الأحد، 14 سبتمبر 2025

09:06 ص

حماس ترفض خطة أميركية مزعومة لتحويل غزة إلى منطقة سياحية: "غزة ليست للبيع"

الإثنين، 01 سبتمبر 2025 04:54 م

محمد عماد

قطاع غزة

قطاع غزة

تتواصل فصول الحرب المشتعلة في قطاع غزة وسط تقارير كشفت عنها صحيفة واشنطن بوست الأميركية، تتحدث عن خطة سرية وضعتها إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تقضي بإخلاء القطاع من سكانه وتحويله إلى منطقة اقتصادية وسياحية بإشراف أميركي مباشر. وفي أول رد فلسطيني رسمي، رفضت حركة حماس تلك الخطة رفضًا قاطعًا، معتبرة أنها "محاولات وهمية" لن تجد طريقها إلى التنفيذ.

حماس: غزة ليست للبيع

باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، علّق على التقارير الأميركية في حديث لوكالة فرانس برس قائلاً:

"غزة ليست للبيع، وليست مجرد مدينة على الخريطة يمكن المساومة عليها. إنها جزء أصيل من الوطن الفلسطيني الكبير".

وبلهجة حادة، خاطب الإدارة الأميركية قائلاً: "انقعوها واشربوا ماءها، كما يقول المثل الفلسطيني". وأضاف أن مثل هذه الأفكار "لا تعبّر سوى عن أوهام سياسية لا تتناسب مع الواقع ولا مع تطلعات الشعب الفلسطيني الذي قدّم آلاف الشهداء دفاعًا عن أرضه".

 

بحسب ما أوردته واشنطن بوست، فإن الخطة الأميركية تمتد على 38 صفحة، وتتمحور حول نقل سكان غزة "طوعًا" إلى خارج القطاع أو إلى مناطق محددة داخل أراضيه مع فرض قيود صارمة، وذلك خلال فترة إعادة الإعمار. وتهدف الخطة – وفق الصحيفة – إلى تحويل غزة إلى ما يشبه "ريفييرا الشرق الأوسط"، عبر مشاريع سياحية ضخمة ومراكز للتكنولوجيا الحديثة، تحت إشراف صندوق دولي يسمى "إعادة إعمار غزة – صندوق الإنعاش الاقتصادي والتحول" (GREAT Trust).

وتشير الوثيقة إلى أن الإدارة الأميركية كانت تعوّل على موافقة أطراف إقليمية للمساهمة في تنفيذ الخطة وتمويلها، في إطار ما كان يُعرف آنذاك بـ"صفقة القرن".

 

مسؤول آخر في حركة حماس – فضّل عدم الكشف عن اسمه – شدد لفرانس برس على أن الحركة "ترفض بشكل مطلق أي مشروع يهدف إلى تهجير أبناء شعبنا أو إبقائهم تحت رحمة الاحتلال". وأضاف: "هذه الخطط لا قيمة لها، وهي تندرج في إطار السياسات الظالمة التي تسعى لتصفية القضية الفلسطينية من جذورها".

وأوضح أن حماس "لم تتلق أي وثيقة رسمية بشأن الخطة، وكل ما نُشر سمعنا عنه عبر وسائل الإعلام فقط".

 

تأتي هذه التسريبات في وقت حساس للغاية، إذ لا تزال الحرب في غزة مستمرة منذ شهور، ما تسبب في سقوط آلاف الضحايا المدنيين ودمار واسع للبنية التحتية. ويرى مراقبون أن طرح مثل هذه الخطط يعكس محاولات لإعادة صياغة مستقبل القطاع بعيدًا عن التطلعات الفلسطينية في الحرية والاستقلال.

كما يربط خبراء بين هذه الخطة وبين محاولات قديمة لإيجاد "حلول اقتصادية" بديلة عن الحل السياسي، وهي مقاربة لطالما رُوّج لها في أروقة بعض الدوائر الأميركية والإسرائيلية، لكنها لم تحظَ بأي قبول فلسطيني، سواء من الفصائل أو من الشارع.

 

حتى الآن، امتنعت وزارة الخارجية الأميركية عن التعليق على ما نشرته الصحيفة، ما فتح الباب أمام تكهنات متعددة حول مدى جدية هذه الوثيقة أو ما إذا كانت مجرد سيناريو سياسي لم يغادر أدراج مراكز التفكير الأميركية.

غير أن مجرد تداول هذه الأفكار يعيد إلى الأذهان تصريحات سابقة للرئيس ترامب، الذي تحدث علنًا عن رغبته في "تحويل غزة إلى منطقة مزدهرة اقتصاديًا" ضمن رؤيته الأوسع لشرق أوسط جديد.

 

يرى محللون أن الترويج لمثل هذه الخطة في ظل الأوضاع الإنسانية الكارثية في غزة يعكس انفصالًا واضحًا عن الواقع، إذ يواجه أكثر من مليوني فلسطيني خطر المجاعة ونقص الأدوية وانهيار الخدمات الأساسية، بينما يتم الحديث عن تحويل القطاع إلى وجهة سياحية.

ويؤكد هؤلاء أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بأي حلول بديلة عن حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على أرضه. ويضيفون أن محاولات الالتفاف عبر "إغراءات اقتصادية" لن تنجح في محو الهوية الوطنية أو الحقوق التاريخية للشعب.

 

search