صور أقمار صناعية تكشف حجم الدمار غير المسبوق في غزة وسط استمرار العمليات الإسرائيلية

أظهرت صور أقمار صناعية حديثة نشرتها وكالات دولية حجم الدمار الكبير الذي لحق بمدينة غزة خلال الأسابيع الأخيرة، مع اتساع نطاق العملية العسكرية الإسرائيلية التي دخلت مرحلة أكثر عنفًا.

الصور، التي التُقطت في الفترة ما بين مطلع أغسطس ومنتصف سبتمبر الجاري، أبانت أن أحياء سكنية كاملة في مناطق الزيتون والتفاح والشجاعية والشيخ رضوان، لم تعد موجودة فعليًا، بعدما سُويت مبانيها بالأرض. هذه المناطق كانت تعد من أكثر الأحياء اكتظاظًا بالسكان في غزة، ما يضاعف من حجم الكارثة الإنسانية.

أبراج سكنية تتحول إلى ركام

وفقًا لتقديرات ميدانية، تم تدمير نحو 20 برجًا سكنيًا مرتفعًا خلال الأسبوعين الماضيين فقط. تلك الأبراج كانت تضم مئات الوحدات السكنية، وأُجبرت العائلات التي كانت تقطنها على النزوح الفوري. شهادات الأهالي تصف مشاهد الهروب بأنها جرت خلال ثوان معدودة، وسط دوي الانفجارات وانهيار المباني العملاقة.

شادي سلامة الريس، أحد سكان "برج مشتهى" الذي كان يتألف من 15 طابقًا قبل أن يُمحى من الخريطة، قال في حديث خاص: "لم أجد وقتًا حتى لارتداء حذائي. أمسكت بأطفالي ونزلنا الدرج مسرعين، وبعد دقائق انهار المبنى بالكامل وكأن عمره لم يتجاوز بضع ثوان"، مضيفًا أن مئات العائلات تحولت بين ليلة وضحاها إلى نازحين بلا مأوى.

نزوح واسع وأزمة إنسانية

الأوضاع الميدانية انعكست مباشرة على حركة السكان. تقديرات إسرائيلية تحدثت عن مغادرة ما يقارب نصف سكان مدينة غزة، أي نحو 500 ألف شخص من أصل مليون، منذ بدء المناورة البرية. في المقابل، أشارت حركة حماس إلى نزوح 270 ألفًا، عاد بعضهم لاحقًا إلى مناطقهم رغم الدمار والتهديد بالقصف.

رصد دولي وتصعيد عسكري

منظمة ACLED المتخصصة في متابعة النزاعات المسلحة، رصدت أكثر من 170 عملية هدم منذ مطلع أغسطس، مؤكدة أن حجم الغارات ومساحة التدمير الحالية هي الأوسع منذ بداية الحرب.

في المقابل، يصر الجيش الإسرائيلي على أن الأبراج والمباني المستهدفة تُستخدم من قبل حركة حماس لإخفاء أنفاق وبنى تحتية عسكرية، ما يجعلها -وفق زعمه- أهدافًا مشروعة لعملياته الميدانية.

مستقبل مجهول للسكان

مع استمرار الغارات والتوغل البري، يعيش سكان غزة في حالة من الخوف والترقب، بينما تتفاقم الأوضاع الإنسانية بفعل انقطاع الخدمات الأساسية ونقص المساعدات. كثيرون لجأوا إلى جنوب القطاع تاركين خلفهم منازلهم وممتلكاتهم، دون أي ضمانات بالعودة أو حتى بقاء ما تركوه قائمًا.