الأحد، 14 سبتمبر 2025

10:37 م

في ذكرى رحيله.. سراج منير نجم الزمن الجميل وصاحب البصمة الخالدة

السبت، 13 سبتمبر 2025 08:08 م

إسراء علي

سراج منير

سراج منير

تحل اليوم، السبت 13 سبتمبر، ذكرى رحيل الفنان القدير سراج منير، أحد أعمدة السينما والمسرح في زمن الفن الجميل، وُلد في 15 يوليو عام 1904 ورحل عام 1957 عن عمر لم يتجاوز 53 عامًا، لكنه ترك خلفه إرثًا فنيًا ضخمًا تجاوز المئة عمل بين المسرح والسينما، ليظل حاضرًا بموهبته الاستثنائية وأدائه المميز في وجدان عشاق الفن.

النشأة والبدايات

اسمه الكامل سراج منير عبد الوهاب، نشأ في حي شبرا الشعبي بالقاهرة، جاءت تسميته نتيجة خلاف بين والده الذي اختار له اسم "سراج"، وجده الذي أصر على اسم "منير"، حتى تدخلت والدته واقترحت الجمع بين الاسمين ليصبح "سراج منير"، وهو الاسم الذي عرف به في الوسط الفني وارتبط بتاريخه الطويل.

منذ سنوات دراسته الأولى، انجذب إلى عالم التمثيل، حيث شارك في فريق المسرح بالمدرسة الثانوية، وبعد التخرج، شد رحاله إلى ألمانيا لدراسة الطب، لكنه وجد نفسه مفتونًا بسحر السينما، فشارَك في بعض الأفلام الصامتة هناك، ليبدأ أولى خطواته نحو عالم الفن.

عودة إلى مصر وبداية النجومية

مع اندلاع الحرب العالمية الثانية، عاد سراج منير إلى مصر، وهناك لعب القدر دوره بلقائه مع المخرج محمد كريم الذي فتح أمامه أبواب السينما.

انضم بعد ذلك إلى فرقة يوسف وهبي المسرحية، كما عمل مع فرقة نجيب الريحاني، وهو ما صقل موهبته على خشبة المسرح وأكسبه خبرات جعلته جاهزًا للشاشة الفضية.

شارك سراج منير في مجموعة من أشهر الأفلام المصرية التي لا تزال خالدة في الذاكرة، منها:

أمير الانتقام

ليلة الحنة

لحن الخلود

سيدة القطار

الشاطر حسن


وإجمالًا، شارك في 138 عملًا فنيًا، إلى جانب إخراجه خمس مسرحيات، كان آخرها اللي يعيش يا ما يشوف عام 1956.


مغامرة انتهت بالإفلاس

رغم نجاحه الكبير كممثل، قرر سراج منير خوض تجربة الإنتاج السينمائي، لكن الحظ لم يحالفه، فقدم فيلم حكم قراقوش على نفقته الخاصة، وتعرض لخسائر فادحة تجاوزت 30 ألف جنيه، وهو مبلغ ضخم بمقاييس تلك الحقبة، ما أدى إلى إفلاسه، ومع ذلك لم يثنه ذلك عن مواصلة عطائه الفني كممثل بارز في السينما والمسرح.

الحياة الخاصة

ارتبط سراج منير بالفنانة ميمي شكيب، إحدى نجمات المسرح والسينما في ذلك الوقت. استمر زواجهما حتى رحيله، وقد جمعتهما علاقة قوية انعكست على حياتهما الشخصية والفنية معًا.

بصمة فنية لا تُمحى

تميز سراج منير بقدرة نادرة على التنقل بين الأدوار الرومانسية والاجتماعية والتاريخية، فضلًا عن براعته في أدوار الشر التي جسدها بواقعية شديدة، كان يتمتع بملامح قوية وحضور لافت على الشاشة، ما جعله قريبًا من الجمهور في مختلف طبقاته.


رحيل مبكر وخلود أبدي

في 13 سبتمبر 1957، أسدل الستار على مسيرة فنية حافلة برحيل سراج منير عن عمر ناهز 53 عامًا، ورغم أن عمره لم يكن طويلًا، فإن أعماله وأدواره ستظل خالدة، تروي قصة فنان استثنائي عشق الفن وترك بصمة يصعب تكرارها في تاريخ السينما المصرية.

الرابط المختصر

search