقة جديدة بين الأجيال الصاعدة ومؤسسات الدولة، قائمة على الحوار والمشاركة الفاعلة في صياغة مستقبل العمران والثقافة المصرية.
نسخ الرابط للمقال
آخبار تهمك
البنك المركزي يطلق آلية جديدة لتوسيع نطاق الخدمات المصرفية
01 سبتمبر 2025 06:53 م
المركزي المصري يُصدر تعليمات جديدة لتعزيز الحوكمة في قطاع المدفوعات
01 سبتمبر 2025 05:00 م
الذهب يواصل الثبات في تعاملات الاثنين 1 سبتمبر 2025 بعد قفزة قوية الأسبوع الماضي
01 سبتمبر 2025 01:19 م
أسعار العملات الأجنبية والعربية أمام الجنيه المصري اليوم الاثنين 1 سبتمبر 2025
01 سبتمبر 2025 01:13 م
سعر الجنيه الاسترليني اليوم الاثنين الموافق 1 سبتمبر 2025
01 سبتمبر 2025 01:10 م
سعر اليورو اليوم الاثنين 1 سبتمبر 2025
01 سبتمبر 2025 01:00 م
الأكثر قراءة
-
ارتفاع حصيلة ضحايا حادث قطار مطروح إلى 55 مصابًا و3 وفيات
-
إيمان مهدي: أكتب عن هشاشة الإنسان وأحلامه المنكسرة وأؤمن بخلود الحكاية
-
هشام المغربي يكتب: بين الديمقراطية والمهلبية
-
"صائد كبار البوندسليجا" .. من هو السويسري أورس فيشر المرشح لتدريب الأهلي؟
-
أمين الجمال يكتب: الطالب وولي أمره أمام تحدي الاختيار
أكثر الكلمات انتشاراً