الأربعاء، 16 أكتوبر 2024

04:04 ص

أكد لـ"المصري الآن" أن ما تفعله أثيوبيا يعد انتهاكاً للأعراف الدولية

بالفيديو.. خبير موارد مائية يفجر مفاجأة بشأن توربينات وتخزين سد النهضة

الأربعاء، 28 أغسطس 2024 12:42 م

حسام حسن وآيه بدر

عباس شراقي

عباس شراقي

فجّر الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، مفاجأة من العيار الثقيل بشأن سد النهضة الإثيوبي، وأثره على السد العالي ومصر والسودان.

وتداول البعض معلومات تفيد بإعلان اثيوبيا الانتهاء من سد النهضة، ولم يعد هناك مجال لاستكمال البناء وتخزين المياه، ما اعتبروه أمراً جيداً بالنسبة لمصر والسودان.

وقال شراقي خلال حوار له مع "المصري الآن"، حول الانتهاء من تشييد سد النهضة الإثيوبي : "إنه من المحتمل أن تعيد إثيوبيا فتح بوابات سد النهضة الإثيوبي مجدداً بعد أن أغلقتها".

وأضاف أنه "عندما فتحت بوابات سد النهضة الإثيوبي سابقاً، توقعنا أن إثيوبيا ستكتفي بالتخزين السابق، وكان في هذا الوقت قد بلغ حوالي 37 يوماً، تم خلالها تخزين حوالي 13 مليار متر خلف سد النهضة الإثيوبي".

وتابع شراقي: "على الرغم التوقع باكتفاء إثيوبيا بما خزنته، إلا أننا كنا حذرين من إمكانية أن يكون فتح بوابات سد النهضة الإثيوبي لمجرد اختبار وتشغيل هذه البوابات، لأن البوابات كانت حينها تعمل لأول مرة، ولذا من المحتمل أن الفتح لم يكن لغرض الاكتفاء بالتخزين، ولكن كان لاختبار البوابات لمدة يوم أو اتنين"، متوقعاً أن يكمل الإثيوبيون تخزين المياه في بحيرة سد النهضة الإثيوبي.

كما توقع أن يستمر التخزين للمياه خلف سد النهضة الإثيوبي حتى الأسبوع الثاني من سبتمبر المقبل، وذلك بعد غلق البوابات، مؤكداً أن إثيوبيا ستضطر إلى فتح بوابات سد النهضة الإثيوبي مرة أخرى.

 ولفت شراقي إلى أنه كان من المتوقع أن إثيوبيا ستكمل سد النهضة الإثيوبي وتخزين المياه خلفه، العام القادم، لكنها تعجلت في قفل البوابات، مشيراً إلى أنه عند فتح بوابات سد النهضة الإثيوبي بنهاية الأسبوع الثاني من سبتمبر المقبل، سيكون هناك كمية كبيرة من مياه النيل الأزرق تقدر بحوالي 23 مليار متر، مخزنة خلف سد النهضة الإثيوبي.

وأكد أستاذ الجيولوجيا أن ما تقوم به إثيوبيا يعد انتهاكاً للأعراف الدولية، لأنها أصبحت حالياً تتحكم في السد، بحيث تفتحه متى شاءت وتغلقه متى أرادت، بدون التنسيق مع دولتي المصاب، مصر والسودان، وبدون أي اعتبارات، لافتاً إلى احتمالية وقوع أضرار من فتح بوابات سد النهضة الإثيوبي مرة واحدة، إضافة إلى وقوع أضرار من إغلاق بوابات السد، لأنها تحجز المياه عن مصر والسودان وبدون أي تنسيق، مشدداً على ضرورة رفض هذه الإجراءات الأحادية.

وبشأن مواجهة تحكم إثيوبيا في سد النهضة، قال شراقي: "ينبغي أن يكون هناك حراك مصري سوداني تجاه إثيوبيا للوصول إلى حل يتفق عليه جميع الأطراف"، مضيفاً: "إثيوبيا تتحكم وتفرض سياسة الأمر الواقع، وتتخذ قرارات أحادية، وتفتح بوابات سد النهضة الإثيوبي، وتغلقها كما تشاء". 

وعن العلاقة بين سد النهضة وارتفاع أسعار الكهرباء، أوضح شراقي، أنه لا توجد أي علاقة بين سد النهضة وارتفاع أسعار الكهرباء، لأن السد العالي به كمية كافية من المياه تجعله يعمل بكفاءة عالية، مشيراً إلى أن نسبة مساهمة السد العالي في كهرباء مصر حالياً أصبحت قليلة بسبب تعدد محطات توليد الكهرباء الجديدة التي أنشأتها الحكومة المصرية.

وتابع: "لدينا عشرات المحطات لتوليد الكهرباء، والتي لم تكن موجودة من قبل، ولذلك فإن السد العالي في البداية كان ينتج ما يشكل أكثر من 50% من كهرباء مصر لكن حالياً مساهمته في إنتاج الكهرباء لا تمثل أكثر من حوالي 5% فقط".

واستكمل: "ليس لسد النهضة أي علاقة بالكهرباء في مصر"، لافتاً إلى أن كمية المياه لا بد أن تصل السودان ومصر، بعد منتصف سبتمبر، عندما يملأ سد النهضة، إذ لا بد أن تفتح البوابات حتى تعمل توربينات توليد الكهرباء في سد النهضة الإثيوبي، ومن ثم ستضطر إثيوبيا إلى فتح البوابات مرة أخرى، لذلك ستأتي كمية المياه إلى مصر بعد تشغيل توربينات سد النهضة الإثيوبي خلال الشهور القادمة.

search