الأحد، 07 سبتمبر 2025

08:31 ص

“وريث العندليب”.. كيف رسخ عامر منيب مكانته في قلوب الجمهور؟

الخميس، 04 سبتمبر 2025 12:08 ص

إسراء علي

عامر منيب

عامر منيب

في لفتة مؤثرة، أحيت مريم منيب، ابنة الفنان الراحل عامر منيب، ذكرى ميلاد والدها التي توافق الثاني من سبتمبر، بكلمات صادقة ومقطع مصور نادر من طفولتها، وقد نشرت مريم عبر حسابها على "انستجرام" فيديو جمعها بوالدها، وكتبت رسالة عاطفية جاء فيها: "عام جديد يمر على رحيلك يا ملاكي، منحتني 5160 يومًا من الحب الذي لا ينتهي، وما زلتُ أتمنى لو كان غيابك مجرد كابوس.. عيد ميلاد سعيد يا أغلى الناس، وفخورة للأبد بأني ابنتك".

رسالة مريم حملت الكثير من مشاعر الحنين، وأظهرت استمرار ارتباطها الروحي والعاطفي بوالدها، رغم مرور أكثر من 13 عامًا على رحيله، وقد لاقت تفاعلًا واسعًا من جمهورها، الذين عبروا بكلمات دعم ومواساة، وأكدوا أن ذكرى عامر منيب ستظل حاضرة في وجدان محبيه.


عامر منيب.. رحلة من شاطئ الأحلام إلى قلوب الجماهير

وُلد الفنان عامر محمد بديع منيب في 2 سبتمبر عام 1963، وسط ظروف أسرية صعبة بعد رحيل والدته في سن مبكرة، انتقل للعيش مع جدته بحي شبرا، حيث تربى مع أشقائه، قبل أن يواجه فقدانًا جديدًا برحيل جدته عندما بلغ السادسة عشرة من عمره.

ورغم هذه التحديات، أصر على استكمال تعليمه، فحصل على بكالوريوس التجارة من جامعة عين شمس عام 1985 بتقدير جيد جدًا، وتم تعيينه معيدًا بالكلية، إلا أن القدر قاده إلى مسار آخر؛ إذ كان على وشك السفر لاستكمال دراسته بالخارج، لكنه اختار البقاء في مصر، ليبدأ مشوارًا فنيًا لامعًا جمع بين الغناء والتمثيل.


نجم رومانسي غزير الإنتاج

مع دخوله عالم الفن، لمع اسم عامر منيب كأحد أبرز نجوم جيل التسعينيات، حيث قدم عشرات الأغاني الرومانسية التي حققت نجاحًا كبيرًا ورسّخت مكانته في قلوب الجمهور، كما خاض تجربة التمثيل في بعض الأعمال السينمائية، ليضيف بُعدًا جديدًا لمسيرته الفنية.

تميّز عامر بصوته الدافئ وأدائه الصادق، فصار رمزًا للرومانسية، وأطلق عليه البعض لقب "وريث العندليب"، في إشارة إلى صلة القرابة التي تجمعه بالفنان الراحل عبد الحليم حافظ.

معركة المرض والرحيل المبكر

في السنوات الأخيرة من حياته، واجه عامر منيب معركة قاسية مع مرض السرطان استمرت أكثر من عامين، وبعد تدهور حالته الصحية، دخل في غيبوبة استمرت أيامًا، قبل أن يرحل في نوفمبر 2011 عن عمر ناهز 48 عامًا، إثر هبوط حاد في الدورة الدموية عقب عملية جراحية أجراها في القولون بألمانيا.

ورغم معاناته، ظل يحمل أمنيات إنسانية وروحية، أبرزها رغبته في تسجيل القرآن الكريم بصوته كاملًا، كما حرص على تخصيص جزء من ثروته لدعم المبادرات الخيرية، ومنها مبادرة "طوق النجاة" التي هدفت إلى تقديم مساعدات إنسانية في مجالات متعددة.


إرث فني وذكريات لا تُمحى

اليوم، وبعد مرور أكثر من عقد على رحيله، لا يزال اسم عامر منيب حاضرًا في ذاكرة الجمهور، وفي وجدان أسرته التي تحرص على إحياء ذكراه باستمرار، ومقطع الفيديو الذي نشرته ابنته مريم لم يكن مجرد لحظة حنين، بل شهادة حيّة على قوة العلاقة التي جمعت بين الأب وابنته، وعلى الإرث الفني والإنساني الذي تركه وراءه.

وبين الحنين لذكراه واستمرار تأثيره في محبيه، يظل عامر منيب مثالًا للفنان الذي عاش للفن وللناس، تاركًا بصمة لا تمحوها السنين.
 

search