السبت، 06 سبتمبر 2025

04:56 ص

العالم يترقب "قمر الدم" يوم الأحد.. خسوف كلي نادر للقمر يُشاهد من مصر وعدة دول عربية

الجمعة، 05 سبتمبر 2025 03:23 م

محمد عماد

القمر الدموي والخسوف الكلي

القمر الدموي والخسوف الكلي

ساعات قليلة تفصل عشاق الفلك حول العالم عن حدث فلكي يوصف بأنه الأطول لهذا العام، حيث يشهد سكان الأرض خسوفًا كليًا للقمر يعرف باسم "قمر الدم"، وذلك مساء الأحد 7 سبتمبر 2025. وتأتي أهمية هذه الظاهرة لكونها الثانية من نوعها خلال العام نفسه بعد الخسوف الكلي الذي وقع في مارس الماضي، ما يضاعف من شغف المتابعين لرصدها في أماكن متعددة حول العالم.

الخسوف الكلي حدث فلكي عالمي

وفقًا لموقع "space" المتخصص في علوم الفضاء، فإن أكثر من 7 مليارات شخص حول العالم سيكون لديهم فرصة لمشاهدة الخسوف بشكل كامل أو جزئي، وهو ما يجعله واحدًا من أكثر الأحداث الفلكية مشاهدة عبر التاريخ. ويشير الخبراء إلى أن خسوف القمر يختلف عن كسوف الشمس من حيث سهولة الرصد، إذ لا يحتاج إلى معدات خاصة أو نظارات وقاية، بل يكفي التواجد في موقع مفتوح مع سماء صافية لمتابعة الظاهرة بالعين المجردة.

موعد الخسوف الكلي وأماكن الرؤية

سيحدث الخسوف الكلي مساء الأحد، وتحديدًا في تمام الساعة 20:30 بتوقيت القاهرة والرياض وبغداد وعمّان وبيروت ودمشق، ليستمر حتى 21:52 بالتوقيت المحلي لتلك المدن. وخلال هذه الفترة يدخل القمر بشكل كامل في ظل الأرض، فيتحول لونه من الأبيض الساطع إلى الأحمر القاني نتيجة انعكاس أشعة الشمس وتشتتها عبر الغلاف الجوي للأرض.

وسيكون لسكان مصر والسعودية والإمارات ومعظم دول الشرق الأوسط فرصة ذهبية لمتابعة الخسوف الكلي بوضوح، بينما سيتمكن سكان أوروبا وأفريقيا وأستراليا من متابعة أجزاء من الظاهرة بدرجات متفاوتة. أما في المغرب والجزائر وتونس، فستكون المشاهدة جزئية، حيث يظهر الخسوف في مراحله الأولى أو النهائية فقط.

أما في آسيا، وتحديدًا في الصين والهند، إضافة إلى غرب أستراليا وشرق أفريقيا، فستكون أفضل المواقع لمراقبة الخسوف بجميع مراحله. في حين أن سكان شرق أمريكا الجنوبية وغرب أمريكا الشمالية قد يشاهدونه عند شروق أو غروب القمر.

لماذا يسمى بـ "قمر الدم"؟

يوضح علماء الفلك أن الخسوف الكلي يحدث عندما تصطف الشمس والأرض والقمر على خط واحد، بحيث تحجب الأرض أشعة الشمس عن القمر كليًا. ومع ذلك، لا يختفي القمر تمامًا عن الأنظار، بل يكتسي بلون أحمر برتقالي بسبب ظاهرة انكسار وتشتت أشعة الشمس في الغلاف الجوي للأرض، حيث تمر الأطوال الموجية الحمراء الأطول نحو سطح القمر بينما يتم حجب الموجات الزرقاء.

الدكتور رايان ميليغان، عالم الفيزياء الفلكية بجامعة بلفاست، أوضح أن "هذا التشتت هو ما يمنح القمر لونه الأحمر المميز، المشابه للدم". وهو ما يجعل هذه الظاهرة تحظى بالاهتمام الإعلامي والشعبي تحت مسمى "القمر الدموي".

الخسوف مقدمة لكسوف شمسي كبير

ويرى مراقبون أن خسوف الأحد لا يمثل مجرد حدث منفصل، بل يأتي كجزء من سلسلة من الظواهر الفلكية النادرة التي يشهدها العالم خلال السنوات القليلة المقبلة. ففي أغسطس 2026، سيشهد العالم كسوفًا كليًا للشمس يُعد الأول في أوروبا منذ عام 2006، وسيكون مرئيًا بشكل كامل في إسبانيا وأيسلندا، بينما يظهر جزئيًا في عدة دول أخرى.

أهمية ظاهرة الخسوف الكلي للجمهور والعلم

من الناحية العلمية، توفر هذه الظواهر الفلكية فرصة للباحثين لدراسة الغلاف الجوي للأرض وتأثيره على مرور الضوء، فضلًا عن كونها مناسبة مثالية لتعزيز الاهتمام بعلم الفلك بين الأجيال الجديدة. أما على الصعيد الشعبي، فيرتبط خسوف القمر بالعديد من الموروثات الثقافية والدينية، حيث طالما اعتبر رمزًا للتأمل والتفكر في عظمة الكون.

 

search