الخميس، 18 سبتمبر 2025

05:13 ص

ابتكار صيني يحدث ثورة في جراحة العظام: لاصق يعالج الكسور خلال دقائق

الإثنين، 15 سبتمبر 2025 10:47 ص

محمد عماد

علاج الكسور في دقائق

علاج الكسور في دقائق

في خطوة وُصفت بأنها نقلة نوعية في عالم الطب والجراحة، أعلن فريق بحثي من مقاطعة تشيجيانغ شرقي الصين عن تطوير مادة طبية مبتكرة تحمل اسم Bone-02، عبارة عن "لاصق عظمي" قادر على معالجة الكسور وتثبيت الشظايا العظمية خلال ثلاث دقائق فقط، مع ميزة فريدة تتمثل في امتصاصه طبيعيًا داخل الجسم دون الحاجة إلى إزالة جراحية لاحقة.

هذا الاكتشاف يمثل بديلاً محتملاً للزرعات المعدنية التقليدية مثل المسامير والصفائح، التي غالبًا ما تتطلب تدخلًا جراحيًا ثانيًا لإزالتها، وهو ما يضاعف من معاناة المرضى وفترات التعافي.

وبحسب ما نشره موقع NDTV، فإن الدكتور لين شيانفِـنغ، رئيس الفريق البحثي، استلهم فكرة اللاصق من الطبيعة، بعد مراقبته للطريقة التي تلتصق بها المحار بجسور تحت الماء. هذا الإلهام ساعد على تصميم مادة قادرة على التماسك بقوة حتى في البيئات الغنية بالدم، وهو أحد أكبر التحديات التي تواجه جراحي العظام.

ويتميز اللاصق الجديد بخصائص عدة، أبرزها أنه يتحلل داخل الجسم خلال فترة الشفاء، ما يقلل من احتمالية المضاعفات الجراحية ويُسرّع من عملية التعافي. كما أنه يحد من خطر الالتهابات ويختصر زمن العمليات، مما يجعله خيارًا أكثر أمانًا مقارنة بالوسائل التقليدية.

الاختبارات المعملية أثبتت أن اللاصق قادر على تحمل قوة ربط تتجاوز 400 رطل، مع قوة قص تبلغ 0.5 ميغاباسكال، وقوة ضغط تقارب 10 ميغاباسكال، وهي نتائج تعكس مستوى متقدمًا من الصلابة والمتانة.

ولم تقتصر التجارب على المختبرات فقط، إذ جُرّب اللاصق على أكثر من 150 مريضًا يعانون من كسور مختلفة، وأظهرت النتائج نجاحًا ملحوظًا في جميع الحالات، ما يعزز من فرص دخوله إلى حيز الاستخدام الطبي الرسمي في المستقبل القريب.

وتعود المحاولات الأولى لتطوير مواد لاصقة للعظام إلى أربعينيات القرن الماضي، لكنها فشلت في تحقيق نتائج ملموسة بسبب ضعف التوافق الحيوي للمواد المستخدمة آنذاك. غير أن التطور الصيني الجديد اعتمد على أحدث تقنيات علم المواد الحيوية، ما منحه قابلية أكبر للتطبيق السريري الفعلي.

ويرى خبراء أن هذا الابتكار قد يشكل تحولًا عالميًا في جراحة العظام، إذ لا يقتصر أثره على تقليل العمليات الجراحية فحسب، بل قد يفتح الباب أمام تطوير جيل جديد من المواد الطبية الذكية القادرة على التفاعل مع الجسم البشري بطرق أكثر أمانًا وفعالية.

الرابط المختصر

search